نظرية المؤامرة عند تيار الإسلام السياسي .. حزب العدالة و التنمية بصفرو نموذجا

مراسل النهضة الدولية: مصطفى عديسة

يبدو ان حزب العدالة والتنمية بصفرو ، أصابه هذه الأيام اسهالا حاداً فيما يخص إصدار البيانات والرد على كل حركة احتجاجية تطالب بالحق في التنمية والكرامة والعدالة الاجتماعية وبيئة سليمة، وتكشف الوجه الحقيقي لاجندة هذه الحزب على المستوى المحلي. الذي يعمل جاهداً على إرضاء اذرعه الدعوية والحزبية الضيقة. ضاربا عرض الحائط كل الشعارات الرنانة التي رفعها في حملته الانتخابية لاقتراع 4 شتنبر 2016.  واستعمال كل الإمكانيات الجماعة في شقها المادي، وتفويت مجموعة من المشاريع إلى اقربائهم في خرق سافر للقانون. وعلى الخصوص المادة 65 من القانون التنظيمي 14 .113 المتعلق بالجماعات. للسيطرة على كل مفاصل وشرايين الاقتصاد الصفريوي، وبالتالي الهيمنة السياسية اعملا لمبدأ”من يسيطر اقتصادياً يسيطر سياسياً” و ضرب مبدأ التعددية. هذا المخطط الجهنمي هو ما تم فضحه من طرف المحتجين والهيئات الديمقراطية والمجتمع المدني للرأي العام المحلي والوطني.
واللافت في هذه البيانات اتهام المخالفين لسياسة حزب العدالة والتنمية بصفرو ، بأنهم يريدون اثارة الفتنة وهي مقولة اسلاموية  راديكالية تعني الدعوة إلى التقاتل والذي يدعو إلى الفتنة حكمه الإعدام في نظر هذا التوجه الاسلاموي.

ومعلوم أن البيان الصادر عن مؤسسة دستورية لها حرمتها، بمنطق البوليميك السياسي والمزايدات باستعمال كلمات ومصطلحات قدحية (الكذابون ، الكائنات الضارة، الفتنة) دون التمييز ما بين الخطاب المؤسساتي الموضوعي والخطاب الذاتي الباتولوجي. هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد خطاب المظلومية  ونظرية المؤامرة حاضر بقوة في دبلجته للبيان “بفعل فاعل” هذه النظرية نجدها كثيراً عند تيار الإسلام السياسي، وشماعة يعلق حزب العدالة والتنمية بصفرو  عجزه و فشل الذريع في تسيير الشأن المحلي ، وتسمح له بلوم الآخرين عن أخطائه. كل هذه الحقائق تبين بالملموس بأن هذا الحزب يوهم الرأي العام أن كل المحتجين يحاولون نسف مشاريعه التي هي في الواقع وهمية تبقى مجرد مساحيق لتجميل الشوارع الكبرى دون النفاذ الى عمق معاناة و مأساة المخزون الإجتماعي بفقره و هشاشته و معاناته الإقتصادية و ألمه الإجتماعي  مما يعكس تعشعش نظرية المؤامرة في مخيال تيار الإسلام السياسي، هذه النظرية التي لطالما تدفع المؤمنين بها إلى الانزواء، والخوف من الاخر .ما يولد فيهم النزعة السادية، التي تكرس لديهم كل أشكال الاستبداد و التحكم في المشهد السياسي ظنا منهم ان منطق المؤامرة هذا ضرورة حتمية من أجل البقاء و الإستلذاذ بنعيم و حلاوة الكرسي خدمة لماَربهم الدنيوية .


Warning: array_merge(): Expected parameter 2 to be an array, null given in /home/anahda/public_html/wp-content/themes/ITQAN_MEDIA/inc/widgets/assahifa_editorspick_1.php on line 34