بسم الله الرحمان الرحيم
قضية الصحراء في خطر .....
بقلم : عبدالله حافيظي السباعي
مند نشوب نزاع الصحراء وانا اتابع هذه المشكلة عن قرب وعن كثب ... فبالإضافة إلى كتابي الصحراء المغربية بين المطرقة والسندان الذي سجلت فيه أهم المواقع التي قطعها هذا المشكل العويص طيلة عملي كمكلف بالدراسات بوزارة الشؤون الصحراوية من سنة 1980 إلى سنة 2004 سنة صدور الطبعة الأولى من الكتاب من ذلك التاريخ وانا أعود بالله من قول انا اكتب مقالا أسبوعيا في أسبوعية الاسبوع الصحفي وبعد ذلك أصبحت صفحتي الرسمية على الفيسبوك هي منبري المفضل والذي انشر فيه كل مقالاتي لأنه وسيلة ناجعة لكتابة التاريخ وحفظه وجعله في متناول الجميع في كل وقت وحين .... لقد تسببت لي مقالاتي حول الصحراء في احراج كبير خاصة مع وزارة الداخلية والمخابارات الداخلية لأنها تتسم بصراحة جارحة وقد طلب مني البعض أن أرسل ما اكتب إلى الأجهزة المعلومة إلا أنني رفضت رفضا باتا لأن هناك فرق بين المخبر الذي يتقاضى مقابلا على ما يكتب وبين من يكتب من اجل الاصلاح وللتاريخ الذي لا يرحم ....
إن ما وصلت إليه قضية الصحراء هذه السنة ينذر باوخم العواقب وقد توصلنا إلى الباب المسدود ... فمند اقتراح الاستفتاء الذي اضطر المرحوم الحسن الثاني إلى اقتراحه في ظروف حرجة الله وحده عالم بها ... وما سجن قادة الاتحاد الاشتراكي في ميسور لأنهم كانوا ضد الاستفتاء اصلا لأن حمل السلاح والدفاع عن الوحدة الوطنية أهم من التشكيك اصلا في هذه الوحدة لكن مرغم أخاك لا بطل ....
كانت الجزائر ناجحة في سياسة النعامة التي تعالج بها قضية الصحراء والجميع يعرف أن الجزائر لا تساند الانفصاليين الصحراويين حبا في سواد عيونهم انها تبحث عن منفذ إلى المحيط الأطلسي والوقوف سدا منيعا أمام طموح المغرب بأن ينافسها في زعامة المغرب العربي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وجغرافيا ....
تحمل العساكر في الجزائر المصاريف الباهضة التي تهدرها على الانفصاليين الصحراويين في فيافي تندوف وكل ذلك ضدا على إرادة الشعب الجزائري المغلوب على أمره. ... نجح جنرالات الجزائر في ضمان اعتراف ازيد من 75 دولة بما نسميه نحن في المغرب بالجمهورية الوهمية. .. كما نجحوا في إدخالها عضوا كامل العضوية في منظمة الوحدة الإفريقية سابقا والاتحاد الأفريقي حاليا والذي تعتبر الجمهورية الوهمية من أبرز مؤسسيه إلى جانب الشهيد القذافي وقادة أفريقيا الآخرين لأنهم كانوا يطمحون إلى خلق كيان شبيه بالاتحاد الأوربي ولذلك سموه الاتحاد الأفريقي وشتان ما بين العمرين ....
عندما اتخذ المغفور له الملك الحسن الثاني قراره الجريء بالخروج من منظمة الوحدة الإفريقية صفق له أغلب المنافقين وقلت انا أعود بالله من قول انا أن سياسة الكرسي الفارغ لا فائدة ترجى من ورائها وكان على المغرب ان يحافظ على مركزه وان لا يقطع علاقاته مع الدول التي اعترفت بالجمهورية الوهمية التي أصبحت عضوا كاملا في الوحدة الإفريقية وعضوا مؤسسا لاتحاد الافريقي بعد ذلك ... كان على المغرب ان يدافع عن وحدة بلاده من داخل المنظمة وأمام أعداء وحدته الترابية ما دام الحق معه والساكت عن قول الحق شيطان أخرس وان الهروب من المواجهة أقصر طريق إلى الهزيمة .... والهارب ما كط عدل مزية كما يقول المثل الصحراوي ....
وها نحن نحصد الهزيمة كطعم العلقم. ... الجمهورية التي نعتبرها وهمية هي التي صوتت على رجعوعنا إلى الاتحاد الأفريقي وهو تصويت نكاية فينا ...وها نحن نجلس معها الند للند وصوتنا مواز لصوتها أبينا ام كرهنا .... وها هي الأمم المتحدة ترغمنا على الجلوس مع الجمهورية الوهمية كمحاور واحد أما الجزائر وموريتانيا فهما دولتنا ملاحظتان فقط .... يجب أن نقول الصراحة للشعب المغربي حتى لا يرتطم بالواقع المزري كما فعلنا معه في قضية موريتانيا التي كنا نعتبرها جزءا لا يتجزأ من المغرب وكنا نقول ان الحدود الحقيقية للمغرب هي من طنجة إلى نهر السنغال ... لكن اعتراف الملك الحسن الثاني سنة 1969 بخر كل شيء وعلم الجمهورية الإسلامية الموريتانية يرفرف عاليا في سماء حي السويسي أرقى أحياء العاصمة بل منحت الدولة المغربية خلال شهر شتنبر الماضي قطعة أرضية لدولة موريتانيا محادثة للمقاطعة 19 التابعة لبلدية السويسي والتي ستشرع قريبا في بناء سفارته على ارضها كما فعل المغرب على الأرض التي منحت له في نواكشوط والتي بنى عليها أجمل وأرقى سفارة في شمال أفريقيا. ... إن أشد ما أخشاه هو أن يضطر جلالة الملك محمد السادس إلى الاعتراف بالجمهورية الصحراوية لأن منح استقلال ذاتي للمنطقة قد يفضي في المستقبل إلى الاستقلال الكامل كما وقع في عدة بقاع من هذا العالم المتقلب ...
إن كل المؤشرات تشير إلى شد الخناق علينا على صعيد المجتمع الدولي... مجلس الأمن قلص المدة الممنوحة لبيعثثه من سنة إلى ستة أشهر... بونيو وزير الخارجية الأمريكي كشر عن أنيابه وطلب من الأطراف المعنية بقضية الصحراء التعامل مع الملف بجدية. ...الرئيس الأمريكي منح ملف الصحراء إلى جانب الملف الإيراني إلى مدير الأمن القومي الرجل الثاني والمهم في هرم الإدارة الأمريكية الثعلب جون بولتن رئيس مجلس القومي الأمريكي ....هولست كوهلر الرئيس الأماني السباق والمبعوث الشخصي إلى الصحراء حدد شهر دجنبر لإجراء محادثات مباشرة بين المغرب والبوليساريو كممثل وحيد للشعب الصحراوي أما الجزائر التي يريد المغرب اقحامها وفرضها كطرف معني فالأمر المتحدة قبلتهم هي موريتانيا كعضوين ملاحظين فقط .... مؤتمر طوكيو باليابان اتسحب ااوفد اامغربي انسحبوا انسحاب مذلولا وكان على الوفد المغربي أن يشارك في المؤتمر لأنه ما الفرق ان تجلس إلى جنب البوليساريو في أديس ابابا ورفض الجلوس معهم في مترات تابع لاتحاد آلافريقي انه در الرماد في العيون في وقت لم يعد ممكنا تغطية الشمس بالغربال .... البرلمان الاوربي استقبل بالامس الوفد المعربي والبوم بستقبل وفد الانفصاليين ويصدر اايوم توصية بادراج خيرات ااصحراء في مشكل الصحراء ....المغرب يحاول إقحام الصحراويين وخاصة شيوخ القبائل في الوفد الرسمي الذي سيفاوض الانفصاليين الصحراويين إلا أن الأمم المتحدة تحفظت على طلب المغرب لأن المفاوضات يجب أن تكون حسب زعمها بين الدولة المحتلة حسب زعمهم وممثلي الشعب الصحراوي الموجود في تيندوف أما الصحراويين الموجودين في الأراضي الصحراوية تحت السيادة المغربية فلا محل لهم من الإعراب فلا المجلس الملكي للشؤون الصحراوية يمثلهم بعد إقصاء رئيسه من المحادثات في هستن واستبداله برؤساء الجهات والتي تحاول البوليساريو أبعادهم بكل السبل وقد تنجح في ذلك لأن الخناق مشدود علينا وأمريكا لا ترحم من في الأرض ليرحمنا من في السماء ....
على المغرب ان لا يتأخر دقيقة واحدة في منح الصحراويين الموجودين في الصحراء جهوية موسعة بناء على انتخابات نزيهة بناء على اللوائح المقبولة من الأمم المتحدة يصعد فيها حتى الموالين للانفصاليين وهم الوحيدين الذين يستطيعون إقناع إخوانهم في تيندوف بتبني الحكم الذاتي الموسع أو حتى الفدرالية ... وكل حل باستثناء الاستقلال فهو انتصار معنوي للمملكة المغربية العلوية الشريفة ....
وجرر برباط الفتح في غرة يوم الثلاثاء 9 أكتوبر 2018
-
تعليقات الزوار (0)