آسفي….. ندوة علمية وطنية حول رهانات التحول الرقمي بالمحاكم المغربية 

عبدالرحمان السبيوي 

آسفي….. ندوة علمية وطنية حول رهانات التحول الرقمي بالمحاكم المغربية 

 ٱحتضنت اليوم قاعة ملحقة الجهة بأسفي ندوة  علمية وطنية حول موضوع ” رهانات التحول الرقمي بالمحاكم المغربية ” بشراكة مع نقابة هيئة المحامين بالمغرب و المكتب الجهوي للعدول بأسفي و المكتب الجهوي للمفوضين القضائيين بأسفي و الكلية متعددة التخصصات بأسفي والمجمع الشريف للفوسفاط .

   

اللقاء والذي ترأس  فعالياته كل من رئيس محكمة الإستئناف بأسفي السيد محمد الشتوي  و الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بأسفي السيد علي الشفقي.

جاء من  أجل تفعيل تقنية المعلوميات في المجال القانوني والقضائي ومواكبة للخطب الملكية السامية منذ سنة 2002 ، والتي اعتبرت على أن  “القضاء هو الحصن المنيع لدولة الحق ” ، مما كان دافعا إلى  وضع ميثاق إصلاح منظومة العدالة سنة 2013 الذي تناول ستة أهداف رئيسة ، و التي يعد الهدف السادس منها  هدفا جوهريا حيث تضمن  ” الإدارة القضائية وتعزيز حكاماتها ”  من خلال  ضرورة وضع مخطط الإرساء آليات وعصرنة أساليب الإدارة القضائية من خلال معالجة الجوانب الهيكلية وتنظيمية و تقوية البنية التحتية وتأهيل الموارد البشرية ، ورفع من مستواها وانفتاحها على المواطن من أجل ارتقاء بمستوى المحاكم .

غير  أن  المغرب تأخر كثيرا في تفعيل المحكمة الرقمية على مستوى العدالة وللإدارة الرقمية نتيجة غياب وسيلة استباقية منسجمة مع التوجهات التي وضعها المغرب في السنوات الأخيرة ، حيث لم يتم تفعيل كل أهدافه الفرعية إلا بعض أجزائه بعد ظهور جائحة كورونا.

من جهة أخرى ، فاننا لاننكر  أن  المغرب قام بمجموع من الإصلاحات على المستوى الرقمي فيما يتعلق بالسجل العدلي و تفعيل مشروع المحاكمات عن بعد والذي يعتبره البعص أنه حقق نتائج مهمة  ، تحفز على السير قدما في المحكمة الرقمية كخيار إستراتجي رغم كل الإكراهات .

من هنا بات أمر  الإلتحاق بركب المحكمة الرقمية  ضرورة ملحة وحتمية ، وليس خيارا استراتجيا الغاية منه تطوير العدالة ،كما أن ذلك ليس كافيا مع العولمة التكنولوجية السائدة حاليا  ، و بالتالي فمواكبة التحول الرقمي يتطلب ترسانة  تشريعية مواكبة لهذا العصر الرقمي ،   لاسيما مع تعليق المحاكم وفرض اللجوء المحاكم لتقنية الاتصال المرئي أو ما يسمى  ” بمؤتمرات الفيديو”

إن مفهوم المحكمة الرقمية يعاني في ظل غياب نص قانوني لأجرأتها  ،  حيث لازال مفهومها  مبهما حيث اختلفت التعاريف حول  “المحكمة الرقمية ”  غير وبرجوعنا إلى  ميثاق إصلاح منظومة العدالة ،  نجده لم يعرف المقصود بالمحكمة الرقمية  ، فقط تناول وتحدت فقط عن مقومات الأنظمة المعلوماتية وكذا البرامج المتعلقة بإدارة القضايا والمساطر ، ووضع مخطط لإرساء مقوماتها من خلال إستعمال التكنولوجيات الحديثة في تصريف القضايا أمام المحاكم.

لتبقى الأهمية القصوى والغاية من هذه الندوة العلمية الوطنية ،  هو الوقوف على أهم  رهانات التي عملت الأهداف الفرعية من ميثاق إصلاح منظومة العدالة  على  رفع من قيمة العمل القضائي وجودته داخل المحاكم والبرهنة على فعاليته  في المجتمع  ، وذلك من خلال وجود المحكمة الرقمية والتي تسعى إلى  تلبية حاجيات المواطن  و تقليص المدة الزمنية للبث في القضايا ،  من أجل ضمان محاكمات عادلة و خلال آجال معقولة  و عبر  الحرص على تسهيل أداء القضاء لمهمته على أكمل وجه.