أجواء غير إنسانية عاشها المغاربة المقيمين في الخارج في رحلة العودة إلى اوربا ،

تحرير مصطفى شكري

فشل ذريع في عملية استقبال المغاربة المقيمين بالخارج “مرحبا 2018” التي انطلقت يوم الثلاثاء 5 يونيو والمتواصلة إلى غاية السبت 15 شتنر 2018والمنظمة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن ،
ففي أجواء غير إنسانية يعاني المغاربة المقيمين في الخارج في رحلة العودة إلى اوربا ، معاناة تظهر بجلاء عجز المسؤولين المغاربة عن توفير أبسط الظروف الإنسانية لهؤلاء المغاربة الذين فضلوا قضاء عطلتهم ببلدهم مع ما يوفرونه للاقتصاد الوطني من عملة صعبة ، ففي ميناء طنجة غابت المواكبة والمصاحبة واصطفت السيارات بالمئات لساعات طوال على شكل طوابير مع عدم توفير أدنى شروط الاستقبال والمتابعة الصحية وتوفير الماء و أماكن للراحة خاصة بالنسبة للأطفال والشيوخ وذوي الاحتياجات الخاصة ، معاناة تكرس العبث الحكومي واستهتار المسؤولين عن توفير عودة جيدة لمغاربة العالم ، إن هذه الوضعية المزرية التي يعيشها المغاربة المقيمين بالخارج في رحلة العودة والتي وصلت حد عجزهم عن إيجاد ماء للشرب وأماكن لقضاء مأربهم وأكل يسد رمقهم وتطبيب يعالجهم بعد ان تفاقمت حالات ارتفاع الحرارة لدى الأطفال والشيوخ خاصة بسبب عامل ارتفاع درجة الحرارة وساعات الانتظار الطويلة تحت أشعة الشمس الحارقة وعدم وجود مساعدات اجتماعيات يخففون من معاناتهم ويؤازرونهم في هذه المحنة الشاقة التي بلا شك ستترك أثرا سلبيا في نفوسهم تجاه وطنهم الام ، إن هذا الواقع المرير يقتضي تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة ،لان مشكل الاكتظاظ ربما نجد له عذرا مقبولا كون رحلة العودة كانت مباشرة بعد عيد الأضحى ، وبالتالي هذا الكم الهائل من العائدين أمر خارج عن الإرادة ، لكن أن نعجز عن الاستعداد الجيد لمثل هذه الحالات وغياب المسؤولين لإيجاد حلول انية ومستعجلة لتدارك الوضع ،لانه لو كانت ساعات الانتظار في ظروف جيدة لاستطاع الجميع تحمل الوضع، لكن غياب رؤية استباقية واستراتيجية خلاقة جعل من المواطنين عرضة للمعاناة والتهميش والاحساس بالحكرة ، حقيقة أمر يندى له الجبين وتتألم له القلوب أن نشاهد مواطنينا الذين تكبدوا عناء سفر طويل يقفون بالطوابير ويرثون لحالهم مع العطش والمرض والامبالاة وهم الذين يساهمون في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني . فعلا لا يمكن الا ان نعبر عن احتجاجنا ورفضنا لهذه الممارسات البائدة التي اعتبرنا انفسنا قد قطعنا معها خاصة وأن عملية استقبال مغاربة العالم تتم تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس مع ما يليه جلالته من رعاية خاصة وعطف كبير على رعاياه في بلاد المهجر ، وكون جلالته كان دائما حريصا على أن يمر هذا الاستقبال في أحسن الظروف الإنسانية وتقديم المساعدات الازمة لرعاياه الأوفياء لوطنهم ولملكهم ، مع تأكيده الدائم على إيلاء عناية خاصة بهم لكونهم دعم أساسي لوطنهم ولاقتصاده وعلى اعتبارهم رسل لبلدهم في البلدان التي يقيمون بها ، واكيد أن المسؤولين عن عملية استقبال مغاربة العالم عجزوا بشكل واضح عن تنزيل رؤية جلالته وعن تحمل مسؤولياتهم في العناية بهؤلاء المغاربة الأبرار ، الشيء التي يستلزم فتح تحقيق في حيتيات هذه الواقعة ، وترتيب المسؤوليات مع التفكير العميق في عدم تكرار مثل هذه الأوضاع الكارثية ووضع خطط استباقية وناجعة لاستقبال أفضل لمغاربة العالم