إدارة التحديات

لتحديات الحالية و المستقبلية التي تواجه المقاولة بشكل عام و الإدارة في شقيها التسييري و القيادي بشكل خاص كثيرة و متشعبة.

و لهذا أضحت فرق التسيير داخل المقاولات خاصة في حاجة ملحة لمواكبة هذه التحديات.

من هنا و وعيا بأهمية هذا الموضوع عكف فريق من الأساتذة و الأستاذات ذوي الاختصاص في مجال التسيير و التدبير على مؤلف في هذا الباب أعطي كعنوان

 تحديات الإدارة في الحاضر و المستقبل.

 

وقد اشتمل الكتاب على ثمانية مقالات اهتم كل واحد بجانب من التحديات على مستوى التدبير و التسيير بخاصة داخل المقاولات.

 

المقال الأول للأستاذة أمينة اكشيرد تطرق لجانب ذي علاقة مباشرة بمهنة الإدارة و هو الجانب القيادي الذي يشكل من دون شك إحدى الوظائف الأساس للمديرين خاصة و ما يلزمهم في مواجهة التحديات المعاصرة من مهارات و قدرات لا غنى لهم عن تطويرها، على ما يكتنف ذلك من صعوبات و ما يحتاجونه من أدوات و وسائل لتطويرها. و قد أولت الكاتبة اهتماما خاصا بالشق البشري لهذه القدرات و المهارات وذلك على المستوى الشمولي إن على مستوى المنظمات أو على مستوى إدارة البلد بصفة عامة.

 

المقال الثاني للأستاذ محمد الهاوس تناول موضوع الإدارة من جانب يكاد يكون قد تفرد بالصدارة في العقد الأخير لدى المنظمات عامة و المقاولات بصفة خاصة و هو ما أضحى يصطلح عليه بالثورة الرقمية.

تطرق المقال لما يستوجبه العصر الرقمي من تفاعل إيجابي على مستوى آليات التسيير، كما تطرق لما تمخض عن الثورة الرقمية من بزوغ لخدمات لا سابق لها و فاعلين اقتصاديين جدد بل و أنمودج اقتصادي جديد قائم بل و مرتكز على كم ضخم من البيانات و ما تلاه من تطورات في مجال الذكاء الاصطناعي.

للتفاعل مع كل هذه التحديات ذات الطابع “التكنولوجي” كان لزاما على أصحاب الشأن الإداري أن يركبوا قطار التقنيات الجديدة و يعيدوا النظر في آليات التسيير بل و حتى في مقومات القيادة لكي لا يتخلفوا عن الركب، و ليبقوا على تنافسية مؤسساتهم.

 

المقال الثالث كان للأستاذة رجاء التمناتي التي تناولت شقا مهما يتجلى في ما يطلق عليه التدقيق في العلامة التجاري كأول لبنة لإدارة العلامة التجارية للمقاولة.

بعد أن أورد المقال ماهية العلامة التجارية و نشأتها و أبعادها وأدوارها و أنواعها جاء المقال لكي يعرج على مبحث مهم يخص تشخيص العلامة التجارية و الذي هو من اختصاص الإدارة العليا للمقاولة أو أحيانا يعود لإدارتها التسويقية و الذي له بعد “استراتيجي” مهم من شأنه أي يسهم في الرفع من الشهرة وتحسين الصورة وأدوارها الذهنية وتنمية العلاقة بين المستهلك والعلامة التجارية.

 

المقال الرابع للأستاذة زكية بنحيدة انبرى لمجال أضحى موضع اهتمام جل اقتصاديات العالم لما له من عواقب إيجابية على المستوى الاجتماعي، ألا و هو الاقتصاد الاجتماعي و التضامني في شقه المقاولاتي بل و الإبداعي.

تطرق المقال بنوع من التفصيل ابتداء للمؤشرات و المعايير التي تميز المقاولة الاجتماعية لكي يعرج بعد ذلك على مفهوم الابتكار الاجتماعي الذي يعتبر المطية الرئيسة لاقتصاد اجتماعي و تكافلي أضحى أحد الاتجاهات الاقتصادية “الاستراتيجية” على مستوى العالم.

 

المقال الخامس للأستاذة سمية الدليمي عني بمبحث الإدارة الأفقية و علاقتها بمستوى أداء الموظفين داخل المقاولات.

في هذا المقال بعد أن بينت الكاتبة ماهية هذا النوع من الإدارة و سردت ميزاته، تعرضت لشرح الرابط السببي بينه و بين أداء العاملين. ، من خلال ما ألف في الباب، و كذلك من خلال بحث ميداني خص مدراء على مستوى الدارالبيضاء، و ختمت الكاتبة مقالها بنتائجه.

 

. المقال السادس للأستاذة سليمة الدباغ اهتم بآليات تقييم الأداء على مستوى الفردي.

بعد أن شرحت الكاتبة معنى التقييم و ماهية الأداء الفردي, عرجت على عملية التقييم و مراحلها و بينت  المسؤولية التشاركية بين الموظف و المدراء على مستوى الأداء الفردي للعامل، كما أفردت فصلا نقديا حول آليات التقييم الممارسة و ظروف نجاح التسيير الفعال للأداآت الفردية.

و ختمت الكاتبة مقالها بجرد دقيق للآفاق المستقبلية لآليات تقييم الأداء الفردي.

 

المقال السابع للأستاذ عادل الشرقاوي اختار موضوع الحكامة داخل المقاولات و الذي يعنى بقضية النزاهة و الشفافية و الحد من تضارب المصالح حفظا لحقوق و مصالح المساهمين داخل رأسمال المقاولة.

بعد أن تطرق الكاتب لمعنى الحكامة بشيء من التفصيل و بإحالة إلى الإطار التاريخي و النظري لهذا المصطلح، أفرد فصلا حول أليات الحكامة داخل المقاولات من خلال الرقابة الداخلية و التي تهم بالأساس سياسة توزيع الأرباح و نظام المكافآت للمسيرين و مجالس الإدارة.

 

المقال الثامن للأستاذة ياسمينة بنيس تطرق للإدارة من خلال منهج التدريس و فحواه و ذلك في إطار بيئة مقاولاتية مركبة و معقدة و دائمة التغيير، تستدعي المواكبة من المنظومة التعليمية برمتها.

 أفردت الكاتبة فصلا جردت فيه معالم التغيير الذي يكتنف المقاولة و بيئتها من أزمات اقتصادية و انفجار في مجال الرقمنة و المعلومات و القيمة الغير المادية، و البعد عن قيم العدالة في الأجور و ما إلى ذلك من تغيرات تشكل تحديات كبرى للإدارة على مستوى المقاولات و للتدريس الذي يجد على كاهله مسؤولية إعداد الطالب لخوص التجربة المهنية وفق المتغيرات المعاصرة.

 

و بالنظر للمجالات المتفرعة التي شملها الكتاب فهو موجه للمجتمع الأكاديمي الذي يجد فيه كثيرا من البحوث في المجالات السالفة الذكر. كما أنه مرجع شامل للطلبة الذين يريدون توسيع مداركهم العلمية في الباب. و قد يجد فيه أيضا مدراء المقاولات بغيتهم لاشتماله على مناحي عدة لا غنى لهم عنها إبان مزاولة مهنة الإدارة.

هذا و تجدر الإشارة إلى أن الكتاب كتب على شرف الأستاذ المحترم أ. نور الدين الشرقاوي لما له من باع طويل و إسهامات لا تحصى في مجال الإدارة على المستوى الأكاديمي.

 

                                        تحرير أ. الهاوس محمد