إقلاع جديد داخل المكتب الشريف للفوسفاط.

إقلاع جديد داخل المكتب الشريف للفوسفاط.

مولاي عبدالله الفيلالي

حتى في الخيال العلمي لا أحد كان يتصور مشهدا مشرفا أكثر لقطاع كان ينظر إليه المغاربة بأمل ورجاء كبير فقط أن يوفر غلافا ماليا قصد بناء مغرب ما بعد استعمار فرنسي وحشي. ظل قطاع الفوسفاط يتخبط بين المنافسة والإكراه ثم الانصياع والارتماء في حضن الزبون الذي ما فتىء يحاول إذلال فوسفاط المغرب ولعل أزمة أواخر الثمانينات مع الهند لازالت شاهدة على الحدث.

لم يقعد المغرب مكتوف الأيدي ينتظر هزات أخرى في أهم مورد اقتصادي لديه آنذاك، توالت قيادات المكتب وبدأت الرؤى تتضح خصوصا مع أول شراكة مع الهند ثم مع أوروبا فالباكستان والبرازيل بعد ذلك.

بعد سنوات عجاف عرف فيها قطاع الفوسفاط بالمغرب جفافا ربحيا وبوارا لسوقه العالمية، تحرك مارد الدولة المغربية ليأتينا بمصطفى التراب قبل أن يغض السوق العالمي الطرف، فكانت الانطلاقة ثم بعد ذلك سيعلن على بداية عهد جديد وبمبادرة وتصور اقتصادي حداثي وعلمي كبير اختار له من الأسماء “إقلاع”.

فالرجل لا ينتمي للمرجعية الاقتصادية الراديكالية التي ترتكز على تأمين الربح ثم البحث عن التطوير بل اختار مصارا مختلفا تماما حتى ظن البعض انه يسير في مغامرة غير محسوبة خصوصا مع التوسع الهائل الذي عرفه الشريف للفوسفاط وخروجه من لباسه المعتاد ليبتاع لنفسه كساء مجالات أخرى من أهمها الطاقة والماء.
وبما أن لكل حصان كبوة، حرص حصان الرئيس المدير العام للفوسفاط، في كل كبوة أن ينطلق من جديد بسرعة المنشطات المسموحه، وانطلاقته هذه المرة جاءت عكس ما سبق وبدون سابق إنذار يبصم على تحول هيكلي كبير، أهم بشائر الخير اعتماده على أناس يشهد لهم بالكفاءة والروح الوطنية بعضهم حرص مصطفى التراب على استرجاعه بعد ما غادر المكتب الشريف عن طواعية وفي ظروف غامضة، والإستغناء على وجوه منتهية الصلاحية أصلا شابت نحوها عدة شبهات من باب الكذب.

ليبرهن الرئيس المدير العام للفوسفاط مرة أخرى أنه موجود بنظرته الرقمية للأشياء فاتحا صفحة جديدة بدماء جديدة في كتاب عنوانه “تجديد الإقلاع من أجل مستقبل مشرق للمغرب”.