إقليم_زاكورة. #مرافعةلتغييربعض المفاهيم فيمايخص المياه الجوفية.

#

في البداية لابد أن نثمن مجهودات الدولة المغربية و التي استثمرت الملاييير في الأراضي السلالية لتجهيز آلاف الهكتارات لفائدة فلاحي المنطقة في برنامج المخطط الأخضر والذي سيستمر في برنامجه القادم بمسمى الجيل الأخضر.
كما نشيد بالسياسة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي أصدر أمره السامي لأعطاء الأولوية لتسوية هذه الأراضي لكي يتم تمليكها و بالتالي مزيد من الاستثمارات المهمة في الميدان الفلاحي.
للحديث عن المياه الجوفية و ماهيتها لأنه بدونها لا يستقيم ان نتحدث عن الاستثمار الفلاحي أصلا و لا يجوز لمن هب ودب أن يفتي فوق الأرض و تحت الأرض بدون سلطان من أجل خلق البوز الإعلامي، فهذه طامة كبرى. ليكن في علم من يهمه الأمر أن الله عز وجل أكرم هذه المنطقة بتكوين جيولوجي فريد من نوعه :
— أولا منطقة باني تنتمي إلى الحقبة الجيولوجية الرابعة و طبيعة الطبقة الأرضية فيها رسوبية sédimentaires هذا يعني أنها نفوذة للماء جيدا perméable هذا يحيلنا على أن مصطلح الفرشة المائية بهذا المفهوم مستبعد إلى حد كبير وسنتطرق له بشكل مفصل أكثر.
— ثانيا بالرجوع إلى الخريطة الجيولوجية لمنطقة باني و حاسي بوحيارة وبعض المناطق من الأطلس يتبين منها أن أغلب التصدعات و الشقوق أو ما يسمى بالعروق الباطنية (فليل،،filles) هي في إتجاه شرق- غرب و الكثير منها يمتد انطلاقا من جبال تيشكا عبر تيويين ليخترق المنطقة،
هذه الشقوق تكونت بفعل الزلازل التي ضربت المنطقة منذ ملايين السنين حيت امتلأت من بعد بالمعادن (نحاس،حديد، كوارتز، سلس…… ) مع وجود تجوفات داخلها تسمح بمرور المياه عبرها وتشكل المعادن جدارا لا يسمح في أغلب الأحيان للماء بالخروج عبر الجوانب ما عدا في بعض المتلاقيات intersection. وهذه عدالة ربانية لكي يسوق الماء إلى هذه الأرض الطاهرة ذات معدل تساقطات لايتجاوز 72 مللتر في السنة.
— ثالثا كل هذه المعطيات التي تحدثنا عنها لابد من تجسيدها على أرض الواقع:
# حفريات المجال المعدني:secteur minier:
منجم تنفو : هذا المنجم الذي يحتوي على معدن الباريتين (الصديق للبيئة ) تمت به أشغال الحفر بطريقة إحترافية (mode des gradins) سمح للشاحنات للنزول إلى ما يفوق 100 متر من العمق و لا وجود
لهذه الفرشة التي تتحدثون عنها.
مناجم أخرى في منطقة تابعة لجماعة لبليدة تركد ذلك و أخرى في منطقة أكدز (منطقة الرمانة) و هناك الكثير لا داعي لسردها الآن.
# حفريات الماء الصالح للشرب (الآبار الاورتوازية les sondage de reconnaissance ):
هذه الاثقاب منها ما هو محفور من طرف الفلاحين للاستعمال الفلاحي تبين من خلالها أنه إذا لم يتم الحفر بدقة فوق هذه الشقوق والطبيعية الباطنية فمن المستحيل أن تحصل على الماء و هنا نعرج على مثال حي لاحد فلاحي المنطقة: حفر هذا الأخير ثقب استكشافي عمقه 120 متر ولم يحصل على الماء، قام بازاحة نحو اليسار بمتر واحد و حفر 60 مترا و حصل على الماء الكافي و هذا دليل قاطع على أننا لا نتحدث هنا على الفرشة المائية بهذا المفهوم.
* آبار المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والجماعات الترابية :
كلكم تتذكرون ما يسمى بثورة العطش بزاكورة، هذه الظرفية بالذات أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله أوامره السامية لإعطاء هذا الموضوع عناية خاصة و بالتالي تحركت كل الإدارات الحكومية لفك هذا اللغز المحير، من بين الأمور التي غيرت عدة معطيات هي إقناع الحوض المائي آنذاك بحفر اثقاب استكشافية بعمق 300 متر بمنطقة الفايجة من طرف السلطة، بالفعل قامت وكالة الحوض المائي بحفر البئر رقم 13.23 بعمق 267 متر، لما جربوا صبيبه وجدوا ما يفوق 20 لتر في الثانية.
بنفس المنطقة قاموا بحفر ثقب تحت رقم 1018 آخر بعمق 300 متر بصبيب يفوق 25 لتر في الثانية ،هذه المنطقة إلى عهد قريب كان البعض يعتقد أن الماء غير موجود بها و ربما أعدت تقارير بشأنها لانها تحتوي على تربة سوداء ما يسمى ب( les schiste noir ) لأن بعض المهندسين كانوا يظنون أن الماء غير موجود تحت هذه التربة.
للإشارة هاذين الثقبين هما الآن المزودين الرئيسيين لزاكورة بما يعادل 50% من الإنتاج.
بأغلب الجماعات الترابية أيضا نفس الشيء و نفس التجارب و بالأخص لما منحت هبة إماراتية من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لإقليم زاكورة بقيمة 320 مليون سنتيم آنذاك وزعت على الجماعات الترابية لحفر الاثقاب.
كل هذه الاثقاب يحدد موقع الحفر بها بواسطة أدوات بدائية بمساعدة أشخاص يتقنون هذه العملية في ضل غياب خريطة هيدرولوجية تحدد المسالك المائية الباطنية للمنطقة.
الآن إقليم زاكورة بقيادة عامل الإقليم بصدد إعداد عقدة الفرشة المائية لمنطقة الفايجة بشراكة مع عدة قطاعات حيوية و بمشاركة مكتب دراسات متخصص في هذا الشأن.
في الاخير نرجو من العلي القدير أن يحفظ بلدنا ملكنا و شعبنا بما حفظت به الذكر الحكيم وان يعجل بالفرح من هذه الجائحة.
لحسن البرد جماعة ترناتة بزاكورة