الاحزاب المغربية   “شاربينو في لبلول”والتراكتور جر كلشي

 

بقلم : نجيم عبد الإله

 

ترددت كثيرا قبل ان اكتب موضوعي هذا …. حول الانتخابات والمنتخبون والمنتخبين …

لا لشيء سوى لأنني يأست بالمرة من أحزابنا المغربية إلا من رحم ربك وهم القلة القليلة…….

لما ذا يأست …. دعوني أولا ابدأ لكم من البداية ….

بالنسبة لمؤسسي الأحزاب ولن اّذكر لك أسماءهم ..فأنتم تعرفونهم … يأسسون الحزب كأنهم يشيدون عمارة ضخمة ينتظرون إيجارها ، أو يؤسسون شركة لتدر عليهم دخلا محترما ، او يبنون إسطبلا للأبقار لتدر عليهم الزبدة والحليب واللبن ..والجبن والفرماج .

 

هذا هو منطقهم السائد فقط لا غير… لأنهم لو كانوا غير ذلك لتم إقرار مبدأ الديمقراطية الحزبية والتناوب متل ما هو جاري في بلاد  الغرب ،  اي أن الرئيس كل أربع سنوات يخضع لصناديق الاقتراع  مع منافس أو اكتر  ليقرر الأعضاء في مستقبل رئاسة حزبهم ، ولا يحق له الترشح اكتر من مرتان لا غير … أما عندا فإن مخلوق  واحد فقط هو من يستطيع إزالة رئيس الحزب دون أن يعترض عليه أو يحاربه أحد او تسلط عليه بلطجية الحزب  ، كما فعل المرحوم حين أزال عبد الرزاق الفيلالي من النقابة ،  ،  إنه الملاك عزرائيل قابض الأرواح  هم من ينهي الرئيس عندنا ، وإذا ذهب رئيس الحزب فإنه يورث ابنه او ابنته او أحد اقاربه ، كأن الحزب عزبة أبوه على حد قول المصريين .

من جهة أخرى فإن مؤسس الحزب مادام أسسه لغرض في نفس يعقوب فإنه يتركه فعلا متل الإسطبل .

 

دخلت إلى مقرات معظم الأحزاب  بالرباط ، ومعظم الفروع والمكاتب فلم أجد مقرا واحدا للحزب النموذجي أي الدي يضم خزانة للكتب العلمية والثقافية والسياسية ، أو خزانة للأفلام المرئية فيديوهات وأقراص مدمجة تضم مواضيع تاريخية ووطنية يستفيد منها المنخرطون ، أو برامج  أسبوعية وشهرية للندوات والموائد المستديرة والمحاضرات …لا شيء يصب في برامج تنمية ورفع مدارك المنخرط السياسية والوطنية ، انهم يتناسوا أن الحزب مدرسة وجامعة ومعهد .. شيء واحد لا ينسوه و متواجد بالمقرات هم الكراسي والطاولات فقط لا غير ، لانهم لا يحبون إلا الكراسي ……

في الحملات الانتخابية بالخارج تجري ندوات ومواجهات تلفزيه اعلامية  حضارية ، بين الأحزاب عندنا يسخرون جرائدهم ومواقعهم للطعن في بعظهم البعض بالسب والشتائم البديئة ، حاليا عندنا نموذج  حي في الحملة الانتخابية وهو  ان رؤساء الاحزاب يشتمون بعضهم البعض وينعتون بعضهم البعض بأقدح واخبث النعوت والشتائم ، فهل هؤلاء هم من يعول عليهم من أجل تقدم المغرب وازدهاره وتطوره …

حاليا بحكم مهنتي الإعلامية وصلتني عدة شكايات وتقارير ومواضيع عن الانتخابات ، كما شاهدت وتتبع وسائل الاعلام ، فخرجت بفكرة واحدة هي أن حزب التراكتور سيحصد الأخضر واليابس ،وسيتزعم الأحزاب بعدة مقاعد جماعية وبلدية وقروية ، لان معظم اعوان السلطة والقياد وقس على الرتب من  العامل  الى الشاوش ،يساندون الجرار ليجرجر الجميع معه حين فوزه ، لأننا شعب صبور ودرويش إعتاد على التجرجير واعتاد على  التكرفيص والتبهديل ….والتصرفيق … أنا لا اقلل من الشعب والمواطن المغربي الحر الأبي ….

لكن الفقر قاتل والفقر يكفر الانسان ، وقد قيل كاد الفقر أن يكون كفرا … فمن لا يستطيع أن يكسب اكتر من 30 او اربعين درهما في اليوم وهدا  دخل معظم افراد الشعب فإنه لا يصمد امام الورقات  الخضراء والقرفيات والزرقات ، التي تغريه ان يبيع صوته ويغير ضميره مغصوبا على نفسه ….

وكل انتخابات ونحن بخير مع تجرجيرات أخريات ومحاريث عفوا تراكتورات آخرين …….