البيهي: مخيمات تندوف تفتقد العيش الكريم .. والمسؤولية جزائريّة

 

 

 

 

أ.ب

احتفلت الهيئات الحقوقية في العاشر من دجنبر باليوم العالمي لحقوق الإنسان. وكان الاحتفال بهذا الموعد مناسبة لتسليط الضوء على وضعية الحقوق والحريات في مختلف الدول عبر العالم، خاصة في دول العالم الثالث، التي لا تزال تتحسس طريقها نحو انتقال ديمقراطي يصون الحريات ويحفظ كرامة الإنسان بهذه الدول.

وفي مخيمات تندوف يبدو الوضع مخالفا؛ فمنذ سبعينيات القرن الماضي، حين سمحت الحكومة الجزائرية لجبهة البوليساريو بإقامة تلك المخيمات، لم تتغيّر الأوضاع التي يعيش فيها، إذ لا يزالون يقطنون في خيام وبيوت طينية.

وبالإضافة إلى الظروف المزرية التي يعيش فيها سكان المخيمات، يبزر التضييق على الحريات ومنع أي تظاهرات معارضة لقيادة الجبهة، التي لا تزال الوجوه نفسها مسيطرة عليها منذ عقود.

ويقول حمادة البيهي، الناشط الحقوقي والعائد من مخيمات تندوف قبل سنوات، خلال حديثه عن وضعية حقوق الإنسان بتلك المخيمات، إن سكانها محرومون من أبسط شروط العيش الكريم، خاصة أنهم لا يتوفرون على بطاقة لاجئ، ولا يمتلكون ما يثبت هذه الصفة؛ وذلك بسبب رفض الجزائر وجبهة البوليساريو.

وأورد البيهي، في تصريح لهسبريس، أن الجزائر لم توفر شروط الكرامة لهذه الفئة، بالرغم من الإمكانات التي تتمتع بها. وفي الوقت الذي يقطن فيه اللاجئون الفلسطينيون في دول الشرق الأوسط، مثلا، في أحياء معينة، ويدرسون أبناءهم في المدارس والجامعات؛ فإن سكان مخيمات تندوف لا يزالون يقطنون تحت الخيام، في وضعية تفتقر إلى الخدمات الأساسية للحياة الكريمة، حسب تعبيره.

وتابع المتحدث التأكيد على أن للعائلة الواحدة في مخيمات تندوف الحق في 1000 لتر فقط من المياه بشكل أسبوعي، بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة.

ودعا البيهي الجزائر إلى تحمل مسؤولياتها، بالنظر إلى أن ذلك يجري فوق ترابها، موضحا أن الصحراويين ليسوا في حاجة إلى دعم من الجزائر؛ وإنما أن ترفع هذه الأخيرة يدها عن هذا الملف، وتترك لهم الفرصة من أجل أن يدبروا شؤونهم بأنفسهم.

وفيما شدد على أن عدم قبول البوليساريو بإحصاء السكان ينطوي على الرغبة لديها في اختلاس الدعم الموجه إلى المخيمات، تحدث البيهي عن وضعية السجون والزنازين التي تقام في بعض الحاويات وتفتقد لأبسط شروط الكرامة.

ووجّه الفاعل الحقوقي سهام نقده نحو إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، مطالبا إياه بتبرير غيابه عن إحدى أكبر الندوات الداعمة للجبهة في إقليم كاطالونيا الإسباني؛ وذلك مخافة إلقاء القبض عليه، بعد توجيه اتهامات إليه بالتحرش الجنسي.

“إذا استمرت هذه القيادة الهرمة الفاشلة لن يكون هناك أي حل في الأفق”، يقول حمادة البيهي، موضحا أنه لا يمكن للمغرب أن يجد حلا ما دام الطرف الآخر لا يتوفر على القرار، لتبقى الجزائر هي التي تحرّكه.

المصدر : http://www.hespress.com/orbites/331851.html

الكاتب : الشيخ اليوسي