الدبيبة يقيل المنقوش وأنباء عن مغادرتها ليبيا بعد الكشف عن لقائها بوزير خارجية إسرائيل

طرابلس: أفاد مصدر حكومي ليبي، اليوم الإثنين، أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، أقال وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، على خلفية لقائها مع نظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين في إيطاليا الأسبوع الماضي.

وكانت وسائل إعلام محلية ليبية، قالت إن المنقوش غادرت البلاد متجهة إلى تركيا، مؤكدة وصول طائرتها إلى مطار إسطنبول الدولي، وذلك بعدما أوقفها رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة عن العمل احتياطيا، وأحالها للتحقيق على خلفية لقاء أجرته مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في إيطاليا الأسبوع الماضي.

ونقلت “بوابة الوسط” الليبية عن مصدر أمني فجر اليوم، تأكيده أن المنقوش غادرت مطار معيتيقة الدولي متجهة إلى تركيا، بمساعدة جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة، حسب قوله.

هبطت الآن الطائرة الخاصة من نوع «فالكون» التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الموقتة بمطار #اسطنبول الدولي.
وأصدر رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة قرارا بإيقاف وزيرة الخارجية #نجلاء_المنقوش وإحالتها إلى التحقيق على خلفية لقائها في روما قبل أسبوع وزير الخارجية الإسرائيلي.#ليبيا#الوسط pic.twitter.com/FhmWlVqCn3

— بوابة الوسط (@alwasatnewsly) August 28, 2023

من جهته، أعلن جهاز الأمن الداخلي الليبي التابع لحكومة الوحدة الوطنية، اليوم الإثنين، إدراج وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش ضمن قائمة الممنوعين من مغادرة ليبيا إلى حين امتثالها للتحقيقات.
وجاء قرار منع المنقوش من مغادرة ليبيا، بعد شائعات عن فرارها بطائرة خاصة، عقب وقفها عن العمل إثر الكشف عن عقدها لقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين.

وقال الجهاز في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إنه ينفي “ما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن السماح أو تسهيل سفر وزيرة الخارجية الموقوفة عن العمل، والتي لم تمر عبر القنوات الرسمية بمنفذ مطار معيتيقة سواء الصالة العادية أو الخاصة أو الرئاسية وفق السياق المتعارف عليه، وستوضح كاميرات المراقبة ذلك.

وأكد الجهاز، وقوف جميع السلطات “صفا واحد” مع تطلعات الشعب الليبي واحترام مشاعره تجاه كافة القضايا، لاسيما القضية الفلسطينية.
واستنكر “جلوس المنقوش مع أحد أفراد الكيان الصهيوني (في إشارة إلى وزير الخارجية)”، محذرا من الصفحات والحسابات الإلكترونية “المأجورة”، التي تسعى منذ أيام لنشر الشائعات والتحريض ضد المؤسسات العامة للدولة وممتلكاتها.
ومساء الأحد، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، قرارا يقضي بإيقاف وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عن العمل احتياطيا وإحالتها للتحقيق، بعد لقائها وزير الخارجية الإسرائيلي.

لقاء منسق على أعلى المستويات
من جانبه، قال مسؤول إسرائيلي اليوم الإثنين، إن الاجتماع بين كوهين والمنقوش، تم الاتفاق عليه مسبقا “على أعلى المستويات” في ليبيا واستمر أكثر من ساعة.

ونقل موقع “واي نت” الإخباري العبري عن مسؤولين إسرائيليين لم يسمهم، قولهم إن “اللقاء بين كوهين ووزيرة الخارجية الليبية المنقوش تم تنسيقه على أعلى المستويات في البلدين، فيما تم الاتفاق مسبقا على نشره”.
وأضاف الموقع: “بحسب المسؤولين، فإن كوهين طار إلى روما للقاء الوزيرة في دار ضيافة رسمية تابعة لوزارة الخارجية الإيطالية، وهو ليس لقاء بالصدفة، ولم يفعل الوزير شيئا من وراء ظهر رئيس الوزراء”.
من جهتها، قالت مصادر لهيئة البث الإسرائيلية، اليوم “إن هذه الاتصالات لا يتم الإعلان عنها عادة، وإن هناك تخوفا على حياة وزيرة الخارجية الليبية نتيجة لذلك”.
وكشفت هيئة البث أن “الاتصالات الإسرائيلية الليبية لم تقتصر على هذا اللقاء، وإنما جرت محادثات في الأشهر الأخيرة بين المسؤولين الإسرائيليين والليبيين”.
وأضافت: “في الأشهر الأخيرة، حاولت إسرائيل إقناع ليبيا بالانضمام إلى منتدى النقب، وهو المنتدى الذي يجمع وزراء خارجية إسرائيل والولايات المتحدة والمغرب والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين”.
وتابعت: “كما أثيرت القضية خلال المحادثات في الأشهر الأخيرة بين المسؤولين الإسرائيليين والليبيين، وأيضا خلال الاجتماع بين وزيرة الخارجية الليبية ووزير الخارجية إيلي كوهين قبل بضعة أيام”، وهو ما لم يصدر بشأنه تعليق ليبي فوري.

قال مسؤول إسرائيلي إن الاجتماع بين كوهين والمنقوش، تم الاتفاق عليه مسبقا “على أعلى المستويات” في ليبيا واستمر أكثر من ساعة.

هجوم من المعارضة الإسرائيلية
كما هاجمت المعارضة الإسرائيلية، وزيرَ الخارجية إيلي كوهين، على خلفية تسريبه خبر عقده لقاء مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش.
وقال زعيم المعارضة يائير لبيد على منصة “إكس”: “دول العالم تتابع هذا الصباح التسريب غير المسؤول لاجتماع وزيري الخارجية الإسرائيلي والليبية، وتتساءل: هل هذه دولة يمكننا أن نقيم معها علاقات خارجية؟ هل هذه دولة يمكنك الوثوق بها؟”.
وأضاف: “هذا ما يحدث عندما تعيّن وزيرا للخارجية إيلي كوهين، وهو شخص لا خلفية له بهذا المجال”.
واعتبر لبيد أن تسريب عقد الاجتماع مع وزيرة الخارجية الليبية “عمل غير احترافي، وغير مسؤول، وفشل خطير في الحكم”.
وتابع: “إنه صباح العار الوطني والمخاطرة بحياة الإنسان، من أجل عنوان رئيسي”.
من جانبه، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس، إلى إنهاء حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد تداعيات تسريب لقاء كوهين مع المنقوش.
وقال غانتس، زعيم حزب “الوحدة الوطنية” المعارض، في تغريدة على منصة “إكس”: “العلاقات الخارجية لدولة إسرائيل مسألة حساسة وجدية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الدول العربية، وبالتأكيد تلك التي لا تربطنا بها علاقات رسمية”.
وأضاف في إشارة الى تسريب اللقاء: “عندما تفعل كل شيء من أجل العلاقات العامة والعناوين الرئيسية، دون أي مسؤولية أو تفكير تقدمي، فهذا ما يحدث. في العلاقات الخارجية أو الأمن أو الاقتصاد أو التعليم”.
وتابع: “حكومة نتنياهو حكومة مهملة وفاشلة ويجب أن تنتهي أيامها”.
ويحظر القانون الليبي رقم 62 والصادر في عام 1957 على كل شخص طبيعي أو اعتباري أن يعقد بالذات أو بالواسطة اتفاقا من أي نوع مع هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل أو منتمين إليها بجنسيتهم أو يعملون لحسابها أو مع من ينوب عنهم.
ويعاقب كل من يخالف ذلك بالسجن مدة لا تقل عن ثلاثة سنوات، ولا تزيد عن 10 سنوات، ويجوز الحكم بغرامة مالية.

(وكالات)
ANAHDA INTERNATIONAL TV