بقلم : نزهة صفي/جريدة النهضة الدولية
استنكر العديد من المواطنين الارتفاع المهول لتكاليف اللوازم المدرسية،
و في حوار أجريته صباح اليوم مع مجموعة من الأمهات و الآباء، المتواجدين أمام باب ثانوية الإمام البخاري الاعدادية المتواجدة بتراب مقاطعة زواغة بمدينة فاس، لاحظت بأن الأغلبية الساحقة و هم من ذوي الدخل المحدود و الضعيف ، يشتكون غلاء الكتب و الأدوات المدرسية و المحفظات.
*ف.ع أم لطفلين و بنت ،كلهم في سن التمدرس أشارت بأن القدرة الشرائية لدى أسرتها ضعيفة جدا مقارنة مع متطلبات الدراسة، و بالرغم من حالتهم الاجتماعية الهشة الا أنها تسعى جاهدة لكي يتعلم أبناؤها ( تتكلم و عيناها تذرف الدموع).
*مواطن امتنع عن ذكر اسمه صرح بأنه متوقف عن العمل جراء إغلاق الشركة التي كان يشتغل بها، و نظرا لظروفه المادية المزرية قام بعملية انتقال لأبنائه الثلاثة من مؤسسة للتعليم الخصوصي ،و التي كانت تكلفه الكثير ، إلى مدرسة حكومية، لأنه يعلم بأن هذه الأخيرة استرجعت مكانتها و هيبتها في الساحة التعليمية ، لكنه انصدم جراء الارتفاع الصاروخي لأسعار المستلزمات الدراسية.
*سيدة أخرى أم لطفلين تشكو نفس الوضع، أرملة و لا معيل لها ، تعمل خادمة في البيوت من أجل تربية طفليها لم تتمكن من اقتناء المقررات الدراسية و لا حتى أداء واجب التأمين.
*هي و هو و هن و هم كلهم نماذج مواطنين نفسيتهم متدمرة، و ساخطين عن الوضعية، لهم تقريبا نفس الظروف المادية و الاجتماعية و هم غير قادرين على كل هذه المصاريف
حتى الكتب القديمة لا يمكنهم شراءها لأن المقررات تتغير كل عام .
حز في نفسي ما صرحوا به و استنتجت من خلال كلامهم أنهم يرغبون في تعليم أبنائهم رغم ظروفهم الصعبة و يحرصون أشد الحرص على تربيتهم و مراقبتهم و مرافقتهم أثناء أيام الدراسة و طول السنة لأن و على حد قولهم ( أبناؤهم هم أعز ما يملكون)
و لا يفوتني أن أنبه أنهم أشاروا إلى مشكل عويص و من خلالنا يوجهون نداء للجهات المعنية: سلطات محلية و رجال الأمن و مجالس منتخبة و مجتمع مدني و فاعلين جمعويين، بتوفير دوريات أمام المدارس لمحاربة ما يباع و يشترى من مأكولات غير خاضعة للمراقبة و من مخدرات و حبوب مهلوسة.د، و القيام بحملات تحسيسية لمحاربة هذه الآفة المدمرة و المخربة للعقول.
و الغريب في الأمر هو أن الطاقم الإداري بكل مكوناته غائب ،و غير موجود بثاثا ، فلما استفسرت قيل لي إنهم يخوضون إضرابا بسبب بعض مضامين مشروع النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية و الذي سيدوم إلى غاية 20 شتنبر.
للأسف جاء هذا الإضراب تضامنا مع الدخول المدرسي و سيؤثر سلبا على المسار الدراسي للتلاميذ.
كما أن مجموعة من الأساتذة لم يلتحقوا بعد بالمؤسسات التعليمية
و هذا المشكل عاينته و عن قرب في مؤسستين .
أين هي مصلحة التلاميذ من هذا كله؟؟؟؟
و بأي حق يحرم البعض الذين لم تتم بعد عملية انتقالهم من مؤسسة لأخرى جراء غياب إداريي المؤسسات.؟؟؟؟
ANAHDA INTERNATIONAL TV