الرحل بالمغرب ما لهم وما عليهم

بقلم الحاج نجيم عبد الاله السباعي

الرحل او الترحال أو المرحلين كلها كلمات تدل على معنى واحد لكن تختلف في المنهج والقصد ،وما يهمنا نحن هو الرحل الدين ينتقلون من مكان لآخر بخيمهم وبماشياتهم واسرتهم ،يبحتون عن المرعى الخصب والمرأة الطيب وبماشياتهم…

فالترحل ثقافة ليست مغربية فحسب ولكنها ثقافة عالمية ،حيث اننا نعرف خارج المغرب خاصة بإسبانيا وإيطاليا ما يسمى ب دزينكر اي الرحل باختلاف عن المغرب ان هؤلاء لا وتائق تبوتية لهم متل جواز السفر أو البطاقة الوطنية يتزوجون فقط في ما بينهم والاهم يسكنون خارج المدن في ااهضاب والجبال مجموعات ويشتغلون في التجارة الممنوعة ونسائهم يشحتون…

في سوريا موجودين كذلك متل الاكراد يسكنون في تجمعات خاصة بهم ،في الكويت يطلقون عليهم “البدون”اي بدون جنسية لا هم كويتيات او يمنيون او سعوديون فهم خليط من كل هذا والدولة الكويتية لا تعترف بهم .

اما في المغرب فأنهم اصليون اي مغاربة عرب وامازغيون لكن يحتفظون بثقافة الترحال منذ دخول الإسلام للمغرب بل ربما اكتر اي منذ عهد الأمازيغ إلى اليوم بمعنى أنها ثقافة تعود إلى ما قبل الإسلام..الا انهم أصبحوا قلة ،كما نذكر هنا الرحل بالصحراء المغربية حيث ان ثقافتهم تنطبق على تاريخ الترحال الإسلامي منذ فجر الإسلام وهم غالبا ما يرحلون من مكان لآخر مع جمالهم وأسرهم بحتا عن الماء والكلأ والوحات ..ونستتني منهم جماعات الطوارق الدين لهم قبيلة شبه منظمة وموحدة،من تخوم ويحارب ليبيا وتشاد إلى مالي والنيجر والجزائر وموريتانيا ..

بعد زحف المدن والبناء على المحيط في مختلف الجهات سواءا سهولا او جبالا ،وبعد عملية تمليك الاراضي عن طريق نظام المحافظات او احباس الدولة او الملك الغاباوي ،تعقدت الأمور بالنسبة للرحل بالمغرب ،وأصبحوا شبه مضطهدين من طرف السلطات المحلية والاقليمية من قياد او رؤساء الدوائر او باشاوات ،علما انه لحد الان ليس هناك اي اشارة لهم في دستور 2011 ااجديد ،فهم مواطنين لهم كامل الحق في وطنيتهم وانتمائهم المغربي ولا شك في ذلك …

رغم أن لهم جمعيات تهتم بشؤونهم ،لكن يفتقدون الى التنظيم المحكم متل اتحادات او فدراليات او كونفدرالية توجد كلمتهم وتدافع عن مصالحهم وحقهم في الحياة …

و من حكاية احدى الصحف تعيش لالّا عائشة مع ابنتها وزوجها وبعض أحفادها على بُعد ساعتين مشياً على الأقدام، إذا أخذنا الطريق من قرية “بوتغرار”، جنوب شرق المغرب، إلى الجبال المجاورة لها.
الحياة قاسية وحارقة في مناخ جافّ شبه صحراوي لا تقلّ درجة حرارته عن الـ 38 درجة مئوية، لكن على الرحّل أن يصعدوا إلى الجبال مع بدء موسم الربيع ويمكثوا فيها مهما كانت الظروف.
بخلاف نمط الرحّل في العيش الذين ينتقلون بحسب وفرة مواسم الرعي من مكان لآخر، اختارت عائلة عائشة المكونة من زوجها وأحد عشر ابناً وابنة العيش في الكهوف منذ عشرين سنة رغم انتماء عائلتها وعائلة زوجها لفئة الرّحل أيضاً.
كما اختار بعض أبنائها وبناتها المتزوجين الاستقرار في قرى مجاورة. ومع استقرار الجيل الحديث وتملصه من نمط الرحل وحركتهم بدأت منظومتهم- أي الرّحل- تتغير تدريجياً مع محافظة أبناء عائشة على زيارتها باستمرار في كهفها.
 يتحدثون الأمازيغية.
على طول الطريق ووصولاً إلى كهفين متجاورين محفورين بعمق الصخر، كانت عائلة عائشة تخصص أحدهما كحظيرة للماعز والآخر كسكن لها ومن أمام كهوفها تمتد مساحات شاسعة من مناطق الرعي المقفرة: حصى وجبال وحرارة قائظة، ولكنها مناطق آمنة وليست مخيفة لدرجة أن تلك المناطق يفضلها السُيّاح لقضاء ليالٍ في الطبيعة خلال موسم الربيع أو الصيف، وتظلّ أيضا المناطق المفضلة لدى الرُحّل لتوفرها على الكلأ الطبيعي المطلوب لماعزهم الذي باستطاعته تسلُق أكثر المناطق خطورة.
“من لا يملك إمكانيات يستقر بمكانه في الكهوف
تقول عائشة لـموقع قنطرة: “نرحل بحثاً عن مواطن الأكل للماشية ومن لا يتوفر على الإمكانيات يستقر بمكانه” ورغم استقرارهم بالكهف لكنّهم “يرحلون بين فترة وأخرى” وفق عائشة، “يجب أن نرعى الغنم”.