الشيخوخة والوظائف التنفيذية

 

Si mohamed balbal

مفتاح: ” نحن لا نعبر عن المعجزات نحن نعبر عن رغبتنا في العيش مثل ذاك الحفار الصغير ومثل الحوت الكبير في الألسكا يعيش 200 سنة دون ان يشيخ” فلاديمي سكولاتوف

1-     مقدمة:

مقدمة: سأحاول في هاته الورقة أن أتحدث عن الضمور الذي يصيب الوظائف التنفيذية للشيوخ مركزا على بعض الوثائق التي قدمتها لنا الأستاذة عائشة الزياني أستاذة مادة الشيخوخة و رئيسة شعبة علم النفس بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة ومن خلال مقاربات الإشتغال المعرفي وبعض الخلاصات العلمية البحثية التي تم استنتاجها في إطار علم النفس  المعرفي و الإكلينيكي والإجتماعي.

سأحاول الإجابة عن السؤالين التاليين؟

ا- كيف تضمر الوظائف التنفيذية لدى الشيوخ.؟

ب- مقاربات علمية وارهاصات لتجاوز اضطرابات وأمراض الشيخوخة الخاصة بما فيها الوظائف الذهنية .

2-     كيف تضمر الوظائف التنفيذية لدى الشيوخ.

اذا كانت مرحلة الشيخوخة من المراحل العمرية التي تعرف تحولا بنيويا على المستويين النفسي   والبيولوجي وكون الدماغ يتكيف ويتغير خلال المرحلة العمرية المتقدمة فنلاحظ ان هناك انخفاظ في القدرات المعرفية بحيث تتغير  الوظائف الذهنية للدماغ.

أدرك عدد  من علماء الأعصاب أهمية الفصوص الجبهية باعتبارها أكثر المناطق أهمية في الدماغ Brudach لأنها تتضمن كفاءات ذهنية عليا و يسميها  ) /1819Sieroff( بالورشة أو المشغل لعمليات التفكير.

واذا كانت الوظائف التنفيذية تعني السيرورات والأنشطة والقدرات والعمليات الذهنية العليا التي تنظم وتراقب وتضبط الفعل على مستوى الحركة الإنتباه و التفكير، إذ تعد قدرات

معرفية ضرورية للسلوك الهادف والموجه للتكيف مع متطلبات ومتغيرات المحيط ، فهي بمثابة صمام أمان لجميع العمليات المعرفية بحيث تعمل على التنسيق بين ما هو ذهني معرفي

 و ما هو استجابي سلوكي، حيث تمنح لنا المرونة في معالجة المعلومات وتسمح لنا بالتخطيط والتنظيم وإعداد الاستراتيجيات وتذكر التفاصيل والحفاظ على الحلول الملائمة لتحقيق هدف معين أو كبح استجابة غير ملائمة، وتتدخل الوظائف التنفيذية في الوضعيات التي تتطلب التفكير والإبداع إذ تتدخل في حل المشاكل التي تطرحها الوضعيات والمواقف الجديدة التي لا يتوفر فيها الفرد على جواب آني جاهز بصورة مسبقة.

اذن كل انسان له اشتغال ذهني متضمن لوظائف ذهنية فمثلما نلاحظ ان هناك اختلاف للأشخاص في وظائفهم التنفيذية فللمسنين أيضا وظائف تنفيذية لكنها تتعرض للضمور والنكوص ومن بينها وظيفة الكف أو الكبح، التخطيط المرونة والتحيين وغيرها من الوظائف فقد وجدت أن الإختبارات التي تتكيف مع كبار السن لقياس الإدراك بطريقة عامة تحظى بتقدير واسع النطاق من خلال الدراسات التي تركز على الإدراك لدى كبار السن النوعان الأكثر شيوعًا هما اختبار الحالة العقلية المصغرة (MMS) (Folstein et al. 1975) على الرغم من أن الذاكرة ، وخاصة الذاكرة قصيرة المدى ، تظهر علامات الضعف مع تقدم العمر (Orsini et al. 1986 ) ، تبدو الوظائف التنفيذية معنية بشكل تفضيلي وقد تمثل عجزًا منذ سن مبكرة نسبيًا (Collette & Salmon 2014). في الواقع ، يبدو أن قشرة الفص الجبهي ، مقعد الدماغ للوظائف التنفيذية (Collette et al.2006) هو المقعد المفضل للتعديلات الهيكلية والوظيفية المرتبطة بالعمر  esgranges وآخرون 2008)

ترتبط الشيخوخة الطبيعية عمومًا بعجز الرقابة التنفيذية. على الرغم من أن الأداء الضعيف يتم ملاحظته بشكل فعال للوظائف التنفيذية للتحديث والتحويل والتثبيط والتنسيق المزدوج المهام ، إلا أنه يتم أحيانًا ملاحظة الأداء المحفوظ.

 لقد فسرنا وجود أداء محفوظ على أنه يعكس نزاهة بعض العمليات الفرعية التنفيذية أو وجود وظائف متميزة داخل وظيفة تنفيذية كانت تعتبر في السابق وحدة. علاوة على ذلك ، يبدو أن هذه الصعوبات تتأثر أيضًا بكفاءة العمليات المتعمدة (أي سرعة المعالجة) وسعة الذاكرة العاملة وبعض الخصائص الجينية الفردية. كما تم الإبلاغ عن التغييرات في الشبكات العصبية المرتبطة بالعمليات التنفيذية. تتكون هذه التغييرات في زيادة أو نقصان النشاط في الشبكات المتعلقة بالمهام ، أو توظيف مناطق الدماغ التكميلية. تعتبر أنها تعكس العمليات التعويضية أو الاستخدام غير الفعال لشبكات الدماغ ، عندما ترتبط على التوالي بأداء المهام المحفوظة أو الضعيفة.

من جانبه، يشرح بروفيسور روبرت رونتري، أستاذ الطب التكاملي الشهير، في إشارة مبسطة حول أبحاث مكافحة الشيخوخة الجديدة، قائلا: “الشيخوخة هي التقادم والإهلاك، إذ عندما يقوم شخص بفعل شيء ما مرارًا وتكرارًا، فإن الأجزاء تتعرض للانهيار والتلف بنهاية المطاف. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك الكثير من البروتينات السيئة، التي يتم صنعها داخل خلايا الجسم طوال الوقت؛ كما أن هناك الكثير من الأنقاض أو البقايا المتولدة، لكن عندما يكون الجسم أصغر سنا، فإنه يكون لديه القدرة على تصحيح الأخطاء”. ويستطرد قائلا: “لذلك وبشكل أساسي، فإنه يوجد أخطاء وضرر، ومع التقدم في العمر تزداد وتتراكم الأخطاء داخل الخلايا التي تكون أقل قدرة على التعافي من التلف“.

9 علامات مميزة للشيخوخة

إذن، ما هو الجديد؟ في العقد الماضي أو نحو ذلك، توصل العلماء إلى تسع “علامات مميزة” أو أسباب للشيخوخة، كما يقول سينكلير، على الرغم من أن هذه القائمة ستتطور على الأرجح في المستقبل. وأن الفكرة هي أنه إذا استطعنا معالجة هذه المشكلات، فيمكننا إبطاء الشيخوخة، ومنع الأمراض، وإضافة سنوات صحية لحياة الشخص. وتشمل هذه “العلامات المميزة” ما يلي:

 

  • عدم الاستقرار الجيني الناجم عن تلف بالحمض النووي
  • الابتعاد عن إهلاك الكروموسومات الواقية أو ما يسمى بـ”التيلوميرات
  • تعديلات على الجينوم الذي يتحكم في الجينات، ويحدد الجينات الواجب تشغيلها أو إيقافها
  • تراجع معدلات صيانة البروتين الصحي، والمعروفة باسم الاستتباب البروتيني
  • تحرر المغذيات الناتج عن التغيرات الأيضية
  • ضعف الميتوكوندريا
  • تراكم خلايا خاملة ضارة تؤدي لالتهاب الخلايا السليمة
  • استنفاد الخلايا الجذعية
  • اضطراب الاتصالات بين الخلايا وإنتاج الجزيئات الالتهابية

 

 

 

3-     –       مقاربات علمية وارهاصات لتجاوز اضطرابات وأمراض الشيخوخة الخاصة بالوظائف الذهنية.

 

أكد تقرير حديث إمكانية كبح الإصابة بالشيخوخة حتى وإن بلغ عمر الإنسان 120 عاماً.

وبحسب تقرير ستيفاني إيكيلكامب، المتخصصة في مجال الصحة والتغذية والذي نشرته بموقع “mbg Health” ضمن سلسلة تتعلق بعلم جديد يعنى بأبحاث مكافحة الشيخوخة، فإنه تم تحقيق نتائج لاكتشافات غير مسبوقة، رغم أنها في مراحل مبكرة، تقلب فكرة الشيخوخة رأسا على عقب، بالاعتماد على مفهوم جديد لأسباب حدوث عملية الشيخوخة على مستوى الجزيئيات والخلايا.

هذا ويقول العلماء إنه تم التوصل إل استراتيجية تستهدف الآليات الأساسية للشيخوخة بطريقة تمنع الإصابة بأمراض الشيخوخة حتى وإن امتدت حياة الشخص إلى أكثر من 100 عام.

 

الشيخوخة مرض يمكن علاجه باعتبار ضمور الوظائف التنفيذية يدخل ضمن الأمراض الوظيفية فهناك امكانية للعلاج/من جانبه، يقول البروفيسور  ديفيد سينكلير، أستاذ علم الوراثة في جامعة هارفارد، إن الشيخوخة يجب أن تصنف على أنها مرض يمكن علاجه بل وطرح في سبتمبر 2019 خلال لقاء عن بحثه وكتابه الجديد “دورة الحياة: لماذا نشيخ مع التقدم بالعمر؟ ولماذا يتحتم علينا ألا نصاب بالشيخوخة؟”، سؤالا على أحد موظفي غوغل قائلا: “ماذا لو قلت لك إنك يمكن أن تكون سعيدًا وصحيًا وراضيا كما أنت اليوم في سن 120؟“.

وأضاف بروفيسور سينكلير قائلا: “تم التوصل إلى التقنيات التي تجعل جسم الإنسان قادرًا على أن يكون بصحة جيدة، لفترة أطول حتى وقت لاحق في الحياة. وأن الأمل هو أن تكون أجيالنا قادرة على توقع العيش حتى 90 ولعب التنس، أو حتى الوصول إلى 100 والحصول على مناصب وظيفية متعددة دون إحالة للتقاعد“.

هناك اذن طرق لعلاج قلة كفاءة الدماغ وتحسين وظائفه مثلا وظائف  الحفظ التركيز التذكر ان الاحتفال باليوم العالمي للصحة والذي يخصص أحيانا للشيخوخة يدخل ضمن المقاربات الاجتماعية التي تتأطر ضمن علم النفس الإجتماعي ففي سنة 2002 تبين ان النساء أكثر عرضة للشيخوخة من الرجال 20 في المائة بينما الرجال 17 في المائة اذن يجب تحسين حياة هولاء لجعل وظائفهم التنفيذية قادرة على القيام بمهامها ضمن بنية الحياة وممارسة الفرد بشكل عام وقد تم اقتراح مايلي لتجاوز امراض الشيخوخة كالخرف الزايمر والبركنسن مما يجعل الوظائف في ضمور شبه تام فيصبح الفرد غير قادر على الاستيعاب إذن من أجل العلاج :

–       يجب المشاركة في الأنشطة

–       بناء علاقات اجتماعية صحيحة

–       السهر على الصحة البدنية

–       اللجوء إلى المعالج النفسي من اجل القيام بقياسات تحدد نوع الاصابة الخاصة بالوظيفة الضامرة، فيخضع لتمارين تعيد نسبيا اشتغال الوظائف كيفما كانت في السابق.كذلك تنشيط الدماغ غذائيا

–       الابتعاد عن التوتر والغضب

–       النوم لساعات كافية

–       الإبتعاد عن الشاشات الرقمية وعدم الإفراط فيها.

–       الإشتغال بعمليات عقلية معقدة.

–       ممارسة الوظائف الأكثر تعقيدا.

فقد أثبتت دراسات بحثية وانطلاقا من نتائج اختبار ادراكية من الطفولة الى 70 سنة خلصت الدراسة إلى أن القيام بوظائف معقدة مسؤولة من 1 الى 2 في المائة من الفوارق الإدراكية من المرحلة اللاحقة

تشبه نفس فوائد الإمتناع عن التدخين، فصنفت دراسة المبحوثين وفقا لمهنهم فوجدت أن المهندسين والمحامين حافظوا على قدراتهم الذهنية ووظائفهم التنفيذية أكثر من مندوبي المبيعات

إذن الاستمرار في استخدام مهارات التفكير والاستدلال جد مهمة لمقاومة امراض الشيخوخة المتعلقة بالذهن.

سأحاول طرح مجموعة من الأسئلة أرى أنها مهمة لمن يبحث في موضوع الشيخوخة وللدارسين سواء في مجال علوم الاعصاب او المجال النفسي او هما معا علما أنه لا يجب الفصل بين الحقلين لأنهما يكملا بعضهما

هل الرغبة في دراسة الشيخوخة هي إطالة العمر؟

كان حلم الانسان منذ القدم هو اكسير الحياة فهل يتجه العلم في البحث في هاته الموضوعة؟

هل استطاعت الدراسات والابحاث ان تنجح في مقاومة أمراض الشيخوخة؟

هل يمكننا أن نتحدث عن علم للشيخوخة؟

هناك ثدييات تموت شابة ولاتشيخ الا يمكن للبشر ان يصبح كذلك؟

الشيخوخة تراكم لاخطاء يرتكبها الاافراد في مراحل عمرية سابقة هل اي حد تصح هاته النظرية؟

هل الشيخوخة برنامج مرحلة نهائية شرطية تطورية؟

اذا كانت المراحل العمرية مبرمجة هل بامكان الانسان التدخل في هاته البرمجة وتعطيل الامر؟

يتحدث احد علماء الشيخوخة عن سحب وتعطيل برنامج الشيخوخة؟

يقول: لا يجوز مس الجينات البشرية يجب ان يبقى الجين كما هو وليبقى البرنامج الذي يرسل اشاراته للشيخوخة هو مانود تعطيله حسب الدكتور عالم الشيخوخة vladimir skwaltchove

اي سحب هاته الاشارة حتى لا تنفذ وقد اعطى هذا العالم مثالا جيدا حين قال:

المحكمة تعطي حكمها لينفذ ونحن نقوم بتعطيله يقول الانسان لا يهرم مثل السيارة

منظومة هرم المناعة عند الانسان تبدا في سن الخفوت في سن العاشرة

بالنسبة وقال فلاديمير سكولاتوف ان الجرد كحيوان اجرد حفار تربة موته غير مرتبط بالعمر اكتشفه العلماء في القرن 19 فلا وجود لضمور في  وظائفه التنفيذية لا امراض قلب واوعية دموية لديه لا مرض سكري ولا مرض معدي لديه مناعة قوية تشبه مناعتنا حين نكون في سن العاشرة

هناك حيوانات  لا تشيخ ولا تضعف مناعتها تشبه مناعتنا حين نكون في سن العاشرة يقول

نحن لا نعبر عن المعجزات نحن نعبر عن رغبتنا في العيش مثل ذاك الحفار الصغير ومثل الحوت الكبير في الالسكا يعيش 200 سنة ولا يشيخ يقول نحن نريد التدخل في البرمجة وكف برنامج الشيخوخة كمرحلة عمرية.

4-     خلاصـــــــــــــــــــــة

وخلاصة القون انه بالامكان الحفاظ الى صحة الانسان الى آخر العمر انطلاقا من الدراسات المنجزة

ومما وصل اليه العلم في مجال الدراسات الخاصة بصحة المسنين وانطلاقا من المعطيات التي حاولت تقديمها أعلاه.

سي محمد البلبال.