بسم الله الرحمن الرحيم
العدالة والتنمية ما لها وما عليها :
بقلم: عبدالله حافيظي السباعي
عندما انخرطت في حزب العدالة والتممية نهاية سنة 2010 لم يكن اندالك اي احد يتكهن بأن الحزب ذي المرجعية الاسلامية قد ينجح في الوصول الى الوزارة الاولى التي ستصبح رئاسة الحكومة بموجب دستور 2011 …
كنت انذاك مكلفا بالدراسات بوزارة الشؤون العامة مكلفا بملف الصحراء الذي لم يبق منه في الوزارة الاولى الا تأدية تعويضات الشيوخ الصحراويين الذين كانوا تابعين للكرتيس الاسباني سابقا والتي لا تتجاوز التعويضات الممنوحة لهم الفي درهم للواحد باستثناء المرحوم الحاج خطري الذي كان يتقاضى ثلاثة آلاف درهم وهم اليوم لم يعد يتجاوز عددهم العشرين لان جلهم لبى داعي ربه وتعيويضاتهم لا يستفيذ منها دوي الحقوق بعد وفاتهم …
إن ملف قضية الصحراء المغربية سياسيا وتنمويا غادر الوزارة الاولى يوم ان تم اعفاء منها الصحراوي خليهن ولد الرشيد الذي غادر الوزارة نحو المجهول ونحو بحر متلاطم الامواج لم تستقر سفينته الا بعد رسوها في مرفأ المجلس الملكي للشؤون الصحراوية الذي لا احد يعلم متى ستبحر هذه السفينة لان سكوت خليهن عند الدولة العميقة( الغواصة الصفراء ) اهم من ابحارها في بحر أمواجه متلاطمة …
حل المرحوم عبدالرحمان السباعي مكان خليهن ولد الرشيد ولطبعه الهادئ لم يحرك ساكنا و لم يقترب من ملف الصحراء ترك رشيد الركيبي يتم المشاريع التنموية التي بدأها خليهن ويستفيد اكثر ماديا من علاقاته الخاصة مع المقاولين الصحراويبن خاصة ابراهيم ولد حماد وسعد بوه والمهندسين بدا الركيبي و بنشقرون وشكيب سباطة …و ….
فقد حصد رشيد الركيبي من الاكراميات سنوات خليهن في الوزارة اضعاف مضاعفة ما حصد بعد اعفاء خليهن .. اللهم اطعمنا حلالا…
بعد المرحوم عبدالرحمان السباعي تعاقب عدة وزراء على الشؤون العامة التابعة للوزارة الاولى وحتى رئاسة الحكومة اذكر من بينهم الطالبي العلمي والإسلامي الذي لم اعد اذكر اسمه والملقب في الوزارة بالفار الرومي …والاستقلالي المرحوم محمد الوفاء العساوي السباعي وجميعم لم يقتربوا من الوزارة التي كان يسيرها خليهن بل بقي جميع الموظفين يتقاضون رواتبهم مع مضاعفة الراتب رغم إقامتهم في الرباط وقد طالبت كتابة وشفويا جميع الوزراء المتعاقبين على الشؤون العامة التابعة لرئاسة الحكومة بان يتم توزيع جميع الموظفين الذين كانوا تابعين لوزارة الشؤون الصحراوية على الوزارات تبعا لرغباتهم واختصاصاتهم الادارية الا انه لو ناديت لاسمعت حيا لكن لا حياة لمن تنادي … فجل موظفي وزارة الشؤون الصحراوية سابقا يعيشون بطالة مقنعة بما في ذلك المحسوبين على مندوبية الوزارة بمدينة العيون التي لا توجد الا في مخيلة رشيد البلي الركيبي الذي كان انشأها لشقيقه المرحوم خالد البلي الركيبي من اجل آلاستيلاء على الجمل وما حمل …
لنترك قضية الصحراء المغربية لان لا احد يستطيع التكهن كيف ستنتهي ولا مع من ستنتهي لأنها في مغربها و المغرب في صحرائه لا خيب الله لنا أملا فيها… رغم ان المستقبل لا يبشر بالخير ….
نعود والعود احمد الى حزب العدالة والتمنية الذي انخرطت فيه عن قناعة حتى قبل وصول قادته الى رئاسة الحكومة وقد كانت فرحتي مضاعفة عندما ساهمت في حملة انتخاب جاري الدكتور عبدالسلام بلاجي الذي نجح في الانتخابات النيابية لسنة 2011 وكاد ان ينجح الثاتي في لائحته لولا قلة الحظ والنحس الذي كان لصيقا بالسيد الطاهري …
كنت اومن بعد الله ان حزب العدالة والتنمية هو الحزب الذي سينقد المغرب من المتاهات المطبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تخبط فيها مند الاستقلال الى يومنا هذا …كتبت عدة مقالات كلها مدح واطراء وتوجيه ونصح لحزب العدالة والتنمية لانني كنت أخاف ان يزيغ عن السكة … كنت دائم الاتصال بكل من المرحوم عبدالله بها وجامع المعتصم وسعد الدين العثماني … بعد التحاقهم برئاسة الحكومة اصبح الاتصال بهم حتى هاتفيا صعبا اما سعد الدين العثماني فلم نستطع لقاؤه الا بعد اعفائه من وزارة الخارجية واسنادها الى التجمعي مزوار …
قبل ان يتم بنكيران مائة يوم في رئاسة الحكومة فوجئت بقرار احالتي على التقاعد رغم انني كنت وجميع موظفي الشؤون الصحراوية في شبه تقاعد مند اعفاء خليهن غشت 1992 … وقد كنت اعلق امالا كبيرة على حكومة بنكيران من اجل إعادة الاعتبار لموظفي وزارة الشؤون الصحراوية الذين طالهم الإهمال لعدة عقود …لكن خاب الأمل وبقيت دار لقمان على حالها فملف الصحراء لم يستطع بنكيران لمسه بيده ولم يستطع حتى زيارة مدن الأقاليم الصحراوية طيلة سنوات بقائه في رئاسة الحكومة وكذلك كان شأن من جاء بعده الدكتور سعد الدين العثماني …عندما طرحت قضية احالتي على التقاعد على المرحوم عبدالله بها قال لي انه قرار للسيد رئيس الحكومة بنكيران على اساس كل من وصل إلى سن الستين ان يحال على التقاعد بدن قيد او شرط ولا استناء في هذا القبيل … قلت للمرحوم عبدالله بها ان هناك عشرات الصحراويين تم التمديد لهم وهم لا يزاولون اي عمل …لم يقتنع عبدالله بها بما قلت له وكذلك فعل صديقه الذي يتقمص منصب مدير الديون جامع معتصم الذي تجبر وركب رأسه خاصة بعد خروج من السجن بسراح مؤقت وانتخابه نائبا برلمانيا وعمدة لمدينة سلا فاصبح حتى السلام صعب عليه ….
بعد قبولي بالأمر الواقع وفي سنة 2013 وبعد ان وصل عدد كبير من الصحراويين سن التقاعد في مختلف القطاعات الحكومية اضطر بنكيران الى اصدار مذكرة سمح فيها بتمديد سن التقاعد لجميع المنحدرين من الأقاليم الصحراوية وهو الشيء المعمول به الي يومنا هذا لان الجميع يخاف من رد فعل سلبي من طرف المحالين على التقاعد لان من بينهم من له ميولات انفصابية قد تدفع به الى العصيان المدني او الالتحاق بمخيمات تيندوف وهو ما تخشاه وزارة الداخلية التي تفضل التضحية بالمال وليس بالرجال مهما كانت ميولاتهم السياسية …
وزراء حزب العدالة والتنمية بمجرد تقلدهم المسؤولية اغلقوا هواتفهم اما منازلهم فقد كانت مغلقة اصلا باستثناء منزل بنكيران الذي قال لي جاري وصديقي الحميم الدكتور عبدالسلام بلاجي بان بنكيران رغم اخلافه معه قلبا وقالبا فانه انسان كريم وبيته مفتوح للبادي والعادي وانه يصرف ما في جيبه بدون تردد… اما الوزراء الاخرين التابعين لحزب العدالة والتنمية فقد اصبح الاتصال بهم من سابع المستحيلات …حتى عزالدين العثماتي لم نستطع لقائه الا بعد اعفائه من وزارة الخارجية و بعد ان اصبح بقدرة قادر رئيسا للحكومة عادت حليمة الى عادتها القديمة اصبح العثماني هرقل زمانه … الوحيد الذي عرفته جيدا وجربته لعدة عقود هو الدكتور عبدالسلام بلاجي دينا ومروءة واخلاقا واستعدادا لمساعدة الجميع بدون لف ودوران … وقد تم استبعاده كما تم استبعاد العالم الجليل المقري الادريسي الذي يعتبر من أهم الناس ثقافة واخلاقا في الحزب…
قال لي صديقي الحميم وجاري العزيز الدكتور عبدالسلام بلاجي انه اتصل مرة بجامع معتصم وهو انداك مديرا لديون رئيس الحكومة ولم يجبه وبعد ان اتصل به ورد عليه قال له لماذا لا تريد على هاتفك قال له جامع معتصم انه يتوصل بازيد من ألف اتصال هاتفي في اليوم ولا يمكن ان يرد عليها كلها … العدر أقبح من الزلة …
كنت أظن ان حكومة بنكيران والعثماتي ستوكنا حكومتين التواضع والتواصل السهل مع المواطنين فاذا بنا نشهد ضرب حصار منبع على كل الوزارات وتضاعف عدد الحراس الخاصين فأصبحنا نواجه حراس غلاظ شداد مفتولي العضلات يفعلون ما يومرون وتحس انك امام سراط مستقيم يدفعك لعن وسب من بعيد حتى الشخص الذي كنت ترغب في لقائه ….
الاسبوع الماضي توجهت للتواركة قصد زيارة صديق في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية اوقفني شرطي بباب التواركة وقال لي متأسفا انني رغم انني اعرفك فإن التعليمات المطبقة مند حكومتي بنكيران والعثماتي هو ان اعلم بك مفوضية الشرطة لاخد الاذن للسماح لكم بالدخول … وفعلا استشار وسمح لي بالدخول وعند تسليمي بطاقتي الوطنية قال لي يوسف تكلم عن سبع سنوات عجاف ونحن امضينا عشر سنوات عجاف مع من يدعون الإسلام حكومتي بنكيرانوالعثماتي وذهابهم غير مأسوف عليه … اتمنى ان يخفف اخنوش هذا الضغط الذي عانينا منه بدون رحمة ولا شفقة ولا اعتراف بالجميل ولا تعويضات تليق بما نعيشه يوميا تحت رحمة الحر والبرد على حد سواء…
سنة 2015 ونزولا عند رغبة الصديقين الدكتور بلاجي والأستاذ عبدالجبار القسطلاني ترشحت خامسا في لائحة مقاطعة السويسي وكان ترشحي والله علي ما أقوله شهيد ترشحا تشجيعيا فقط وبعد نجاح ثمانية في لائحتنا وبدون اخد رأينا تنازل وكيل لائحتنا بدون استشارتتنا تنازل عن الرئاسة لصالح حزب لم يحصل حتى على نصف ما حصلنا عليه من مستشارين الشيء الذي لا يستسيغه العقل ولا يقبله المنطق …انتخبت نائبا للرئيس لان همي هو خدمة المواطنين الشيء الذي نجحت فيه بكل تواضع فقد كنت طيلة خمس سنوات مواضبا على خدمة المواطنين دائم الحضور الي الملحقة 19 التي كنت ضابطا للحالة المدنية ومصادقا على صحة امضاء المواطنين بها …كما كان منزلي قرب الملحقة بحي النهضة بالرباط مفتوحا امام المواطنين وقد حولت نصفه الى مقر الزاوية العالمية لآل البيت ومحبيهم التي اصبت ملجأ لحفظة القرآن والفقهاء وطلبة العلم والفقراء والمساكين وأبناءالسبيل .. جعل الله اعمالنا خالصة لوجهه….
تعقدت علاقتي بكل مسؤولي حزب العدالة والتنمية باستثناء الأصدقاء المقربين الذي لا يفسد الخلاف معهم للود قضية ….
كتبت عدة مقالات نارية ضد مسؤولي حزب العدالة والتنمية وذكرتهم بالاسم بما فيهم كبيرهم الذي علمهم السحر بنكيران …كتبت لهم عدة رسائل نصح يمكن الرجوع اليها لأنها منشورة على صفحتي على الفيسبوك …وكان اخر مقال كتبته مطولا قبل الانتخابات ثامن شتنبر 2021 بيومين تحت عنوان : اذا صوت على مرشحي العدالة والتنمية فأنت إما ابله او احمق ..وبعد يومين جاء الخبر اليقين حزب العدالة والتنمية يمنى بهزيمة مدوية لم يسبق لها مثيل في اي زمان او مكان من 125 نائب برلماني الى 13 نائب مع ما يشكله هذا الرقم من نحس عند الاوربيين … والحقيقة لم ينجح منهم مباشرة الا أربعة بجديين لان التسعة الاخريات نجحن في اللائحة الجهوية لائحة الريع ……حتى رئيس الحكومة العثماني خسر في عاصمة المملكة ونفس الشيء لأغلب وزراء الحزب بما فيهم وزير الشغل رئيس شبيبة الحزب الذي خسر حتى في دائرته الانتخالبة الجماعية بمقر داره بجماعة الساحل باقليم تزنيت كما خسر الدائرة الانتخابية بنفس الاقليم … انهم تجبروا لكن الله بين لهم ان عاقبة التكبر وخيمة ….
هذا الحزب العتيد الذي لا يعرف الملل ولا الكلل لان اغلبهم الف الكراسي الوثيرة والحزب من اغنى الاحزاب المغربية حاليا والحرس القديم حريص على البقاء وكان كل شيء مخدوم مسبقا ليبقى اغلب الحرس القديم مع التخلص من اعداء بنكيران بطريقة لبقة رغم ان الساكتين الغير الراضين كثيرين وعندما يتكلمون قد تقع الطامة الكبرى وقد يعرف الحزب انشقاقا لن يوقفه الا شخصية بنكيران الذي سيحاول على إرضاء الجميع بفضل علاقته المتميزة مع أعلى سلطة في البلد التي منحته اكبر هدية شهرية ازيد من سبعة ملايين سنتيم كريع غير مستحق ينتظر الجميع التخلي عنه بعد انتخابه امينا عاما للحزب اول امس السبت 30 اكتوبر 2021….
فهل يستطيع بنكيران الأمين العام القديم الجديد لحزب العدالة والتنمية ان ينجح في ترميم الحزب الذي مني باكبر هزيمة في تاريخ الانتخابات في المغرب… بنكيران لا يتوفر حتى فريق برلماني يمارس به معارضة من داخل قبة البرلمان …فلم يبقى له الا معارضة بالشارع الذي يملك السيطرة عليه بطريقة تهريجه التي تشبه حلقات جامع الفناء… بنكيران رجل مزاجي قد يقلب الطاولة على الجميع لانه نرجيسي لسان حاله هو : أنا ومن بعدي الطوفان ….
لقد أظهر بنكيران حقده الدفين تجاه عزيز اخنوش وقال فيه ما لم يقله مالك في الخمر ورغم ذلك نجح اخنوش نجاحا باهرا واصبح رئيسا للحكومة باغلبية مريحة لم يستطع بنكيران تحقيقها حتى في اوج سطوته وجبروته ..
كلما اتمناه ان لا تقع حكومة عزيز اخنوش في اغلاط فادحة التي يتصيدها بنكيران ومن يدور في فلكه لكي يفعلوا من الحبة قبة رغم ان كل المصائب التي تعيشها حكومة اخنوش هي موروثة عن حكومتي بنكيران والعثماتي …حتى جواز اللقاح هو موروث عن حكومة العثماني وحتى وزير الصحة ايت الطالب تم ارجاعه لينفذ مآمرة حكومة البجديين الذين كانوا سينفدونا لو بقوا في الحكم … ونفس الشيء يقال عن الزيادات في المواد الغدائية لأنها مرتبطةبتقلبات اثمان السوق الدولية ….
كما اتمنى من وزراء حكومة عزيز اخنوش لا يقتفوا اثر وزراء حكومتي بنكيران والعثماتي في اغلاق هواتفهم ومنازلهم وان يفتحوا قلوبهم ويقولوا الحقيقة للشعب بدن لف ودوران لان قول الحقيقة والتواضع والتواصل نصف حلول المشاكل العالقة ….
إن سكوت وزراء حكومة عزيز اخنوش سكوت يثير الريبة والشك وليس في مصلحة الوقت الراهن وهو ليس في صالح الحكومة ولا الشعب والتواصل اعلاميا وقول الحقيقة للشعب هو السبيل الوحيد لتطويق المشاكل واطفاء النيران التي بحاول البعض أشكالها على كل الجبهات … وقى الله حكومة اخنوش من شرور اعدائه وارجع كيدهم في نحورهم …
وحرر برباط الفتح في غرة يوم الاثنين فاتح نونبر 2021