العلاقة الأسرية بين الجشع والضمير الحي

العلاقة الأسرية بين الجشع والضمير الحي

هي قصة عائلة ما زالت تعيش في زمن الظلام الاجتماعي الذي تركه لنا المستعمر لئلا تتنور الأجيال الصاعدة وحتى تبقى الأسرة المغربية رهينة الظلامية السائدة في تلك الحقبة، ورغم أننا اليوم نعيش في الألفية الثالثة التي حدثنا عنها القرآن منذ ألف وأربعمائة سنة قبل أن يتوصل إليها الفكر الإنساني اليوم، وحتى لا نطيل في التقديم وفي إسهاب ما لا فائدة منه ذلك أن الزوج نشأت بينه وبين الزوجة علاقة حب تكلل فصلها بالزواج رغم معارضة عائلة الزوجة لهذا الزواج الذي باركته الإدارة الأمنية التي يعمل تحت نفوذها الزوج، ومن هذا المنطلق بدأت الجريدة تبحث عن الأسباب الدافعة إلى الحقد على الزوج الذي يعمل كشرطي بالأمن الوطني وذلك بالتمهيد إلى حرب كلامية أخذ تدريجيا يمتد لظاها إلى نفسية الزوجة، وهذه الظاهرة الحقودة لم تكن الزوجة تعرف أسبابها وحتى الزوج لم يكن يعرف ما وراء الأكمة إلا عندما بدأت خيوط المؤامرة تطل من وراء عائلة الزوجة متمثلة في أختها وأخيها مبررين ذلك تحت ذريعة أن الزوج ما تزوج إلا تمهيدا للاستيلاء على حقها في أموالها، وهذه فكرة تعتبر ساذجة وقد أكل عليها الدهر وشرب منذ عهد الجاهلية، وليس الأمر وقف عند هذا الحد بل زادت الأمور توترا بين الزوجة وعائلتها إلى حد أن هذه الأخيرة لم تعد تكتفي بالكلام الجارح في حق الزوج الذي يتقبل الأمر صابرا إكراما لزوجته التي أخذت على نفسها هي الأخرى حق الدفاع عن زوجها وعن أسرتها إلا أن الكره والحقد دفع أختها وأخيها اللذان يتمتعان بنفوذ وبعلاقات على مستوى أصحاب النفوذ وحتى من يدور في فلكهما إلى تقديم شكايات كيدية متتابعة إلى العدل والأمن وإدارات أخرى، بل وصل الأمر بهم إلى تلويث سمعة الزوج في شرفه وفي نزاهته المهنية حتى يقضى على مستقبله العملي وحتى يدخل في زمرة العاطلين علما أنه دمث الأخلاق وحسن الطوية وكثير التواضع والترفع عن الدنايا ولا يجري وراء الطمع لأنه يعمل بقول الله تعالى

 

على الرجل أن يحسن لزوجته ولا يطمع في مالها لأن كرامته تأبى عليه أن يمد يده إلى شء يخصها وهذا من شيم الكرام همهم في ذلك تحطيم نفسيته أمام رؤسائه الذين لا يأخذون تلك الشكايات الكيدية على أنها مسلم بها لأن موقفهم حيادي حيال ملف قضية عائلية تاركين القضاء أن يقول كلمته، وهذا من خصائص ضمائرهم الحية وحتى لا ينساقون وراء الكذب وترهات من يقفون وراء تشتيت أسرة لا ذنب لها إلا أنها تريد العيش في سكينة ووداعة تحت سقف يغمره الحب وما يرضي الله.

إنها فصل من فصول مآسي المجتمع الذي مازالت تنزوي في وكناته عقول متحجرة أكل عليها الزمن وأبلتها الحداثة والعصرنة التي صهرت كل المفاهيم القديمة في بوتقة الاجتماع والتشريع الإسلاميين اللذان انزلهما الله لكل العصور.

وجريدة الوطن العربي عندما عاشت هذه القصة وافقت على نشر هذا الموضوع فهي لا تريد أن تجعل من نفسها حكما أو تتقلد منصب الدفاع عن قضية وإنما همها تنوير الرأي العام إلى ما يمكن أن يخل بالنظام الأسري في المجتمع وتبين للمسؤولين في الإدارة الأمنية ألا يأخذوا على موظف لديهم ما يسمعون وإنما يأخذون عليه ما يرون وما يلمسون عند تأدية عمله، كما أنهم وهنا أفتح قوسين ( جميع الإدارات العمومية والتابعة لكافة الوزارات أنها لا تتدخل في المسائل الخاصة بالعائلات لأنها تعتبر مسائل شخصية بحتة)، ولأن مفهوم حقوق الإنسان يجب ألا يأخذ بمرجعية الأحقية في الترامي على حق الآخر لأن مفهوم حقوق الإنسان هو عدم التعدي على حق الآخر كبيرا كان أو صغيرا، كما يجب التروي وضبط النفس في اتخاذ التدابير التي يمكن أن تؤدي إلى رأب الصدع وتحفيز الأطراف على التسامح والتمسك بالعروة الوثقى.

وللجريدة عودة أخرى في الموضوع ليعرف الرأي العام المغربي ما آلت إليه هذه القضية من تداعيات وإجراءات في صالح شأن هذان اللذان أعماهما الطمع وماتت ضمائرهما نتيجة التلهف على سلب حق الغير.