الغارديان: هذه رسائل تهديد أردوغان بـ”فيتو” ضد انضمام فنلندا والسويد لـ”الناتو”

لندن ـ “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعده المحرر الدبلوماسي باتريك وينتور تساءل فيه عن التشدد في الموقف التركي من عضوية كل من السويد وفنلندا في حلف الناتو. وأشار فيه إلى أن مطالبة رجب طيب أردوغان الدولتين الشماليتين بتسليم مطلوبين من حزب العمال الكردستاني ليست إلا محاولة منه لتعزيز فرصه الإنتخابية العام المقبل. وقال إنه وبعد تردد أولي من جدية الاعتراض التركي، زاد أردوغان من تهديداته لاستخدام الفيتو ضد فنلندا والسويد، قائلا إنه لا حاجة لإرسال البلدين وفود إلى تركيا في محاولة لإقناعه وتغيير موقفه. وأكد أنه زاد من مطالبه، التي لم تتعد مطلبين يوم الإثنين، إلى عشرة يوم الأربعاء في محاولة لاستخدامها كورقة ابتزاز. ففي مؤتمره الصحافي يوم الإثنين طالب أردوغان البلدين اللذين تقدما بطلبات عضوية للناتو بوقف دعم حزب العمال الكردستاني، والذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية ورفع الحظر عن تصدير السلاح المفروض على تركيا بعد توغلها في شمال سوريا.

ويعلق الكاتب أن لا أحد يشك في تدخل أردوغان وما يمكن أن يحدثه من تعليق وتشابك للناتو لمدة أشهر. والأمر بيد دبلوماسيي الناتو لتحديد مدى جدية أردوغان والثمن الواجب دفعه لجعله يتراجع. وعبرت وزيرة الخارجية السويدية آن ليند عن أملها من حدوث خطأ لما ورد في الصحافة التركية، وقولها إن الأتراك يعتبرون كل الأكراد إرهابيين. وأوضحت ليند قائلة إنها لم تطلق أبدا تصريحات كهذه ولم تلتق أبدا بمسؤول في “بي كي كي” ولن تفعل هذا. وعبرت عن تفاؤل حذر في إمكانية حل الإشكال، لكن مطالب أردوغان يوم الأربعاء بددت التفاؤل.

ويرى الكاتب أن الطبقة السياسية في دول الشمال عبرت بداية عن شكها في جدية أردوغان. وقال الرئيس الفنلندي سوالي نينستو إنه تحدث مع أردوغان قبل شهر ولم يظهر في الحديث أياً من مظاهر القلق الأخيرة التي أطلقها. وقيل أيضا أن سفير تركيا لدى الناتو باسات أوزتيرك لم يرسل تحذيرات أولية. إلا ان التقديرات تتغير، وبحسب جوناثان إيال من معهد “ورسي” فالرئيس التركي يحب التعامل مع سياسة الخطر وحافة الهاوية قبل التراجع. وقال إن مطالب تركيا بشأن “بي كي كي” لا تختلف عن المطالب السابقة، لكن من صالحه الوقوف ضد أمريكا وسط وضع اقتصادي سيء وتراجع في شعبيته. وبتضخم وصل إلى 69.9% وانتخابات في الصيف الماضي فلا ضرر من إشعال حماس الناخب التركي، وكل هذا لا يعني أن شكاوى أردوغان مصطنعة بالكامل.

ففي يوم الإثنين حددت وزارة العدل ستة من أعضاء يزعم أنهم من “بي كي كي” في فنلندا و11 في السويد. إضافة لجماعة غولن التي تتهم بتنظيم انقلاب عام 2016 وهناك 12آخرين تريد أنقرة من فنلندا تسليمهم و21 في السويد. ويقول دبلوماسيو دول الشمال إن القائمة أرسلت عام 2017 ولم تكن موضوع ضغط في السنوات الماضية. ونشرت الصحافة التركية أمثلة عن “تساهل” السويد مع الإرهاب وأدلة عن عقد فرع “بي كي كي” السوري لقاء في استوكهولم استضافته وزارة الخارجية السويدية ومركز أولاف بالمه الدولي الذي تموله إتحادات العمال السويدية. وتقول تركيا إن أنصار بي كي كي نظموا في عام 2019 تظاهرة دعم في مركز تسوق لزعيم بي بي كي عبد الله أوجلان، ولم تفعل الشرطة السويدية أي شيء لوقفهم. ويرى إيال أن السويد وفنلندا قد تجدان صعوبة في تلبية هذه المطالب. و “من الصعب تغيير اي من البلدين قوانين تسمح بحرية التجمع” و “السويد تحديدا لديها مجتمع كردي نشط وبدعم سياسي.

وتذكر الحادثة اليوم بقول أردوغان عام 2009 إنه لن يدعم ترشيح أندري رامسوسين كأمين عام للناتو إلا في حالة إغلاق الدنمارك قناة تلفزيونية كردية، وتم تعيين رامسوسين ثم أغلقت القناة التلفزيونية بعد عام. وربما حدث تأخير في التصويت على قبول عضوية البلدين، فكلا البلدين لن يغيريا نظام اللجوء الداخلي، وتقول السويد إنها لا تعد قائمة إرهاب مستقلة كتلك التي يعدها الإتحاد الأوروبي. ويقول إيال إن هدف أردوغان هو أمريكا كما هي فنلندا والسويد. فشراء تركيا نظام الدفاع الروسي أس-400 أدى لطردها من برنامج مقاتلات أف-35. والشائعات الأخيرة التي تحدثت عن زيارة لفلاديمير بوتين إلى أنقرة في المستقبل القريب، ونفتها موسكو تعني أن لدى تركيا ورقة لكي تلعبها. إلا ان هذه اللعبة المزدوجة تثير إحباط دول الناتو الأخرى من سياسة الهاوية التي يتبعها أردوغان.
ANAHDA INTERNATIONAL TV///PAR OMAR