الغلاء بات عدوا ينهش أجساد الفقراء… ويهدد الحكومة بالسقوط… و«العيش السياحي» خارج دائرة الرقابة

القاهرة ـ «القدس العربي»: بين حلم أن يعبر أسود الأطلس المواجهة المقبلة مع فرنسا، وأمل أن تنجح حملة المثقفين في استرداد حجر رشيد ورأس نفرتيتي، وهاجس يزداد رعبا من تكرار النموذج اللبناني، يحيا المصريون أيامهم الراهنة باحثين بالكاد عن شعاع أمل، فيما لا تكف حكومة الدكتور مصطفى مدبولي عن الرمي بالكرة بشأن الأزمة الاقتصادية التي تزداد وتيرتها في ملعب التجار، والمحاربين على الجبهة الروسية الأوكرانية، بينما واصل عدد من الكتاب أمس الاثنين 12 ديسمبر/كانون الأول الهجوم على التجار، فيما وجه آخرون سهامهم صوب الحكومة، ولجأ فريق ثالث لدعوة المواطنين لعدم التبذير وكنز ما لديهم من أموال للمستقبل.
من جهة أخرى، كشف الأزهر الشريف عن أن 35% من حالات الطلاق في مصر تقع بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، والابتزاز الإلكتروني. وعلق الشيخ عبده الأزهري وهو عالم في الأزهر، قائلاُ إنه يجب مواجهة خطر مواقع التواصل، موضحا أن الأسرة قد تكون سببا لكل المشاكل، فالأسرة هي أساس تنشئة الطفل بشكل سليم. وتابع أن بعض الشباب لديه تفكير سيئ ويستغل المرأة المطلقة، وهو أمر خطير، مؤكدا أنه لا بد من أن تكون هناك حملات توعية للشباب. ومن أخبار الآثار: أعلن متحف التحنيط في الأقصر عن عرض لوحة أثرية فريدة من نوعها، تحمل عنوان الحق والعدالة عند المصري القديم في العالم الآخر، وتستمر اللوحة خلال شهر ديسمبر الجاري. ونشرت إدارة متحف التحنيط في الأقصر صورة للوحة الفريدة عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك، معلقة عليها: لوحة جدارية في متحف التحنيط من بردية آني وحونفر سنة 1200 ق. م، وهذه اللوحة تمثل المحاكمة عند المصري القديم، فقد توصل المصري القديم إلى معرفة الموت والبعث والخلود، والثواب والعقاب، وتعرض اللوحة محاكمة المتوفى في العالم الآخر. ومن الأخبار الطبية: أعلنت وزارة الصحة والسكان، اكتشاف حالة ثانية مصابة بجدري القرود، لأحد المخالطين للحالة التي تم اكتشافها منذ أيام، وتم حجزها في أحد المستشفيات التابعة لوزارة الصحة. ومن أخبار الحوادث: ألقت أجهزة وزارة الداخلية، القبض على البلوجر هدير عاطف وآخرين في الجيزة، بتهمة النصب والاحتيال على المواطنين والاستيلاء على أموالهم بزعم توظيفهاو، حظيت هدير فور القبض عليها على لقب مستريحة الجيزة من قبل ناشطين.. ومن الحوادث العائلية: تسبب أب مدمن في محافظة الغربية في تعرض طفله الرضيع لحالة تسمم كادت تودي بحياته، نتيجة ابتلاعه قطعة حشيش صغيرة. وقد استقبل مستشفى السنطة العام الطفل “أيسر.ج .ال” وعمره عام ونصف العام مقيم في قرية مسهلة التابعة لمركز السنطة، وهو في حالة إعياء شديد وعلى إثرها نقل إلى المستشفى العام. وبسؤال والدته أقرت أمام الأطباء بأنه تناول مادة غير معلومة فلاحظ الأطباء بقسم الأطفال أن الطفل ظهرت عليه علامات غريبة وتبين أنه تناول قطعة من مادة الحشيش المخدر.

كلنا مصاب

بات الغلاء مشكلة المشاكل في مصر، فهل يمكن التغلب عليه؟ طارق عباس في “المصري اليوم” يرد بالإيجاب: قولا واحدا، نعم، فالمصريون قادرون على الانتصار على هذه المحنة، بصلابتهم، وهنا يبدو الرهان ضروريا جدا على المجتمع وعلى ترابطه وتماسك بنيته، وسعي أفراده للانتصار للمصلحة العامة حفاظا على المصلحة الشخصية، هنا يبدو الرهان ضروريا جدا على المجتمع، فبه تُحَل المشاكل أو تتفاقم وسيعم الرغد والنعيم أو سينتصر الظلم والفقر، هنا يبدو الرهان ضروريا جدا على المجتمع، لكونه المظلة الأهم التي تحمي الأفراد وتحدد طبيعة علاقات بعضهم ببعض لكن كيف؟ أولا: الترويج للتكافل المجتمعي، باعتباره التجسيد الحي لإحساس الفرد بالآخر، وتواصله معه واحترامه له، وكلما عَم هذا الإحساس وانتشر وتنامى، زاد انشغال الناس بالهم العام وسعوا لمواجهته والعمل على إزاحته، وعندما يكون التفكير في الآخر سابقا على التفكير في الذات، ستختفي الأنانية ويزول الطمع ويصبح الاستثمار في المعاناة سلوكا مقيتا وشاذا ومرفوضا، وبالتالي سيعرف كل فرد ما عليه من التزامات قبل ما له من حقوق، وعلى سبيل المثال: الطبيب لن يبالغ في رفع سعر الكشف خوفا على المريض ومراعاة لسوء أحواله المادية، كما سيحرص التاجر على عدم المبالغة في هامش الربح، وسيمارس المدرس مهنته انطلاقا من حرصه على سمو رسالته العلمية والأخلاقية، لا لتكسب المال على حساب المهنة وحساب التلاميذ وأولياء الأمور، وسيتوقف المهندس عن الغش في مواد البناء، وسيدافع المحامي عن المظلوم مهما كانت سطوة الظالم المالية والسلطوية، وسيعرف الغني حق الفقير عليه، وسيحترم كل مسؤول مسؤولياته. ثانيا: محاربة ثقافة التكالب، وهي ثقافة خربة تعود الإنسان التسوق لمجرد التسوق، مهما تناقض ذلك مع إمكانياته واحتياجاته، ومحاصرة مثل هذه الثقافة ستسمح للإنسان بحسن إدارة موارده المالية. ثالثا: عدم اقتناء السلع التي يرتفع سعرها فجأة، لأنها مثلما غَلَت في فترة قصيرة، ربما ترخص في فترة أقصر، ويخسر الإنسان الكثير. إن الغلاء الحاصل كعدو يجب الانتصار عليه.

رغيف النجاة

رغيف الخبز البلدي يعتبر عصب المائدة المصرية، ووزير الاقتصاد لدى كل أم وربة منزل داخل كل أسرة بسيطة حالية.. هكذا هي أهميته وفق ما يرى أيمن عبد اللطيف في “الوفد: بالنسبة للمواطن المصري المعدم والفقير، ومتوسطي الحال على السواء.. وإذا فقدت أي أسرة بطاقة التموين الخاصة بها كانت كمن فقدت مصدر رزقها ورأس مالها.. لذلك تعاني فئة ليست بالقليلة، وهي التي استبعدت من دعم الخبز بسبب أو دون سبب، ويعد «العيش السياحي» بالنسبة لها بمواصفاته الحالية عبء الأعباء عليها، كما أنه خارج عن دائرة الرقابة، فالرغيف منه بالكاد يكفي إشباع طفل ابن عمر خمس سنوات، لمَ لا وهو هش القوام، وكأن أصحاب المخابز السياحي اتفقوا على أن من مواصفاته ألا يفوق الرغيف قطر قيمته وهو الجنيه المعدني.. حيث لا يكفي أسرة مكونة من أب وأم وثلاثة أبناء، شراء ما قيمته 50 جنيها يوميا لثلاث وجبات، أي ما يعادل 1500 جنيه شهريا.. لذلك حينما قرأت تحقيقا في «الوفد» للزميلة شربات عبدالحي تناولت فيه القضية باحترافية عن مقترح تقدمت به الشعبة العامة للمخابز في اتحاد الغرف التجارية، ويتضمن توفير الخبز الحر لغير حاملي البطاقات التموينية من خلال المخابز البلدية، عبر كارت ذكي، سررت به، وبالأخص حينما وَجَدَت الفكرة قبولا لدى الحكومة ووعدت بتنفيذها بعد دراستها.. وهو المقترح الذي لقي صدى إيجابيا لا خلاف عليه، صدى أثلج فئة مرفوعي الدعم. فالكارت المقترح سيعامل معاملة كروت الخدمات من حيث الشحن، وسعر الرغيف فيه 65 قرشا قيمة تكلفته الفعلية، يتحمل المواطن من حاملي بطاقة التموين 5 قروش فقط، بينما تتحمل الدولة باقي التكلفة، أما غير حاملي البطاقة وخارج الدعم فيتحملون القيمة كاملة وهي 65 قرشا.. وقسَم المقترح كارت الخبز إلى ثلاث فئات، 20، 50، 100جنيه، كل حسب احتياجاته الشهرية، وهو ما سيوفر 70% من قيمة ما تنفقه كل أسرة على الرغيف السياحي، الذي يعادل ثلث وزن الرغيف البلدي، ما يعد تخفيفا على المواطن في ظل ظروف لم تمر بها مصرنا والعالم من عدة عقود مضت، فأفلحت أن صدقت وزارة التموين.

“وش السعد”

من بين الطامحين لمزيد من الإنجازات على أيدي المغاربة جلال عارف في “الأخبار”: لا مفاجآت في وصول منتخب المغرب الشقيق إلى نصف نهائي كأس العالم في قطر. المنتخب الأقوى عربيا وإفريقيا استحق ذلك بكل جدارة. الفريق الذي يجتاز في طريقه حتى الآن منتخبات في مستوى بلجيكا وإسبانيا والبرتغال يستحق أن يكون بين الكبار الأربعة، الذين يتنافسون الآن على بطولة المونديال. الفريق الرائع لم يهتز بتغيير مدربه قبل أقل من ثلاثة شهور على المونديال. بل جاء المدرب المغربي الركراكي، ليعيد الأمور إلى نصابها داخل الفريق، ويبث روح البطولة بين اللاعبين بعد أن اكتملت صفوف الفريق، لنرى أسود الأطلسي يقدمون هذا الأداء المتميز في المونديال، وينقلون الكرة العربية والافريقية من مرحلة الاكتفاء بإثبات الحضور في المونديال.. إلى مرحلة البحث عن البطولة والوجود بين الكبار. لم تكن مفاجأة ما حققه منتخب المغرب حتى الآن. ربما كانت المفاجأة الوحيدة في رباعي نصف النهائي هي غياب البرازيل، الذي أثبتت مرة أخرى أن المهارة الفردية لا تكفي، خاصة إذا افتقد الفريق المدرب الكفء القادر على تحويل مجموعة المواهب الفردية إلى فريق متكامل. ولهذا سقطت البرازيل رغم وجود نيمار، وسقطت البرتغال مع مدرب يضع رونالدو على دكة الاحتياطي، ونجحت الأرجنتين مع ميسي بصعوبة وبضربات الجزاء الترجيحية! المهم الآن أن افريقيا دخلت المربع الذهبي مع أمريكا الجنوبية وأوروبا على يد المنتخب المغربي العربي بعد عهود كان فيها الوجود الافريقي في فرق القمة مقتصرا على اللاعبين ذوي الاصول الافريقية في منتخبات أوروبا منذ أيزبيو العظيم مع منتخب البرتغال، وحتى زيدان الجزائري في صفوف فرنسا وزملائه وتلاميذه حتى الآن. افريقيا حاضرة بنجومها والمنتخب المغربي قادر على المضي قدما عن استحقاق وبلا مفاجآت.

ميؤوس منه

تألق الأشقاء المغاربة في مونديال قطر.. كشف كل المعوقات، كما يرى عارف زغلول صيام في “فيتو”، وكل المنغصات التي تقف أمام تقدمنا في المجال الكروي.. نعم فوزنا على الأشقاء منذ فترة قليلة في أمم افريقيا في الكاميرون، ولكنه فوز خادع لا يعبر عن حقيقة الأوضاع الكروية. أوضاع أصبح السكوت عليها يكلفنا الكثير يوميا واستمرار الوضع على ما هو عليه ينذر بعواقب وخيمة.. والأكيد أننا نملك المقومات كافة، ولكن دائما لا نستغلها. وأعجبتني تغريدة نجيب ساوير عندما قال “على قدر سعادتنا بالمنتخب المغربي، على قدر شعورنا بالخيبة من منتخبنا” وأيضا تصريح الكابتن طاهر أبوزيد الذي كشف السبب الحقيقي. واقع الأمر يؤكد أن المؤشرات تؤكد أن المقبل أسوأ في ظل غياب اللوائح، وأصبح النظر إلى ما نكتبه وكأنه شيء طبيعي لا يستحق المحاسبة.. تحدثنا عن أن مباراة بلجيكا الودية حامت حولها الشبهات من كل الجوانب في موضوع العقد وحقوق مصر، ولكن تم تشكيل اللجنة وهذه اللجنة ذهبت إلى الجبلاية ثم.. لا أملك تعليقا مناسبا. تحدثنا عن تضارب مصالح في مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، وأن هناك خلطا يجب أن لا يكون، ورغم ذلك جاء الرد (اضرب دماغك في الحيطة). نحن أصبحنا أساتذة في كل فنون الرسم والصورة ويظهر ذلك في حفلات استقبال النجم العالمي محمد صلاح، عندما يأتي لمعسكرات المنتخب وأسطول سيارات يستقبله وممنوع الاقتراب أو اللمس. تحدثنا عن أمور كثيرة، ولكن كان الرد دائما (مسيره يزهق ويسكت من نفسه).. وكلما اقترب من مرحلة الملل أجدني أعود من جديد أملا في إصلاح الأحوال لعل وعسى لأنه يصعب على الإنسان أن يرى الأمور تسير على هذه الوتيرة ونحن لدينا كل المقومات لأن نحقق أفضل مما حققه المغرب.

مشاغر الفرح العارمة

بمجرد انتهاء مباراة كرة القدم بين المنتخبين المغربي والبرتغالي مساء يوم السبت الماضي والفوز التاريخي للمغرب الشقيق، انفجرت وفق ما أشار عماد الدين حسين في “الشروق” مشاعر الفرح في معظم المدن والقرى العربية. ندرك أن مشاعر المواطنين العرب طبيعية لأنها تتناسب وتتوافق مع الفطرة السليمة، باعتبار أن معظمنا عرب، وحتى العرقيات الأخرى التي تعيش معنا في هذا الوطن العربي الكبير تتشرب الثقافة العربية والإسلامية. وهنا علينا ألا نتوقف كثيرا عند تصريح الركراكي، الذي أثار الكثير من الجدل حينما صنف منتخب بلاده بالافريقي، ولم يشر إلى الصفة العربية، وظني أننا ينبغي ألا ننفخ في هذا الأمر، فالتصنيف هنا حسب القارات وليس حسب الأعراق، ثم إن المغرب عروبي جدا في ثقافته. ما كان لافتا للنظر أكثر هو أن العديد من الحكام والمسؤولين العرب سارعوا إلى تهنئة المنتخب المغربي في سلسلة انتصاراته المتتالية، خصوصا حينما أقصى البرتغال، فقد رأينا أمير قطر تميم بن حمد يشاهد المباراة هو وعائلته من الملعب مباشرة، ويقف مصفقا للمنتخب المغربي، وقد حرص على متابعة مباريات كل الفرق العربية. رأينا العديد من الحكام والمسؤولين يسارعون إلى كتابة تغريدات تحيي المغرب وتتمنى استمرار صعوده في هذه المغامرة غير المسبوقة عربيا أو افريقيا. وحتى المنتديات السياسية والفكرية والدبلوماسية المغلقة وشديدة النخبوية، رأيت بعضها يشجع المغرب بحرارة. مرة أخرى أن تفرح الجماهير العربية لفوز فريق عربي فهو أمر معتاد، لكن حينما وجدت الاندفاع الرسمي العربي لتشجيع وتحية المغاربة، سألت نفسي السؤال المنطقي الذي يسأله كثير من العرب وهو: إذا كانت هذه هى المشاعر الطبيعية للمواطنين العرب، وهي نفسها للحكام العرب، فما الذي يجعلنا منقسمين ومشتتين، بل ومتحاربين ومتقاتلين منذ عشرات السنين؟ حتى الحكومات المختلفة سياسيا والمتقاتلة عسكريا في العالم العربي توحدت على أمر واحد وهو الفرح بفوز المغرب التاريخي، وتأهله للمربع الذهبي..

قمم ملهمة

أصبحت منطقة الشرق الأوسط وافريقيا مسرحا لقمم أطرافها أمريكا مرة والصين مرة أخرى وفق ما تابع محمد أمين في “المصري اليوم”: منذ شهور انعقدت القمة الأمريكية العربية في جدة، ومنذ أيام انعقدت القمة الصينية العربية.. وبعد أيام تنعقد القمة الأمريكية الافريقية الثانية.. وكنت طوال الوقت أتساءل: كيف تتابع أمريكا هذه القمة الصينية العربية؟ وهل تسكت أمريكا على تهديد نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا، لصالح الصين؟ وهل الصمت الأمريكي يعني بداية الانسحاب من الشرق الأوسط؟ هل كانت أمريكا تعتبر الشرق الأوسط عبئا عليها؟ أم أنها أصبحت في غنى عن الشرق الأوسط؟ اكتشفت أن أمريكا لا انسحبت ولا ابتعدت، ولكنها تفكر في الرد بطريقة أخرى على طريقة لعبتي الشطرنج والبلياردو. وكانت القمة الأمريكية الافريقية الثانية على أرضها هي الحل.. ومن المقرر أن تستضيف واشنطن أكثر من 40 زعيما افريقيا منتصف ديسمبر/كانون الأول، وهناك خمسة تحديات تنتظر طاولة القادة.. منها مكافحة الإرهاب والتعافي من كورونا.. والحفاظ على المناخ والانتقال العادل للطاقة.. وأضيف تخفيف الديون التي أقرتها قمة العرب والصين. فأمريكا لن تأتي إلى هنا، ولكنها سوف تستضيف قادة افريقيا على أراضيها، وجميع القادة أكدوا حضورهم في واشنطن.. ومعناه أن أمريكا لم تكن نائمة ولا مغمضة العين عن التحول الذي يحدث في المنطقة، ولكنها مفتحة العينين، وتستعد لكرة أخرى. وهو ما يؤكد التزام واشنطن تجاه القارة السمراء، وأهمية تعزيز التعاون المشترك، والعلاقات المتبادلة بين الولايات المتحدة وافريقيا.. كما قال بايدن.. وهي القمة المقرر لها نهاية الأسبوع الحالي، وهو «رد ساخن» يؤكد أن أمريكا لن تترك الملعب للصين، وهو تفسير للخطاب الصيني الهادئ في القمة العربية. ومن المهم أن تعمل أمريكا على مواجهة تحديات القارة السمراء، فتخفف من القيود المفروضة عليها في ملفات كثيرة، خاصة ملف حقوق الإنسان، وتخفف من الديون التي تعوق عملية التنمية، وتوفر الأمن الغذائي والعسكري، وتضمن وصول السلع المعفاة من الجمارك للسوق الافريقية، وكثير من الملفات التي أعدها كبير مستشاري مجلس الأمن القومي الأمريكي لقمة القادة الأمريكية الافريقية دانا بانكس، ونائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الافريقية روبرت سكوت. صدى هذه الأوراق التي أعدها مساعدون أمريكيون سوف تجد لها مكانا في قمة أمريكا افريقيا.

جحيم إسرائيلي

تشهد دولة الاحتلال صراعا سياسيا اهتم به عبدالمحسن سلامة في “الأهرام”: في الأسبوع الماضي شن بيني غانتس وزير الدفاع الإسرائيلي، هجوما عنيفا على رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو، بسبب الالتزامات التي قطعها نتنياهو على نفسه أمام حلفائه في الحكومة المقترحة. غانتس حذر نتنياهو من اللعب بالنار، وأنه يقوم بتصرفات غير مسؤولة سوف تفتح باب جهنم على الإسرائيليين، والفلسطينيين.. وسيقود المنطقة كاملة إلى الجحيم. تأكيدا لتصريحات غانتس، فقد طلب رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو مهلة إضافية من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ليتمكن من تشكيل الحكومة. المهلة القديمة انتهت مساء السبت الماضي، والمهلة الجديدة تستمر 14 يوما إضافية. المهلة الجديدة هدفها شيطاني، لأنها تهدف إلى تمرير بعض القوانين في الكنيست الإسرائيلي الذي يجتمع لتشكيل هيئته العامة الجديدة بعد نتائج الانتخابات الأخيرة. القوانين المقترحة هدفها تمكين زعيم حزب «شاس» أرييه درعي، المتهم في قضايا فساد، والمحكوم عليه بالسجن مع إيقاف التنفيذ، من دخول الحكومة، وكذلك توسيع صلاحيات وزير الأمن الداخلي، والمرشح له الإرهابي إيتمار بن غفير، من أجل تعديل قانون الشرطة بما يسمح للإرهابي بن غفير بصلاحيات واسعة، وغير مسبوقة في الضفة الغربية، والمستوطنات. أعتقد أن «جحيم» إسرائيل سوف يبدأ من الكنيست الإسرائيلي إذا نجح تحالف الليكود، والمتطرفين، والإرهابيين في تمرير مشروعات القوانين المقترحة. إسرائيل تسير بخطوات متسارعة إلى التطرف، والإرهاب منذ بدء عصر بنيامين نتنياهو، وها هو الآن يعود أكثر شراسة، وعدوانية ليفتح باب جهنم في المنطقة على مصراعيه خلال المرحلة المقبلة.

حقوق غائبة

الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي احتفلت به كل الدول والشعوب في اليوم العاشر من ديسمبر/كانون الأول الذي يوافق اعتماد الأمم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، هناك عدة ملاحظات مهمة رصدها محمد بركات في “الأخبار”: وفي مقدمة هذه الملاحظات ما يسود العالم والدول الكبرى على وجه التحديد، من الأخذ بالكيل بأكثر من مكيال في قضية حقوق الإنسان، ومحاولاتها المستمرة والمستهجنة لتسييس هذه القضية، واستخدامها كوسيلة للضغط على الدول التي لا تتوافق معها ولا تسير على منهجها. ويأتي الاحتفال هذا العام، بعد أيام قلائل من التقرير الخاطئ الصادر عن البرلمان الأوروبي، حول حالة حقوق الإنسان في مصر، وما احتواه من ادعاءات كاذبة ومغالطات عديدة، استوجبت الإدانة القوية من مجلسي النواب والشيوخ المصريين، ومن عموم المجتمع المصري أيضا، نظرا لانحراف هذا التقرير عن المنهج الصحيح لرصد الحقائق على أرض الواقع المصري. وفي هذا السياق تلقيت رسالة مهمة من اللواء محمد نجيب مساعد وزير الداخلية السابق، يعقب فيها على ما ورد في تقرير البرلمان الأوروبي من افتراءات حول حقوق الإنسان في مصر، ويطالب فيه بالتقدم بشكوى لمجلس الأمن الدولي مدعمة بالوثائق، التي تثبت كذب هذه الادعاءات الهادفة لضرب الاستقرار وزعزعة السلم والتأثير في سير خطط الإصلاح والتنمية في مصر. ويؤكد تأييده للأدلة التي ساقها رد مجلسي النواب والشيوخ المصريين، على كذب مزاعم البرلمان الأوروبي، كما يحيى إدانتهما ورفضهما لكل الادعاءات الكاذبة التي وردت في التقرير، بخصوص تعذيب المدعو أيمن هدهد، الذي أثبتت النيابة العامة انتفاء الشبهة الجنائية في الواقعة، وأن وفاته طبيعية. كما أكد تضامنه الكامل مع استنكار وإدانة مجلس النواب والشيوخ لما ورد في التقرير الأوروبي من طلب للإفراج عن المعتقلين الذين تمت إدانتهم بأحكام قضائية بعد ارتكابهم لجرائم جنائية، وهو ما يشكل تدخلا مرفوضا في السلطة القضائية المصرية.

فتنة الرايخ

لا عجب على حد رأي الدكتور وحيد عبد المجيد في “الأهرام”، في كشف حركةٍ تسعى إلى تغيير النظام السياسي في ألمانيا. في كل مجتمعٍ من يسعون إلى التغيير. أكثرهم يريدونه سلميا. وأقلهم يلجأون إلى العنف. ويكونُ هؤلاء القليل في البلدان الديمقراطية التي يتيسرُ فيها التغييرُ بواسطة الانتخابات. ولكن يمكن أن يوجد فيها من يرفضون الانتخابات، إما من حيث المبدأ، أو لأنها تؤدي إلى تغييرٍ في إطار نظامٍ يرفضونه. وهذا هو حال “حركة مواطني الرايخ” الألمانية التي يعيش المنتمون إليها في الماضي، مثلهم مثل أعضاء حركاتٍ وجماعاتٍ متنوعة في أنحاء العالم. اتهمت الشرطةُ الألمانية هذه الحركة بأنها تخططُ لتنفيذ انقلاب. ودليلها على ذلك تحرياتُ أفادت بوجود خطة لشن هجوم مسلح على مبنى البوندستاغ (البرلمان). وهذا اتهامُ غير دقيق. فالهجومُ على مؤسسةٍ ما، بافتراض النجاح في تنفيذه، لا يؤدي إلى انقلابٍ في بلدٍ كبير لديه أجهزة وقوات أمنية مدربة، ويضم 16 ولاية. ولكن هذا الاتهام ليس المثال الوحيد الدال على عدم الدقة في البياناتُ الصادرة عن الشرطة الألمانية. فأكبر منه، وأهم، تصنيف هذه الحركة ضمن ما يُطلقُ عليه يمينُ متطرف، أي جمعها مع أحزابٍ وحركاتٍ سياسية تُحشرُ في الزاوية نفسها، رغم الاختلاف الشديد بين توجهات هذه وتلك. فالحركةُ المُطاردُ قادتُها تتبنى العنف سبيلا لتحقيق أهدافها، بخلاف حزبٍ مثل البديل من أجل ألمانيا الذي حصل على أكثر من خمسة ملايين صوت في انتخابات العام الماضي. واستخدامُ المصطلح نفسه في الحديث عن حركةٍ تتبنى العنف، وحزبٍ سياسى يخوض الانتخابات ويُمثل في البرلمان، لهو أحد أعلى مراتب عدم الدقة. فالفرقُ شاسعُ بين التطرف العنيف في حالة حركة مواطني الرايخ، والراديكالية السياسية التي يعدُ حزبُ البديل من أجل ألمانيا نموذجا لها. هذا حزبُ يمينىُ راديكالي أو جذري يقفُ في أقصى الطرف الأيمن من المُتواصل السياسي. ويقابله حزب دي لينكه في أقصى اليسار. وتلك حركةُ تعتمدُ على العنف، مثل حركاتٍ شتى في العالم تقفُ في مربع التطرف العنيف. الراديكاليةُ موقفُ سياسي. والتطرفُ العنيف موقفُ خارج السياسة، ولكن الخلط المعيب بينهما لا يقتصرُ على ألمانيا وما يحدثُ فيها الآن.

نكبة الأطباء

رخصة مزاولة الطب في بريطانيا وفق ما أخبرنا أحمد إبراهيم في “الوطن” ليست مدى الحياة، لكنها تُجدد كل خمس سنوات، ومن شروط تجديدها أن يعطى أستاذ الطب خبرته لتلاميذه من الأطباء الشبان ويدربهم ويعلمهم، ولذلك يكون حريصا على منحهم كل خبرته من أجل مصلحته الشخصية أولا، ثم مصلحة بلده، وليس في مجال الطب فقط، بل في جميع المجالات، في الدول المتقدمة من يتولى منصبا قياديا يُحاسَب على مدى نجاحه أو فشله في إعداد كوادر تتحمل المسولية، وكل أستاذ ينقل علمه إلى تلاميذه، ولذلك فإن هذه الدول لا تعاني من نقص الكفاءات والكوادر والعلماء. مصر زمان كانت كذلك، فعمالقة العلم والأدب والثقافة والسياسة والصحافة والإعلام وحتى الفن والرياضة كانوا يأخذون بأيدى الصغار وينقلون إليهم خبراتهم، وكانت هناك مؤسسات تهتم بتربية وإعداد الكوادر، ولكن خلال العقود الأخيرة أصيبت الشخصية المصرية ببعض الأمراض الاجتماعية، وهي أشد خطورة على البلد من مشكلاتنا الاقتصادية مثل الأنانية وحب الذات حتى بين الطبقات عالية الثقافة والتعليم والمناصب، حتى أصبحت القيادات وأيضا العلماء والخبراء يبخلون في نقل خبرتهم وعلمهم وتجاربهم الناجحة إلى الشباب والأجيال الصاعدة، كما يؤدي سوء الاختيار وتولي قيادات ضعيفة زمام الأمور إلى استبعاد الكفاءات، وهذا شيء طبيعي، فالضعيف سوف يختار الأضعف منه، حتى وصل بنا الحال الآن إلى العجز الشديد في الكوادر في معظم مؤسسات الدولة.

أعور وسط العميان

الحكومة المصرية منذ 15 عاما تقريبا كما أوضح أحمد إبراهيم أطلقت برنامجا لإعداد جيل ثانٍ وثالث من القيادات، ولكنه فشل بسبب أنانية الوزراء والمحافظين وقتها، فالكل كان يريد أن يكون هو الرجل الأوحد في مؤسسته، وحتى يضمن استمراره أطول وقت ممكن في منصبه يقوم بالاستعانة بالضعفاء واستبعاد الكفاءات، بل تدميرها. تابع الكاتب: الدكتور أحمد درويش، وزير التنمية الإدارية الأسبق، قال لي إنه كان يرفض ترقية أي مسؤول إلى المستوى الوظيفي الأعلى إذا لم يقُم بتجهيز كادر يتولى المسؤولية بعده، وهذا كلام معقول ومنطقي، فمن لا يجهز كوادر تخلفه في منصبه لا يستحق الترقي. مؤخرا، وبالتحديد عام 2018 وفي عهد الرئيس السيسي، تم تعيين عدد كبير من نواب الوزراء والمحافظين بهدف إعدادهم لتولى المسؤولية، وأتمنى أن تكون التجربة حققت المستهدف منها، فالتعاون ونقل الخبرات للأجيال وإعداد الكوادر قضية أمن قومي، وأفضل إنجاز يمكن أن تقدمه حاليا أي قيادة مخلصة لبلدها أو أي خبير وعالم هو نقل خبرته وعلمه لمرؤوسيه أو تلاميذه وتربية أجيال قادرة على تحمل المسؤولية، والأفضل للمسؤول وللبلد أن يكون نجما وسط النجوم ولا يكون «أعور» وسط العميان، والقائد القوي يجمع حوله الأقوياء ولا يخاف على منصبه، لأنه واثق من نفسه ويعلم أنه ينجح بمعاونيه، ومهما بلغت قدراته وإمكانياته لن يستطيع أن يعمل وحده، كما أن مناخ المشكلات والنزاعات لا يساعد على العمل والإبداع والإنتاج… مصر في مرحلة تحتاج إلى رجال يعلون مصلحة الوطن على مصلحتهم وينقلون خبراتهم إلى تلاميذهم ويساهمون في إعداد كوادر جديدة ويعملون من خلال فريق ويتخلون عن الأنانية والكراهية، والله الموفق والمستعان.

شقيقان رغم الظروف

رغم كل ما يقال، يرى سمير العيطة في “الشروق”، أن هناك ترابطا عضويا بين الاقتصادين وأسواق صرف العملات بين لبنان وسوريا، سواء على صعيد المبادلات الرسمية أو غير الرسمية. ترابطٌ يظهر أكثر وضوحا في لحظات الصدمات التي يتعرض لها أحد الاقتصادين أو هما معا. يشهد الاقتصاد السوري اليوم أزمة جديدة بسبب تراكم آثار تدمير آليات الإنتاج والتبادل في الصراع وبسبب «العقوبات»، أي الإجراءات الأحادية الجانب المفروضة من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. ولكن تحدث أيضا صدمة الآن خاصة بسبب عدم إمكانية الاقتصاد السوري على التأقلم مع السياسات والإجراءات التي فرضتها السلطات القائمة في دمشق من أجل كبح انخفاض أسعار صرف العملة السورية وبغية زيادة إيرادات الدولة. ما يعني خنقا للاقتصاد وتعديات لا نهاية لها على الفعاليات الاقتصادية. وحده الاقتصاد ذو الطبيعة الإجرامية (الكبتاغون وغيره) ما زال يعمل بحماية «أمراء الحرب»، الذين لا قدرة، أو لا رغبة في كبحهم. ويشهد الاقتصاد اللبناني أيضا أزمة جديدة، عبر وصوله إلى حدود إمكانيات التأقلم مع «اقتصاد الكاش». إن المصارف لا تعمل سوى لصرف مستحقات المودعين بالتنقيط وبخسارات كبيرة لهم. وتستمر السياسات العامة بالتخبط دون إصلاحات بنيوية ودون انتخاب رئيس للدولة ودون حكومة فعلية… وخاصة دون أفق مفتوح سوى السجالات العقيمة في البرلمان وعلى وسائل الإعلام. في سوريا كما في لبنان تضغط تداعيات الأزمتين على الناس وعلى معيشتهم بشكلٍ لا سابق له حتى مقارنة مع أقسى أيام الحرب. وبالطبع، الأمر في سوريا أشد قسوة من لبنان.

أسباب الأزمة

إن قلة من المسؤولين والخبراء اللبنانيين يشهدون بأن بداية تقلص الموجودات بالعملة الصعبة في البلاد قد تزامن مع بداية الصراع في سوريا عام 2011. هذا بعد أن كانت الموجودات قد تضاعفت بشكلٍ كبير من جراء الأزمة العالمية الشهيرة عام 2008. وهذا ما أخر الأزمة اللبنانية المحتومة من جراء السياسات النقدية المعتمدة عقدا من الزمن. سياسات امتدحها صندوق النقد والبنك الدوليان في حينه، إلا أن تقريرا حديثا للبنك الدولي وصفها ـ ولكن بعد وقوع الأزمة ـ بأنها كانت تُشكل «منظومة بونزي Ponzi»، أي على شاكلة المنظومة الاحتيالية التي سميت باسم الإيطالى شارل بونزي الذي كان يدفع أرباحا كبيرة وهمية لـ«مستثمريه» في الولايات المتحدة أوائل القرن العشرين، وذلك من أموال المودِعين الجدد، وهكذا حتى إفلاس المنظومة وتبخر الودائع و«الاستثمارات». هؤلاء المسؤولون والخبراء لا يتحدثون عن سبب تزامن التقلص اللبناني مع بداية تفجر الصراع السوري، حتى قبل وصول الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين إلى لبنان. في ذلك الوقت، كان سعر صرف العملة السورية ينهار بشكلٍ متسارع، في حين تم تثبيت سعر صرف الليرة اللبنانية قسريا. وتراجعت موجودات سوريا من العملات الصعبة بشكلٍ كبير، هذا بعد أن كانت قبل 2011 تصِل إلى صافي بأكثر من 20 مليار دولار في المصرف المركزي، كانت قد تجمعت تدريجيا منذ بداية التسعينيات مع اكتشافات النفط الجديدة حينها، ومع سياسات التقشف في الإنفاق التي اتبعتها الدولة على شاكلة سياسات «الإصلاح الهيكلي» التي طالما كان صندوق النقد الدولي يوصي بها لكثيرٍ من البلدان. انتهى الكاتب إلى أن اقتصادي سوريا ولبنان يقومان حاليا على تحويلات المغتربين والمساعدات الخارجية. وهذا بالطبع يحد قليلا من التهاوي نحو الفقر المدقِع، ولكن ذلك لا يكفي في أي شكل. ثم إن «السياسات» السورية غير قادرة لا على إحداث الانتعاش، بل على العكس، ولا على احتواء الصدمات المقبلة من لبنان. والسياسات اللبنانية بدورها غير قادرة لا على إحداث الانتعاش، بل أيضا على العكس، ولا على احتواء الصدمات الآتية من سوريا. سواء بقي اللاجئون السوريون في لبنان أم عادوا.

ANAHDA INTERNATIONAL TV PAR OMAR