عبدالله الغوتي 0661849748
* المدونة اغرقت السفينة *
منذ صدور مدونة الاسرة بالمغرب سنة 2004 الى يومنا هذا ، سجل المجتمع المغربي تراجعا كبيرا وملحوظا في نسبة الزواج . فحسب تقرير بريطاني اخير وحسب احصاءيات المجلس الاعلى للتخطيط ارتفعت نسبة العنوسة لاكثر من ثمان ملايين امراة اي بنسبة تناهز 60% نساء غير متزوجات حيث تضاعف العدد بنسبة 4,6%عند النساء مقابل 2,6%عند الرجال. ومقارنة ببعض الدول الافريقية كالصومال وهو بلد مسلم تسجل فيه نسبة العنوسة0%! بالاضافة الى هذا ارتفاع نسبة الطلاق بالمغرب الى مايفوق 80%حسب احصاءيات حديثة لوزارة العدل وذلك بسبب مدونة الاسرة . فقد انتقل عدد حالات الطلاق سنويا من 2000 حالة سنة 2004 الى 15000حالة في2013الى 120000حالة سنة2019,فقد تضاعف العدد بالقياس الزمني من حالة طلاق واحدة في كل ست دقاءق سنة 2010 الى تطليق كل حالة في كل ثلاث دقاءق في 2019. فاذا اردنا ان نقوم بقراءة في المجتمع المغربي وفي مدونة الاسرة نفسها وفي الاسباب فاين ياترى يكمن الخلل ؟؟؟ عند وصول الالفية الثالثة بدانا كمغاربة نتخلى عن قيمنا وبدانا نفقد مايسمى ب ” تمغربيت” وباسم الحضارة والتقدم ذهب حياؤنا وانصهرت اخلاقنا مع موت اجدادنا واباءنا وظهور جيل جديد متناسين القولة الشهيرة “الاخلاق تنبت كالنبات اذا سقيت بماء المكرمات” اما مدونتنا مدونة الاسرة فقد تخلت وتراجعت عن بعض المباديء ومنها موافقة الولي علما ان النبي ص قال “لانكاح الا بولي”،كذلك لم يعد الطلاق الرجعي جاري به العمل اذ كان يمكن للزوج ارجاع زوجته اثناء العدة . والشيء الذي فجر تزايد الطلاق هو مايسمى بالتطليق للشقاق من قبل المراة وهذا هو الاجراء الغالب والمنتشر اليوم . بينما وفي اطار قانون الاحوال الشخصية القديم كانت العصمة في يد الزوج مع امكانية الخلع للزوجة اذ كانت نسبة الطلاق منخفضة جدا . وفي ظل هذا الواقع المرير هناك سؤال يطرح نفسه وبالحاح شديد الم يان للمنتخبين الذين يشرعون القوانين ان يستفيقوا من سباتهم ؟ فالمجتمع المغربي يستنجد كفى وكفى، فمن اقوال ملكنا الراحل الحسن الثاني تغمده الله بواسع رحمته”المغرب شجرة جذورها في افريقيا وفروعها في اوروبا” وهنا تظهر المجهودات السامية لملكنا الهمام محمد السادس ايده الله بنصره والتي جعلت المغرب ولله الحمد في قاطرة التنمية وفي سكته الصحيحة.وحتى لانتوه ولا نحيد عن الطريق حان الوقت لمراجعة هذه المدونة لانها فعلا اغرقت السفينة سفينة المجتمع كما جاء في الحديث النبوي المعروف بحديث السفينة في صحيح البخاري ومفاده ان الذين يسكنون فوقها اذا تركوا الذين اسفلهم يخرقونها غرقوا جميعهم…