المغرب يبصم على حضور مميز في مهرجان «كان»: جوائز وأزياء وعضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية

الرباط – «القدس العربي» : بصم المغرب على حضور مميز خلال الدورة 76 من مهرجان كان السينمائي، من خلال التويج بجوائز في فئة «نظرة ما» والمشاركة في لجنة التحكيم وأيضا في عروض الأزياء.
واحتفى المشهد الفني بالتتويج الذي نالته السينما المغربية، من خلال جائزة أفضل إخراج ومنحت لفيلم «كذب أبيض» للمخرجة المغربية أسماء المدير، فيما فاز مواطنها كمال لزرق بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «كلاب الصيد (Les Meutes)»، وكلاهما شاركا في فئة «نظرة ما» التي يخصصها المهرجان الذائع الصيت للسينما الصاعدة. اللحظة كانت فارقة بالنسبة للسينمائيين المغاربة الذين شاركت زميلتهم في لجنة التحكيم وهي مريم التوزاني، التي تكون بذلك قد حققت السبق بهذا الاحتفاء الوازن والانضمام إلى كوكبة من الأسماء البارزة في عالم الفن السابع.
وتتواصل الفرحة السينمائية المغربية، بالتتويجات التي تمت في إطار «نظرة ما» التي طالما شاركت فيها أفلام مغربية دون أن تنال أي جائزة في الدورات السابقة، وتوقف الحضور عند المشاركة والتنويه فقط.
الاحتفاء البارز كان بالمخرجة أسماء المدير، التي حصدت جائزة الإخراج، وفي ذلك دلالات على أن الطريق التي تسير فيه السينما المغربية صحيح، خاصة في ظل وجود انتقادات عديدة للأفلام المنجزة والتي قيل إنها لا ترقى إلى ما يطمح إليه المشاهد الجمهور المغربي ولا يمكن أن تحقق للفن السابع في المغرب امتدادا غير البقاء غارقا في محليته.
الجائزة الثانية التي منحتها لجنة التحكيم، تعتبر بدورها هامة وأساسية خاصة أن لجان التحكيم ترعب كل من يعرض أمامها عمله، وهنا يبصم المخرج كما لزرق على حضور لافت من خلال حصده لهذه الجائزة بأول فيلم طويل له. توزيع الجوائز على الفائزين والذي تم خلال حفل نظم الجمعة، تناقلت صوره ومقاطع الفيديو الخاصة به عدد من الصفحات لفنانين مغاربة نشروا التفاصيل والتهاني على فيسبوك وإنستغرام وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي.
وكانت لجنة تحكيم هذه الفئة، التي ترأسها الممثل الأمريكي جون سي رايلي، تتألف من المخرجة والكاتبة الفرنسية أليس وينوكور، والممثلة الألمانية بولا بير، والمخرج والمنتج الفرنسي-الكمبودي دافي شو، والممثلة البلجيكية إيميلي ديكين.
وعن تتويج المخرجة أسماء المدير، كتب الناقد السينمائي المغربي، عبد الكريم واكريم تدوينة على صفحته بالفيسبوك، وصف فيها المخرجة المغربية بـ«كارما السينما»، وأورد تصريحا لها أدلت به لمجلة «سينيفليا»، واعتبرت فيه مجرد مشاركتها «فوزا في حد ذاته»، وأضافت أنه «بعد جهد دام أكثر من عشر سنوات أظن أن فقرة (نظرة ما) هي المكان الأنسب لفيلمي، وأشكر اللجنة التي لمست في الفيلم ما يستحق أن يكون حاضرا بمهرجان كان، كل مخرجة أو مخرج يحلم بعرض فيلمه بمهرجان كان وكنت من بين هؤلاء الحالمين».
وتابع واكريم تفاصيل تصريح أسماء المدير، التي قالت إن «(كذب أبيض) هو أول أفلامي السينمائية، بدأت كتابته أيام الدراسة وكبرنا معا، لطالما حكيت قصص الآخرين بحكم إلمامي بمدرسة الوثائقي واليوم أجدني أحكي جانبا مني، كما حكاها تاركوفسكي يوما: (السينما فن معقد وعلينا أن نقدم ذواتنا قربانا لهذا الفن)، أظنه كان على صواب».
وتحدثت المخرجة المغربية عن مشاركة السينما المغربية مهرجان كان، مؤكدة لـ «سينيفليا» أن «هذه السنة نحن محظوظون، زادنا من الأفلام يكفي ليملأ كل صفحات جرائد العالم، هذا ماكنت أطمح إليه كمخرجة أن أرى بلدي المغرب ينتفض فنيا وسينمائيا، في كل أنواع السينما وأشكالها ولو أنه في نظري هناك سينما واحدة كونية يفهمها الإنسان أو قد لا يفهمها، لكنني أقصد أن كارما السينما قد رُدَّت لأهلها. المغرب يستحق هذا النجاح، إنه يصرف على السينما أكثر من أي بلد مغاربي آخر».
أما الفنان محمد الشوبي، فقد نشر بدوره تدوينة مقتضبة لكنها مليئة بالفرح والفخر، وقال فيها « بعد كرة القدم والرياضة عموما جاء دور الفن في التتويج هنيئا لنا المغرب يتحرك غير ديرو النية وسير سير سير.»
الحضور المغربي لم يقتصر على المشاركة والتتويج فقط، بل أيضا من خلال الاحتفاء بالمخرجة المغربية مريم التوزاني بانضمامها للجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي.
إلى جانب حضور الأزياء المغربية في دورة هذه السنة من مهرجان كان السينمائي، حيث شاركت ثلاث مصممات مغربيات، وهن نادية قصير، ولبنى بنكيران، ومنى بنمخلوف، اللواتي مثلن الأزياء المغربية في العرض الذي نظم على هامش الدورة 76 من المهرجان الشهير في أحد الفنادق الفرنسية.
ANAHDA INTERNATIONAL TV