المُعتصِم: إسرائيل تُهدّد المغرب وتسعى إلى تَقْسِيمه كباقي الدول العربية

محسن راجي شهيد :

قال المصطفى المعتصم الأمين العام لحزب البديل الحضاري المُنحَل، إن الكيان الإسرائيلي يعرف أن الشعوب العربية والإسلامية تعاديها باستمرار ولا تقبل بها كمحتل وغاصب لأرض وأماكن مقدسة وكمشردة للشعب الفلسطيني،مما يعني أن “الدول العربية كلها إما عدو فعلي أو عدو محتمل”، بحسب ما سبق أن أفاد به عاموس يادلين رئيس الاستخبارات الحربية الإسرائيلية السابق.

وأضاف المعتصم، في حوار أجراه معه موقع “نون بريس” أن إسرائيل حتى مع حليفتها أمريكا تنطلق من منطلق مجيئ يوم تتغير فيه السياسات الأمريكية المتماهية مع سياساتها اليوم ، وهو ما يجعل إسرائيل تسعى إلى الحصول على الاكتفاء الذاتي في ما يخص دفاعها حتى ضد إرادة الإدارة الأمريكية .

وحول ما إذا كان الموساد الإسرائيلي المتواجد بالمغرب والذي يزيد عدد أفراده عن 300 عميل، يشكل تهديدا لوحدة المغرب وبإمكانه زعزعة استقراره من خلال مشروع تقسيم المغرب الذي يروج له البعض، قال المعتصم “طبعا هناك الكثير من من المؤشرات والدلائل التي تدل على أن إسرائيل تتحرك في هذا الاتجاه”.

وفي ما يلي نص الحوار الذي أجرته نون بريس مع المعتصم

سؤال: سبق لعاموس يادلين رئيس الاستخبارات الحربية الإسرائيلية السابق، أن قال في تصريحات صحافية سابقة، “الدول العربية كلها إما عدو فعلي أو عدو محتمل”. ما هو تعليقك على هذا الكلام؟

الجواب: تعرف إسرائيل أن الشعوب العربية والإسلامية تعاديها باستمرار ولا تقبل بها كمحتل وغاصب لأرض وأماكن مقدسة وكمشردة للشعب الفلسطيني وتعرف أن الحكام يتغيرون وتبقى الشعوب؛ ولهذا لا تثق في التقلبات التي قد يأتي بها المستقبل . فنظام مثل نظام الشاه الذي كان على علاقة استراتيجية متينة مع الكيان الصهيوني ذهب وأصبحت إيران هي مصدر جل أوجاع رأس هذا الكيان بعد الثورة الإسلامية . وتركيا الكمالية التي ربطتها علاقات قوية بهذا الكيان سرعان ما غيرت من مواقفها بعد صعود العدالة والتنمية التركي، والشعب المصري الذي وقع رئيسه على اتفاقية كامب دافيد ما زال على عدائه الكبير لهذا الكيان . إسرائيل تعرف وتعي جيدا درس التاريخ حيث إن القدس وكل فلسطين عادوا إلى الأمة بعد 200 سنة من الاحتلال الصليبي .

لهذا من الطبيعي أن تكون العقيدة العسكرية الإسرائيلية تقوم على اعتبار الدول العربية والإسلامية إما عدو أو عدو محتمل؛ وتخطط على هذا الأساس وتدير سياساتها باحتمال الأسوأ أي أن يستبدل الأصدقاء في الدول العربية بالأعداء.

وحتى مع الحليف الإستراتيجي : الولايات المتحدة الأمريكية تنطلق إسرائيل من منطلق مجيئ يوم تتغير فيه السياسات الأمريكية المتماهية مع سياساتها اليوم ، لدى نجدها تسعى إلى الحصول على الاكتفاء الذاتي في ما يخص دفاعها حتى ضد إرادة الإدارة الأمريكية .

في هذا الصدد تطور منظومة دباباتها وصواريخها وترسانتها النووية مهما كانت كلفتها غالية بل لا تتردد في التجسس وسرقة البرامج التسليحية المتطورة لدول غربية حليفة لها وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

سؤال : في محاضرة ألقاها عاموس يادلين في 2013 ونقلتها القناتين السابعة والعاشرة الإسرائليتين: قال يادلين إن “الموساد لديها أزيد من 300 عميل في المغرب وأنه بإمكان إسرائيل زعزعة أمن المملكة المغربية”، هل يمكن القول بأن هذا التصريح يشكل تهديدا لوحدة المغرب ويسعى إلى الدفاع عن مشروع تقسيم المغرب الذي يروج له البعض؟

الجواب:  طبعا وهناك الكثير من المؤشرات والدلائل التي تدل على أن إسرائيل تتحرك في هذا الاتجاه أهمها اعتراف هذا الجينرال المتقاعد- و الاعتراف سيد الأدلة ؛ وأعتقد أن موضوع تقسيم المغرب لم يعد فقط مشروعا، بل أننا إزاء مرحلة التنزيل والتنفيذ وإسرائيل تريد وتسعى أن تكون موجودة في قلب كل مشاريع التجزئة والتفتيت التي تهدد اليوم جل الدول العربية والإسلامية . وعلى كل حال فمشروع التفكيك والتمزيق ليس وليد اليوم عند الإسرائيليين بل عملوا عليه منذ مدة طويلة لولا أنهم كانوا يصطدمون بفتور أمريكي في هذا الشأن . أما وأن أمريكا قد أصبحت رائدة الغرب في هذه السياسات فأعتقد أن دور إسرائيل سيكون حاسما وفعالا.

سؤال : في المحاضرة المذكورة، قال يادلين أيضا “إن شعبة الاستخبارات العسكرية نجحت في تصعيد الاضطراب والتوترات الاجتماعية والطائفية في الأماكن التي تعمل فيها، وبالأخص في مصر”، هل يمكن القول بأن إسرائيل هي المسؤولة المباشرة عما وقع في الشرق الأوسط وبعض الدول العربية؟

 

الجواب: المسؤول المباشر والأول ، على ما حدث من اضطراب وتوترات جتماعية وطائفية في بعض دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، من هم حكام الفساد والاستبداد الذين قاوموا بشراسة كل مطالب الإصلاح والتغيير الذي كانت ترنوا إليها شعوبهم؟ كما تقع المسؤولية بدرجة كبيرة على النخب التي قادت عمليات التغيير في دولها والتي لم تكن على المستوى المطلوب من الوعي بالشروط الداخلية والدولية والإقليمية التي تتحرك فيها؛ طبعا إسرائيل استغلت الشقاق والنزاع والاقتتال لتصطاد في الماء العكر مثلها مثل كل الدول الاستعمارية المتربصة بأمن ووحدة البلاد العربية والإسلامية.

إسرائيل عبر عملائها وأصدقائها استغلت الفرصة وأذكت هذه الصراعات طبعا؛ ووحدهم الأغبياء من قد يتصورون أن إسرائيل لن تستغل هذه التناقضات والتوترات لتأجيج الاضطرابات في أفق إعادة تجزيئ وتقسيم هذه الدول .

نون tv