امي ….انت وفرت لي الأمان و غمرتني بالحب و الحنان.

كبرت يا أمي
بقلم نزهة صفي

تمر الأيام و تتالى الأعوام و أنا أشعر بأنني أكبر، نعم كبرت يا أمي لكن مازلت طفلتك الصغيرة المدللة، ثمرة زواجك التي اكتملت بها سعادتك في يوم مولدي، إبنتك الكبرى التي أشرقت بها شمس حياتك و امتلئ بنورها كل ركن من أركان بيتك.
ملئت وقتك و شغلت أفكارك و انت وفرت لي الأمان و غمرتني بالحب و الحنان.
و كلما أكبر أمام عينيك يا أمي،أحظى باهتمامك أكثر فأكثر.
مرت الأيام و الأعوام،و أنا أكبر و أنت أمي و صديقتي و كاتمة أسراري و مرشدتي، أشعر معك بالراحة لما أضع رأسي على صدرك، أسمع دقات قلبك و كأنها تقول لي إطمئني يا صغيرتي لا تخافي أنا دائما معك، أحس بدفئ حضنك و بالرضا عني من خلال نظراتك.
دارت الأيام و تغيرت ملامح طفلتك كبرت يا أمي و اشتد عودي و أصبحت يافعة
طفلتك تلك التي كانت هادئة، لطيفة و حنونة ، صادقة و وفية، بدأت تعترض سبيلها العقبات و تنال منها الأزمات
فعلا إنها الحياة، أحيانا نفرح و أحيانا نحزن، نفشل لكن بالأمل و الإرادة و الصبر ننجح، نجتمع و لظروف ما نفترق.
مررت بأيام بل بأعوام صعبة و بخيبة أمل، ظننت فيها بأن حياتي توقفت، حملت نفسي ما لا طاقة لها بها، و كسرت كل ما هو جميل فيها لإرضاء من حولي دون إرضائها.
استيقظت من غفوتي ، و أصررت على استكمال مسيرتي، و تأدية مسؤوليتي لأترك أثرا جميلا يقتدى به . فقاومت و تحديت الصعاب و بالإصرار و العزيمة إنتصرت على الفشل و الهزيمة، و كذلك إيمانا مني بفكرة أن الحياة تستمر و بأن الله قادر على كل شيء و هو مدبر الأمور.