انقلاب عسكري في الغابون ووضع الرئيس بونغو تحت الإقامة الجبرية-

ليبرفيل: أعلن الانقلابيون في الغابون، وضع الرئيس علي بونغو قيد الإقامة الجبرية محاطا بعائلته وأطبائه، وتوقيف أحد أبنائه بتهمة “الخيانة العظمى”.

وكانن مجموعة من كبار ضباط الجيش الغابوني، ظهرت على شاشة التلفزيون في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، وأعلنوا الاستيلاء على السلطة بعد وقت قصير من إعلان لجنة الانتخابات فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة.

وقال الضباط الذين ظهروا على شاشة قناة “غابون 24” التلفزيونية، إنهم يمثلون جميع قوات الأمن والدفاع في الدولة الواقعة في وسط أفريقيا. وأعلنوا إلغاء نتائج الانتخابات وإغلاق جميع الحدود حتى إشعار آخر، إلى جانب حل مؤسسات الدولة.

وأفيد عن سماع دوي أعيرة نارية في العاصمة ليبرفيل بعد ظهور الضباط على التلفزيون، وإعلانهم الإطاحة ببونغو الذي تحكم عائلته الدولة المنتجة للنفط والمانغنيز منذ أكثر من نصف قرن.

ولم يصدر حتى الآن تعليق من حكومة الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). ولم ترد تقارير بعد عن مكان بونغو الذي كان آخر مرة ظهر فيها علنا عندما أدلى بصوته في الانتخابات يوم السبت.

وإذا نجح هذا الانقلاب فإنه سيكون الثامن في غرب ووسط أفريقيا منذ 2020. وأدت انقلابات في مالي وغينيا وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر، التي شهدت أحدث انقلاب في يوليو/ تموز، إلى تقويض التقدم الديمقراطي في المنطقة في السنوات القليلة الماضية.

وتحكم عائلة بونغو الدولة المنتجة للنفط التي تعاني الفقر أيضا لمدة 56 عاما. ويقول معارضوه ومنتقدوه إنه لم يقم بأي شيء يذكر لتوجيه ثروات البلاد النفطية وغيرها لتحسين معيشة السكان البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة ويعيش ثلثهم تقريبا في فقر.

وقال الضباط في بيان: “اليوم تمر البلاد بأزمة مؤسسية وسياسية واقتصادية واجتماعية حادة” وأضافوا أن انتخابات 26 أغسطس آب افتقرت للشفافية والنزاهة.

وقال الضباط :”باسم الشعب الغابوني… قررنا الدفاع عن السلام من خلال وضع نهاية للنظام الحالي”.

وقدم الضباط أنفسهم بصفتهم أعضاء في لجنة الانتقال واستعادة المؤسسات. وشملت مؤسسات الدولة التي أعلنوا حلها الحكومة ومجلس الشيوخ والجمعية الوطنية والمحكمة الدستورية ولجنة الانتخابات.

مخاوف من اضطرابات
تصاعد التوتر في الغابون وسط مخاوف من حدوث اضطرابات بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والتشريعية التي أجريت يوم السبت، وسعى بونغو من خلالها لتمديد حكمه لولاية ثالثة بالتنافس مع 18 مرشحا فيما ضغطت المعارضة من أجل التغيير. ورفض فريقه اتهامات بالتزوير.

وأثار غياب المراقبين الدوليين وتعليق بث بعض وسائل الإعلام الأجنبية، وقرار السلطات قطع خدمة الإنترنت وفرض حظر ليلي للتجوال في جميع أنحاء البلاد بعد الانتخابات مخاوف بشأن شفافية العملية الانتخابية.

ومع شروق الشمس، بدا أن شوارع العاصمة ليبرفيل هادئة، وتجمعت حشود من السكان بدافع الفضول خارج البيوت. وهلل بعضهم لمجموعة من الجنود مرت في مركبة لكن لم تكن هناك مؤشرات على احتفالات واسعة النطاق أو توجس في المدينة.

في وقت سابق من اليوم الأربعاء، قالت لجنة الانتخابات في الغابون، إن بونغو فاز بفترة ثالثة في الانتخابات الرئاسية بعد حصوله على 64.27 بالمئة من الأصوات، بينما حصل منافسه الرئيسي ألبرت أوندو أوسا على 30.77 بالمئة.

وتولى علي بونغو (64 عاما) الرئاسة خلفا لوالده عمر بونغو في 2009، وتمت إعادة انتخابه في 2016 في تصويت أثار النزاع أيضا.

وقالت الحكومة من قبل إن قطع خدمة الإنترنت وفرض حظر التجول ضروريان لمنع انتشار الأخبار الزائفة وحماية الأمن العام.

وفي 2016، تم إضرام النيران في مبنى البرلمان عندما نشبت احتجاجات عنيفة في الشوارع على إعادة انتخاب بونجو لولاية ثانية في خطوة أثارت الجدل والنزاع وقتها أيضا وقطعت الحكومة حينئذ خدمات الإنترنت لعدة أيام.

وفي تعليقها، قالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن اليوم الأربعاء، إن بلادها تتابع الموقف في الغابون عن كثب، وذلك خلال إلقائها لخطاب أمام اجتماع للسفراء في باريس.

من جانبه، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن وزراء دفاع دول التكتل سيناقشون الموقف في الغابون، وإذا تأكد وقوع انقلاب هناك، فذلك سيأتي بالمزيد من الاضطرابات للمنطقة، ووصف ما يحدث في غرب أفريقيا بأنه يمثل مشكلة كبيرة لأوروبا.

وأضاف متحدثا أمام اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في توليدو بإسبانيا: “إذا تأكد ذلك، فسيكون انقلابا عسكريا آخر يزيد من الاضطرابات في المنطقة بأكملها”.

وقالت شركة التعدين الفرنسية إراميت، التي تملك وحدة كوميلوغ لإنتاج المانغنيز في الغابون، اليوم الأربعاء إنها علقت كافة عملياتها في البلاد في أعقاب تطورات وقعت خلال الليل في البلاد.

وانخفض سهم الشركة بنحو خمسة بالمئة في أعقاب هذا الإعلان.

وقال متحدث باسم الشركة: “بدءا من هذا الصباح، تم تعليق كل عمليات كوميلوغ وستراغ، فضلا عن وقف عمليات النقل عبر السكك الحديدية”.

(وكالات)

ANAHDA INTERNATIONAL TV