باحث في الشؤون الإيرانية: طهران الخطر رقم واحد على الدول العربية

قال الباحث والخبير في الشؤون الإيرانية، نبيل العتوم في تقدير موقف حصل 24 على نسخة منه إن” إيران باتت تحتل بلا منازع المرتبة الأولى على لائحة أخطر التهديدات على الأمن القومي العربي، ولا شك أن طهران أسهمت في تفجير الأزمات الإقليمية، وأدخلت المنطقة في أتون صراع مذهبي وطائفي وعرقي أفضت إلى واقع مخيف، ما جعل دولة الولي الفقيه، يليها داعش في صدارة المشهد الإرهابي بلا منافس”.

وأضاف العتوم أن مواجهة داعش وأخواتها لا تقل أهميّة عن مواجهة التحدي الذي تطرحه “إيران وميلشياتها العابرة للحدود”.

حرب عربية إيرانية
ويرى الخبير الذي يرأس وحدة الدراسات الإيرانية في مركز أمية أن “الأزمات الإقليمية التي تعصف بالمنطقة منذ ما يقارب الست سنوات، ربّما أسهمت في احتمال اندلاع مواجهة خطر حروب عربية – إيرانية جديدة، نظراً لأن الأخيرة مُنخرطة بشكل مخيف في تدمير الأمن الإقليمي، وأصبحت المستفيد الأبرز من كل ما يجري من تداعيات نتيجة الأوضاع الحاليّة، فالتهديد الذي باتت تشكله طهران، يتضح من سياساتها وسلوكها وتدخلها العدواني، ومشاريعها الاستراتيجية القصيرة والمتوسطة و بعيدة الأمد، التي تهدف إلى تحويل المنطقة لدول أقليات متهالكة، وضعيفة، فيسهل نخرها وتدميرها، وتدمير بنيتها الديموغرافية، ووحدتها الجغرافية، وفق مخطط مدروس ودائم وفعال، في أكبر تهديد للمنطقة، أكثر من خطر داعش المؤقت، الذي سيزول بسهولة ويسر، في ظل إرادة دولية، وإقليمية صادقة لتدميره”.

وتقول الدراسة أن “ايران حققت منذ 2003 انتصارات استراتيجية عدة، أبرزها تدمير دول المنطقة، وفي مقدمتها العراق بإخراجه من معادلة المواجهة مع إيران، وتحويله إلى دولة مهددة للعرب، ثم ركوب موجة الربيع العربي لتنفيذ مخطط العبور إلى المتوسط،  وهو ما تحدثنا عنه في مقالات تحليلية مفصلة سابقة، بفضل تفجر الأزمات الإقليمية على امتداد المنطقة، ما استنزف الجيوش العربية وأنهكها”.

حلف إيراني إسرائيلي
ويُضيف الباحث: “نجحت طهران بامتياز في تحريف بوصلة الصراع عن القضية الفلسطينية، والصراع مع إسرائيل، إلى الاشتراك مع تل أبيب في تنفيذ المشروع الشرق أوسطي الجديد، الذي فشلت في تحقيقه في السنوات التي خلت، لتضع دولة ولي الفقيه خطةً شيطانيةً لتنفيذ هذا الهدف الجهنمي، الذي سيدمر الكيان العربي”.

ويتابع الخبير: “بسبب ما جرى ويجري، أسهمت المتغيرات الإقليمية والدولية في تسهيل التدخّل العسكري الإيراني الواسع في الأزمات السورية والعراقية واليمنية واللبنانية ما حقّق لها المزيد من المكاسب، مثل تشريع هذا التدخل دولياً، بذريعة مكافحة الإرهاب والتطرف، وتحولت طهران معها وبقدرة قادر إلى الشريك الموثوق به للقيام بالمهمة”.

وقال: “إيران هي الداعم الأبرز لمليشيات الموت والدمار الإرهابية في العراق وسوريا واليمن وتعمل على تحريك الأقلية الشيعية لقلب الأوضاع في المنطقة، وتجتهد ليل نهار لدعم إقامة كانتونات مستقلة، لتقسيم دول المنطقة وتفتيتها، وإعادة بناء وتركيب الخلايا النائمة لزعزعة الأمن والاستقرار”.

ويُشير الخبير نبيل العتوم إلى أن إيران عمدت إلى سلسلة من الإجراءات العدوانية الأخرى بدءاً بمحاولة التهجير القسري لسنة العراق وسوريا، تمهيداً للإحلال والاستيطان الشيعي مكانهم، لتدمير الخريطة الديموغرافية للمنطقة، ولم تنحسر الأنشطة العدوانية الإيرانية، رغم تفوق داعش الحالي، لتصبح طهران أكثر عدائية على كافة الجبهات، مع ضرورة الانتباه أن هذا السيناريو سيستمربعد انتهاء صلاحية داعش، مع نهاية العمليات الدائرة في الموصل والرقة”.

دولة شيطانية
وقال الباحث: “يحسب لإيران أنها دولة شيطانية بارعة في توظيف المتغيرات، وتحويل التهديدات إلى فرص بركوب موجة الإرهاب، والزّج بمئات الآلاف من المرتزقة والإرهابيين من مختلف دول العالم ليعيثوا فساداً ودماراً في منطقتنا، فتحالفت ضمناً مع إسرائيل في هذا المشروع المعدّ مسبقاً، لتشكيل الشرق الأوسط من جديد، باستغلال داعش مثلاً لإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط لصالحها، و إلهاء العالم العربي، ومنعه من الاستفادة من الاستقرار”.

وأضاف الخبير: “لا بد من استراتيجيات عاجلة، تشمل خطة لضمان انكفاء إيران، وإشغالها بمشاكلها الداخلية بعيداً عن المحيط الإقليمي بأي شكل، قبل أن يستفحل هذا السرطان، وبالإضافة إلى ذلك، يحتاج العالم العربي، إلى الضغط على دولة ولي الفقيه لوقف مشاريعها العدوانية، وفي مقدّمة هذه الخطوات إيجاد جبهة عربية مشتركة في مواجهة إيران ، وبشكل استراتيجي واضح ومحدد المعالم”.

ودعا تقدير الموقف النخب والمثقفين لإعادة البوصلة إلى وجهتها  أي الخطر الإيراني، عبر التفاعل الإعلامي، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للتعريف بالخطر الإيراني، والتركيز عليه.