برلمان إسبانيا يرفض موقف الحكومة بدعم الحكم الذاتي في الصحراء.. ومدريد تعتبره مساهمة في البحث عن الحل

لندن- “القدس العربي”:

رفض البرلمان الإسباني الخميس من الأسبوع الجاري قرار رئيس الحكومة بيدرو سانتيش اعتبار الحكم الذاتي مرجعا لحل نزاع الصحراء الغربية وطالب بالعودة إلى دعم تقرير المصير. وتعتبر دبلوماسية مدريد الموقف الجديد خطوة في مسار البحث عن حل لنزاع عمر طويلا.

وكان بيدرو سانتيش قد أعرب للملك محمد السادس في رسالة خلال شهر مارس/آذار الماضي عن تفهم مدريد لمقترح الحكم الذاتي واعتباره مرجعا لحل نزاع الصحراء، وربط هذه العملية بقبول الطرف الآخر، جبهة البوليساريو، المقترح علاوة على تدبيره في إطار قرارات الأمم المتحدة. وجاء قرار رئيس الحكومة بعد توتر شديد مع المغرب نتيجة رفض مدريد لقرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مغربية الصحراء.

ومنذ إعلان بيدرو سانتيش عن القرار، تتحرك الأحزاب الإسبانية بما فيها حزب بوديموس اليساري المنتمي إلى الائتلاف الحكومي للتعبير عن الرفض والعودة إلى الاقتصار على تأييد تقرير المصير. وجرى طرح القرار للتصويت في البرلمان ثلاث مرات في ظرف أسبوعين، وآخرها الخميس من الأسبوع الجاري.

وكان الحزب الشعبي المحافظ المتزعم للمعارضة قد تقدم سابقا بمقترح حول السياسة الخارجية تتكون من 13 نقطة وركز فيها على نزاع الصحراء ضمن ملفات أخرى مثل أوكرانيا. وباستثناء نواب الحزب الاشتراكي، الحزب الرئيسي في الائتلاف الحاكم، صوتت باقي الأحزاب السياسية على رفض التحول الذي أعلنه رئيس الحكومة باعتبار الحكم الذاتي مرجعا لحل النزاع. وذهب الحزب الشعبي أبعد عندما اعتبر أن الموقف الجديد لرئيس الحكومة مرتبط بفرضية حصول المغرب على أسرار من هاتفه بواسطة بيغاسوس. وترفض حكومة مدريد هذه الاتهامات وتعتبرها غير جدية.

وتزامن التصويت على ملف الصحراء مع النقاش في اليوم نفسه، الخميس، الذي دار حول استعمال الاستخبارات الإسبانية لبرنامج بيغاسوس الإسرائيلي وتجسس جهات خارجية على مسؤولين حكوميين منهم بيدرو سانتيش نفسه ثم وزيرة الدفاع مارغريتا روبلس ووزير الداخلية غراندي مارلاسكا.

وتحاول الحكومة إقناع البرلمان بالموقف الجديد، إذ قبل التصويت، صرح وزير الخارجية مانويل ألباريس بأن موقف مدريد لا يعد خروجا عن قرارات الأمم المتحدة بل يساهم في البحث عن نزاع طال كثيرا وفي إطار الأمم المتحدة. واعتبر الظروف الحالية مناسبة للبحث عن حل للنزاع بعدما جرى تعيين المبعوث الخاص في نزاع الصحراء ستافان دي ميستورا. وشدد على استمرار إسبانيا كمصدر رئيسي للمساعدات الإنسانية لمخيمات تندوف.

ومنذ سنة تقريبا، تحول ملف الصحراء إلى نقطة محورية في السياسة الداخلية الإسبانية علاوة على حضوره وتأثيره في العلاقات بين مدريد والرباط. إذ اتخذ منعطفا منذ استقبال إسبانيا زعيم البوليساريو إبراهيم غالي للعلاج من كوفيد 19 خلال أبريل من السنة الماضية، وما أثير حول الملف من جدل نتيجة الطريقة التي دخل بها غالي إلى إسبانيا أي بهوية مزيفة، ومعالجة القضاء للملف وإغلاقه نهائيا هذا الأسبوع، ثم موقف مدريد من رفض إعلان ترامب إلى الرسالة التي وجهها سانتيش إلى ملك المغرب محمد السادس حول أهمية الحكم الذاتي.

ووسط كل هذه التطورات، لاحظ المراقبون غياب مبادرات من طرف الأحزاب المغربية أو ما يسمى بالدبلوماسية الموازية المغربية لفتح حوارات ونقاشات حول الحكم الذاتي مع الفاعلين السياسيين والمدنيين في هذا البلد الأوروبي لدعم موقف سانتيش.

ANAHDA INTERNATIONAL TV