بين الدين والسياسة ابحت عن الصح من تلخطأ

الدين والسياسية :

من مكونات المعادلة الذهبية لإرساء أسس النظام الديمقراطى فصل الدين عن السياسة، فالدين مكانه دور العبادة، وهو علاقة فردية خاصة بين الإنسان وربه، وأن الدولة تقف على مسافة واحدة من كل الأديان والعقائد والمعتقدات، الدولة تعمل على تحسين ظروف معيشة المواطن على الأرض، وتحميه وتوفر احتياجات غير القادر، أما مسألة دخوله الجنة من عدمه فهى تخص الفرد وحده ولا دور للدولة الديمقراطية فى علاقة الفرد بخالقه.

ان المنظمات والحركات التى تخلط الدين بالسياسة هى منظمات مشوهة، فلا هى منظمات دينية دعوية ورعوية خالصة تدعو إلى مكارم الأخلاق وإتقان العمل وتقديم النماذج الصالحة والقدوة اللازمة، ولا هى حركات سياسية تمارس السياسة بقواعدها المتعارف عليها نظريا وعمليا، والتى صاغها ميكيافيللى فى كتابه الشهير «الأمير» ومبدؤه الأشهر «الغاية تبرر الوسيلة».

خلط الدين بالسياسة ينطوى على ضرر بالغ بالاثنين، يلوث الدين ويقيد السياسة ويكبلها ويمنع إقامة دولة ديمقراطية حقيقية تنهض على قيمة المواطنة والمساواة، ويعطى لرجال الدين دورا متعاظما فى الحياة السياسية، ويتعرضون لسيف المعز وذهبه، والنتيجة ضرر بالغ بالدين والسياسة.

باختصار، لا دولة وطنية حديثة دون فصل الدين عن السياسة، لا مواطنة فى ظل تديين المجال العام، لا عدل فى دولة دينية، وعلينا الاختيار وحسم موقفنا من هذه القضية.

ز. نورالدين