تخليد الذكرى 42 لاسترجاع إقليم وادي الذهب 2021_1979

النهضة الدولية / زكرياء حجي

يحتفل الشعب المغربي اليوم السبت 14 غشت بالذكرى 42 لتأكيد التمسك الراسخ للشعب المغربي بمغربية الصحراء وبالوحدة الوطنية والترابية.

ويعتبر استرجاع إقليم وادي الذهب محطة تاريخية وضاءة في مسيرة استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية، وذلك في أجواء من الحماس الوطني والتعبئة الدائمة والمستمرة لصيانة الوحدة الترابية.

ففي يوم 14 غشت 1979، وفدت على عاصمة المملكة الرباط وفود علماء ووجهاء وأعيان وشيوخ سائر قبائل إقليم وادي الذهب، لتجديد وتأكيد بيعتهم لأمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، جلالة المغفــور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، معبرين عن تعلقهم المكين بالعرش العلوي المجيد وولائهم وإخلاصهم للجالس عليه على هدي آبائهم وأجدادهم، مؤكدين تمسكهم بمغربيتهم وتشبثهم بوحدة التراب من طنجة إلى الكويرة.

وقد ألقت وفود مدينة الداخلة وإقليم وادي الذهب بين يدي جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه نص البيعة، بيعة الرضى والرضوان، معلنين ارتباطهم الوثيق والتحامهم بوطنهم المغرب. وكانت لحظة تاريخية كبرى في ملحمة الوحدة التي حمل مشعلها بإيمان واقتدار وتبصر وبعد نظر مبدع المسيرة الخضراء المظفرة، مسيرة فتح الغراء عندما خاطب رحمه الله أبناء القبائل الصحراوية المجاهدة قائلا:

“*إننا قد تلقينا منكم اليوم البيعة، وسوف نرعاها ونحتضنها كأثمن وأغلى وديعة. فمنذ اليوم، بيعتنا في أعناقكم ومنذ اليوم من واجباتنا الذود عن سلامتكم والحفاظ على أمنكم والسعي دوما إلى إسعادكم، وإننا لنشكر الله سبحانه وتعالى أغلى شكر وأغزر حمد على أن أتم نعمته علينا فألحق الجنوب بالشمال ووصل الرحم وربط الأواصر*”.

سار المغرب على درب البناء والنماء والارتقاء بأقاليمه الجنوبية إلى مدارج الرقي والتقدم وإدماجها في المجهود الوطني للتنمية الشاملة.

فيوم 14 غشت 1979 هو يوم تاريخي مشهود في سلسلة الملاحم والمكارم في سبيل تحقيق الوحدة الترابية واستكمال السيادة الوطنية، ودحض الوجود الاستعماري الاسباني بالأقاليم الجنوبية.

تواصلت مسيرة تحرير ما تبقى من الأجزاء المغتصبة :
__ مدينة طرفاية في 15 ابريل 1958،
__ سيدي إيفني في 30 يونيو 1969،
__ الأقاليم الجنوبية المسترجعة ابان المسيرة الخضراء التي انطلقت في 6 نونبر 1975،
__ وأخيرا استرجاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979.

وواصل صاحب الجلالة الملك، محمد السادس نصره الله حمل مشعل الدفاع عن وحدة التراب الوطني موليا عنايته القصوى لأقاليمنا الجنوبية والاسترجاع السلمي للمعبر الحدودي الكركارات.. ورعايته الكريمة لأبنائها وصيانة وحدة المغرب الترابية.

وهكذا، بعد مرور 42 سنة على عودة هذا الإقليم إلى الوطن، تواصل بنفس العزم والحزم والإصرار مجهود تنمية هذا الجزء الغالي، للارتقاء به إلى قطب جهوي ليس قياسا مع الجهات الإثني عشر للبلاد فحسب، ولكن بالنسبة لكافة مناطق الساحل والصحراء.

ومن الجدير بالذكر أن تصور مشاريع تنموية مستدامة تضع المواطن في صلب الأولويات، وهو خيار مهد الطريق أمام تحول عميق في جهة الداخلة وادي الذهب والجهات الصحراوية الثلاث، وهي مناطق من الوطن لم تشهد أية تنمية اقتصادية واجتماعية إبان فترة احتلالها.

وبعد أربعة عقود من تحرير هذه الجهات والأقاليم، تعيش المنطقة على وقع دينامية متواصلة في مختلف مجالات التنمية الشاملة والمندمجة في الاقتصاد الوطني.

ويعتبر النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالعيون يوم 6 نونبر 2016، بمناسبة الذكرى 40 لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، خطوة أخرى في المسار التنموي، ترتكز في مضمونها على التنمية المتكاملة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.

إن الاحتفاء بذكرى استرجاع إقليم وادي الذهب ككل سنة واستحضار دروسها ودلالاتها في نطاق درس الوحدة الترابية للمملكة، يدعونا لان نقف وقفة تأمل لاستقراء هذه المرحلة من مظاهر البناء التي بصمت تاريخ عهد الاستقلال الزاخر بمشاريع تنموية ناهضة وبانية للوحدة الترابية والاقتصاد الوطني .

تحل الذكـرى في ظروف دقيقة وحرجة تجتازها بلادنا كسائر بلدان المعمور مع جائحة كورونا كوفيد19. نسأل الله اللطف في ما جرت به الأقدار بأن ينزاح الوباء ويعم الأمن والأمان الوطن وتنعم الإنسانية جمعاء بالسلامة والهناء.