تطبيق حالة الطوارئ مع الاستعانة بعلم النفس .

 

بقلم محمد الحرشي /الصويرة

فعلا حالة الطوارئ التي طبقها المغرب في اطار التصدي لفيروس كورونا معقولة وعملية يراد منها حماية المجتمع من تداعيات الوباء الفتاك الذي يفضل الانتشار بين البشر.

وبما ان افراد المجتمع لم يسبق لهم ان عاشوا حالة الطوارئ، تقع الكثير من المشاكل بين أطر وزارة الداخلية والمواطنين والمواطنات نتيجة الأوامر والقرارات الجديدة غير المألوفة المطبقة فجأة وفي آخر لحظة.

فهل يتحمل المواطن وحده تبعات خرق حالة الطوارئ ؟ ام ان فجائية الوضع وتضارب الاراء والتحليلات والاوامر والنواهي بين النفس والسلطة الخارجية هي الأسباب الرئيسية عن العصيان وعدم الامتثال؟

فإذا استحضرنا نظريات علم النفس وخصوصا التي تقول بأن سلوك الإنسان هو عبارة عن عادات مكتسبة طيلة طفولته ومراهقته، نستنتج المقاومة التي يبديها بعض الأفراد وخصوصا الشباب منهم في تطبيق أوامر حالة الطوارئ.

ثانيا حسب معطيات علم النفس، فالشاب الذكر بحكم تكوينه الفيسيولوجي يكون حادا في طبعه، فلما يتكلم مع مسؤول ويرفع يديه او صوته فليس سلوكا متحديا للسلطة اكثر ما هو اندفاع طبيعي لذات طبيعية.

ولهذا على رجال السلطة والامن والدرك والقوات المساعدة ان لا يكون رد فعلهم مزاجيا وتحديا بحكم السلطة التي يملكونها بل سلوكا عقلانيا متأنيا نابع من العلم والإنسانية ينظر إلى المواطن كمواطن وليس متحديا لقراراته.
وعلى رجال السلطة ان يستحضروا أساليب مرؤوسيهم في العمل، من يفضلون؟ هل من يتكلم معهم بهدوء واذا اخطاوا يخاطبهم بالحسنى مع تطبيق القانون ام الذي في قلبه غلظة وتحد؟ الجواب معروف!.

وقد اتبتث عدة تدخلات لرجال السلطة والامن قبل وأثناء تطبيق حالة الطوارئ أهمية الحوار والمشاعر الإنسانية في كسب ود المواطنين في تنفيذ القرارات والامتثال للأوامر. فالكلمة الطبية تفعل المعجزات وتغير التصرفات وتشافي النفوس وتذهب التوترات وتقلص المجابهات والتحديات