تنبيهات لا بد منها للمتخلف “فهد الشمري”

محمد المواق فاعل حقوقي

نعلم سلفاً أنك مدفوعٌ دفعاً للتهجم على بلادنا. لهذا فإن هذه التنبيهات موجهةٌ لمن دفعك. أنت أحقر من أي تنبيه أصلاً، كما تخصُّ بعضاً من المغاربة والمغربيات الذين انتفضوا حَمِيّةً وغيرة على الشرف والكرامة فتخللت ردودَهم بعضُ التجاوزات.
نحن على يقين من أن هجمتك على دولة المغرب قيادةً وشعباً لا تمثل الشعب السعودي الأخَ، ولا الخليجي عموماً. وأنها لا تمثل سِوى رعاعِ السياسةِ وسياسةِ الرّعاع.
موضوع الدعارة والسياحة الجنسية ياهذا لا يخلو منه شعبٌ على الإطلاق. وهو موجود في بلادنا التي هي بلادكم، كما هو موجود في بلادكم التي هي بلادنا، باعتبارنا أمةً واحدة ديناً وتاريخاً ومصيراً … أو هكذا نفترض. وبناءً على هذا فإن طعنَك في المغاربة والمغربيات هو طعن في إخوانك وأخواتك، إذا كنت تعتبر نفسك من بني ملتنا، وإن كنتُ أستبعد أنك من أهل القبلة أصلاً. ولقد سمعتك تَكْفر بالمسجد الأقصى نهاراً جهاراً؛ ومن أنكر أُولى القبلتين، لا يصعب عليه إنكارُ ثانيهما: الكعبةِ المشرفة.
من دفعك للطعن في شرفنا يعلم علم اليقين أن قطاع السياحة في بلادنا لا يمثل سوى جزء يسير من اقتصادنا الوطني. وأن ملايين السياح لا يأتون بالضرورة إلى المغرب للفساد كما تروّجون له بغباء. بلادنا غنيّة بمنتوجها السياحي الهائل: طبيعة البلاد المتنوعة ما بين جبال شامخة تكسوها غابات الفلين والأَرز والصنوبر، وتبْيَضُّ شتاءً بكساء الثلج الناصع، وبين سهول خضراء ببساتين اللوز والزيتون والليمون والأعناب والتفاح والخوخ والتين والأركان… ومن كل الثمرات، ومساحات شاسعة من حقول الحَبّ والخضراوات التي نُصدّرها إلى الدنيا كلِّها بما فيها دول الخليج. .. وبين صحاري غنية بواحات النخيل المترامية الأطراف … وبين آلاف الشواطئ الساحرة من السعيدية إلى الكويرة. متوسط ساحر ومحيط هادر. وأنهار ووديان تجوبُ المغرب من جهاته الأربع.
ما يغري السياح ببلادنا أيها المتخلف هو المدن الفيحاء العامرة بالتاريخ والآثار، وكلٌّ منها خزَّان للأصالة وانعكاس للمعاصرة… فإذا أضفنا إلى هذا طيبوبةَ شعبنا وحسنَ كرمه، وتنوع ثقافته علمتم، لو كنتم تعلمون، لماذا يَحْظى مغربنا بزيارة ما يزيد على اثني عشر مليوناً من السائحين… والرقم في ازدياد…
مغرب ينتج قوته، وينسج قماشه، ويصنع سيارته، وينتج دواءه … مغرب لا يجوع ولا يعرى بإذن الله…
مغرب يمتلك شبكة من الطرق السيارة الهائلة، وأسرعَ قطار في إفريقيا والعالم العربي، وأضحمَ ميناء في حوض البحر المتوسط ، وأكبرَ محطات الطاقة المتجددة في العالم، وعشرات السدود العملاقة، ومعادن لا تعد ولا تحصى وثروة هائلة جدا من الأسماك والمواشي، ومدناً صناعية في كل الجهات… ثم تأتي أنت أيها المتخلف مدفوعاً من حفنة رعاة البعير، مع احترامي لكل راعٍ شريف…تريد النيل من بلد عملاق إشعاعه العلمي والديني والثقافي ملأ الأمصار، وسار بذكره الركبان.
هذا، وأنبه بني وطني إلى عدم التعميم فهذا النّذل لا يمثل حجازاً ولا نجداً ولا حتى الربع الخالي. هذا الغبي المعتوه وَلَغَ في عِرض نساء عفيفات شريفات مثقفات ومنتجات… يحلّقن في سماء النَّفع والعطاء، ويمشين بخطىً واثقة ٍ جنباً إلى جنب مع الرجل المغربي الشهم من أجل البناء والتقدم والازدهار والنماء تحت شعار يغيظكم: الله الوطن الملك.