جهود الديبلوماسية الهادفة

جهود الديبلوماسية الهادفة
بقلم: عمر بنشقرون، عضو مرصد اطلنتيس الدولي للسلام والديبلوماسية الموازية

عودتنا الديبلوماسية المغربية على العمل الجيد أعواما طوالا. فأبانت في الفترة الأخيرة على نصجها و قدرتها على إعطاء دروس فنية لمن يهمهم الأمر!
لقد استطاع علماء ديبلوماسيتنا وبعد تلقيهم دورات مكثفة في استراتيجيات الشطرنج على نقل البيدق الجزائري من ساحة الصراع الثنائي ضد مغربنا الحبيب إلى ساحة الصراع المتعدد الأطراف و الذي يعارض المجتمع الدولي. ضربة “معلم” تلك التي حققها المغرب على المستوى الأممي. فعبقرية ملكنا محمد السادس نصره الله وأيده والفريق المحيط به، من مستشارين وسياسيين، نجحوا في إعادة قطار الصحراء المغربية إلى سكة العقل الدولي. قكان لزاما نقل كل بيدق إلى مربع معين و بمهارة لا تصدق وتكتيك معصوم من الخطأ. ولا بد لنا من التأكيد على أن هذا النجاح شارك فيه خبراؤنا وعلى رأسهم صاحب الجلالة شخصيًا، والقوات المسلحة الملكية، وأجهزة المخابرات، ومستشاري جلالة الملك، والدبلوماسيين. دون أن ننسى العلاقة المتميزة لجلالة الملك مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة. علاقات قائمة على صدق المشاعر واستقرار المواقف أدى إلى إقامة تحالف قوي ومحترم بشكل متبادل بين الولايات المتحدة والمغرب. كما أن العلاقات التي حافظ عليها ملوكنا على مدى عقود مع الجالية اليهودية في المغرب و في كل بقاع العالم، سهلت التعايش بين المجتمعات المسلمة المغربية والجاليات اليهودية في جميع أنحاء العالم.
واليوم، تعبر إسرائيل و بوضوح عن احترامها للمغرب وتضع نفسها حليفا دوليا لمملكتنا الشريفة لدرجة أن استاذا جامعيًا إسرائيليًا قال لصحفي جزائري على قناة عربية دولية: “العلاقات بين إسرائيل والمغرب مختلفة تماما على تلك التي تسود علاقاتنا مع الدول العربية الأخرى بمعنى أن الروابط بين الشعبين عميقة جدا وصادقة جدا وعاطفية جدا “.
فعلا، لا ننكر أنه تم حشد يهود المغرب حول العالم من أجل بلدهم فأظهروا ارتباطهم ببلدهم الأم بل وجعلوا أكبر جماعات الضغط في العالم تعمل على تكريس الطابع المغربي للصحراء.
وموازاة لذلك التوجه، اقتربت ديبلوماسيتنا من بريطانيا العظمى لتعرض عليها صفقات اقتصادية وتعدين جد ضخمة و دول الشرق الأوسط والبلدان ذات الثروة وبلدان آسيا وإفريقيا قد تم توجيهها من قبل الأنجلو ساكسونيين لدعم وحدتنا الوطنية و انتهى بنا الأمر إلى استيعاب القواعد الجديدة للعبة العالمية التي لم تعد تقوم على الدفاع عن العقائد الإثنية أو الدينية بل بالأحرى في البحث عن توازنات بين العرض والطلب للأرباح الاقتصادية والمالية بين دول العالم. واستناداً إلى هذا المنطق الجديد، لم تضع بلادنا نفسها كقوة دولية بل كوسيط أساسي لتعزيز التنمية الحاسمة لجزء من القارة التي تنتمي إليها: غرب إفريقيا. توغل، أقل ما يمكن القول فيه أنه ذو طابع ملكي وجب علينا الدفاع عنه إن أردنا إستدامة إنجازاتنا.
على الأقل، أيقنت ديبلوماسيتنا مؤخرا أن جودة تعاملها مع كل الملفات الدولية الراهنة بما فيها ملف أقاليمنا الجنوبية أكسبها ثقة المجتمع الدولي واحترامه. فهل تيقنت ديبلوماسية كابرانات الجزائر من نتائج جهودها ام ستبقى في سبات عميق سيؤدي بها لا محالة إلى سكتة قلبية؟