حكومة أخنوش في مواجهة احتقان شعبي على الشبكة الافتراضية يطالبها بالرحيل منذ 13 ساعة

 

الرباط ـ «القدس العربي»: تزايد الاحتقان الشعبي في المغرب إثر ارتفاع الأسعار الذي شمل معظم المواد الأساسية، في غياب أي مبادرة من لدن الحكومة للتخفيف على أوضاع المواطنين جراء هذا الوضع. وأمام ضعف المعارضة في مواجهة الجهاز التنفيذي الذي تقوى بأغلبية مريحة في البرلمان والمجالس المحلية المنتخبة، كانت شبكات التواصل الاجتماعي متنفساً للمدونين الذين أطلقوا حملة دعوا فيها إلى رحيل الحكومة، فاحتل ترند “أخنوش ارحل” صدارة الفضاء الافتراضي لدى المغاربة
وكتب موقع “برلمان” أن تداول ذلك الوسم جاء بسبب غضب العديد من المواطنين من ارتفاع أسعار عدد كبير من المواد الأولية، خلال الآونة الأخيرة.
وأوضح رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تغريداتهم أن هذه الزيادات المتكررة انعكست على جيوب المواطنين، خاصة الفئات الهشة عنهم التي تضررت من تداعيات جائحة كورونا، وفق الموقع المذكور.
وأضاف النشطاء أن جميع المواد الأساسية شهدت أسعارها ارتفاعاً صاروخياً، وأولها المحروقات وأسعار الزيت، بالإضافة إلى الأعلاف.
وعبّر العديد عن غضبهم من هذه الزيادات المفاجئة، بالإضافة للصمت الحكومي بخصوص ارتفاع الأسعار الذي وصفه العديد من النشطاء بالمستفز.
وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الجهات المسؤولة في البلاد، بضرورة التدخل ووضع حل لهذه الزيادات المتكررة في المواد الأولية.
وكتبت صحيفة “النهار المغربية”، أمس، افتتاحية أكدت فيها أن “هذه الحكومة ينبغي أن ترحل ليس فقط لأنها “متهورة” ـ بحسبها ـ في اتخاذ القرارات، ولكن لأنها تخالف السياق الدولي الذي اتجهت فيه الدول إلى تعزيز الحماية الاجتماعية للمواطنين، نتيجة التأثيرات الجانبية لجائحة كورونا، فحتى الدول الأكثر ليبرالية التزمت سياسة الدعم الاجتماعي لكل فئات المجتمع، لكن حكومة أخنوش وحدها في العالم اعتبرت الجائحة غنيمة للاتجار وتحقيق مزيد من المصالح لــ”تجمع المصالح الكبرى”.
واستطردت قائلة: “على هذه الحكومة الرحيل أو الترحيل القسري بكافة الوسائل التي يتيحها الدستور والقانون، حتى لا تتسبب في كوارث اجتماعية لن تتحمل مسؤوليتها الحكومة المكونة من أصحاب المصالح الذين يعرفون كيف يحمون مصالحهم لكن مضاعفاتها ستكون خطيرة على الدولة والمجتمع”.
وأوضحت “النهار المغربية” في افتتاحيتها أن “رحيل الحكومة هو أدنى إجراء يمكن اتخاذه لإنقاذ الوضع المتجه نحو الكارثة، حيث لم تبق مادة استهلاكية لم يمسسها الارتفاع والغلاء، بينما الأجور في مكانها، بل إن أجور كثير من المواطنين تضررت مع الجائحة، وهذا ما ورد في تقرير المندوبية السامية للتخطيط، التي قالت إن ثلث المقاولات وجدت نفسها أمام الإغلاق أو تقليص العاملين والموظفين أو تخفيض أجورهم. يعني أن المعادلة غير متكافئة في معاملاتها، أجور متضررة ودخل مفقود وزيادة في الأسعار فأين الحكومة من مبدأ الدولة الاجتماعية؟”.
وكتب الإعلامي والناشط الحقوقي محمد العوني تدوينة قال فيها: “انخراطنا في حملة أخنوش ارحل لا يفرضه فقط الغلاء وقلة الدواء وسياسة الدهماء والاعتداء على الماء والهواء… بل أيضاً شرعنة وحشية الاستغلال وفرعونية الاحتكار وتضارب المصالح دون حياء”.
وأفاد موقع “أخبارنا” أنه بعد الانتقادات الواسعة التي وجهها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي للحكومة التي يقودها رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، بسبب غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المحروقات إلى جانب عدد من المواد الاستهلاكية الأساسية، لم تجد شابة من حزب “الأحرار” أي حرج في الرد على كل هذه الانتقادات المشروعة بطريقة وصفها الكثيرون بـ”غير المقبولة”.
وحسب الموقع المذكور، فقد نشرت منال بنصالح التي تشغل حالياً منصب نائبة رئيس المجلس الإقليمي لمدينة تارودانت، تدوينة أرفقتها بصورة لـ”أخنوش”، جاء فيها: “القافلة تسير والكلاب تنبح”، قبل أن تستدرك الأمر وتقوم بتعديلها، بعد أن تعرضت بدورها لهجوم واسع بسبب ما كتبته.
ونشر الموقع صوراً مأخوذة من تدوينة بنصالح الأولى والمعدلة، معتبراً أن جل المتتبعين استنكروا الطريقة التي تعاملت بها المسؤولة مع انتقادات المغاربة، حيث طالبوا حزبها “الأحرار” بضرورة تقديم “اعتذار” رسمي