خصائص البحث الكيفي

 تحرير: سي احمد بالمعزى

لعل أهم ما يميز منهج البحث الكيفي هو جدلية الأصالة، أصالة في الاقتراب من المبحوث، وأخرى من الواقع، وتعني الأصالة أن الباحث يفهم الموضوع في بناه الخاصة وفي خصوصيته، وهناك البنية، أو إقامة بناء، وتعني فهم الحدث، أو الميدان من منظور نظري، وعام ومقارن، وأهم   خصائص تصميم البحث الكيفي هي.

-1  الإنفتاح:

إذا كانت عملية البحث الكمي مقننة ومحددة، فإن عملية البحث الكيفي تكون مفتوحة. المناهج الكمية مغلقة، وتتحكم خطوات البحث فيها بعقل الباحث، أما المناهج الكيفية فتعتبر البحث مجالاً وأفقاً مفتوحاً أمام

الباحث والمبحوث للتعديل والتطوير. إن مبدأ الإنفتاح يتضمن على الصعيدين النظري والمنهجي، مجموعة من النتائج، وأهمها:

-1  التأكيد على الوظيفة الإستكشافية للبحث الإجتماعي الكيفي.

-2  التخلي عن تكوين الفرضيات مسبقاً.

-3  إن البحث الكيفي يركز على البحث الميداني الإستطلاعي، وهذا ما يهمله البحث الكمي غالباً.

إن البحث الإجتماعي هو بحث إكتشافي إلى حد ما، إكتشاف ووصف ميدان الدراسة يكون على حساب الدراسة النظرية للموضوع، وهذا مأخذ على المنهج الكيفي. وان الفرضيات يعدل ويوسع بناء على البيانات التي تم الحصول عليها في عملية البحث الميداني. وعليه فإن النظريات الإجتماعية والأنثروبولوجية لها طابع دينامي، ذلك أنها تتطور في أثنلء عملية البحث على أساس البيانات القائمة.

2  البحث بوصفه متفاعلاً:

إذا كانت مناهج البحث الكمي تؤكد على المسافة بين الباحث والمبحوث في عملية البحث، فإن المناهج الكيفية بخلاف ذلك تؤكد على أن عملية البحث ينبغي أن تكون عملية تفاعلية بين الباحث،

وبين الأفراد الذين ينتمون إلى ثقافة معينة.

3  الطابع الديناميكي بين البحث والموضوع:

إن فهم البحث عملية تفاعل واتصال بين الباحث والمبحوث، يعني أن العلاقة بين البحث والموضوع

دينامية، أي إن هذه الدينامية هي ما تميز البحث وموضوع البحث. فإن البحث الكيفي يهتم بالمقام الأول بنماذج Hopf وكما تقول هوبف التفسير والفعل، التي لها إلزام اجتماعي محدد، لكن هذه النماذج الجماعية للفعل والتفسير لا يمكن تصورها على أنها موجودة وغير متغيرة، وإنما يعاد إنتاجها وتتغير وفقاً لفرضيات علم الإجتماع الكيفي من خلال أفعال وتأويلات أعضاء المجتمع الفاعلين.

4 التأمل النقدي للموضوع والتحليل:

يتميز البحث الإجتماعي الكيفي بالتفكير النقدي بالموضوع، أو تأمل موضوع البحث وعملية البحث. إن مبدأ التأمل بالنسبة إلى موضوع التحليل، أي الظواهر والعمليات التي ينبغي دراستها، يقوم على التصور النظري لمجال الموضوع ذاته. إن الفرضية الأساسية للنموذج التفسيري تكمن في إفتراض التأمل النقدي لمعاني منتجات السلوك البشري اللغوية الرموز، أفعال اللغة، التأويلات اللغوية أو غير اللغوية، والإشارات، والأفعال .

5 التفسير :          

يعني مبدأ التفسير أن نتوقع من الباحث الاجتماعي بيان الخطوات المختلفة لعملية البحث بقدر الإمكان، وتتحدد أيضاً القواعد التي ينبغي بموجبها تفسير البيانات التي تم الحصول عليها ميدانياً، ويتعين على

الباحث الكيفي تفسير بياناته بشكل أفضل، وألا يقع فريسة للتكميم والترميز، كما هو الحال في البحث الكمي. فالبحث الكيفي فكري وعقلي وميداني، حتى الواقع الإمبريقي فإنه يبحث كإشكالية فكرية ومعرفية، بخلاف منهج البحث الكمي الذي يغلب عليه الطابع الآلي التقني. بالمرونة، وبمساهمة .

  المرونة:

تتسم المقابلة الروائية المبحوثين في عملية البحث. في البحث الكمي يكون ميدان البحث معروفاً

ومحدداً، لذلك لا وجود للانفتاح والمرونة. أما بالنسبة إلى الباحث الكيفي فإنه يتعين عليه أن يطور ويحدد عملية البحث، بحيث إن مهمته، تتمثل في أنه يوجه البحث للحصول على البيانات والتفسيرات من الحياة الإجتماعية الإمبريقية، فالبحث يبقى متجذراً فيها. وأخيراً، فإن هدف البحث الكيفي يكمن في كيفية طرح المشكلة وعرضها والحصول على البيانات المطلوبة.