داعش تمنع استعمالات التلفزات الفضائية

تنفيذه لجرائم إنسانية في حق مدنيّين، ممّن يصفهم بالمرتدين، بمختلف الأساليب الوحشية وتطبيقه لما يراه “حدودا إسلامية” في حق أبناء المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية”، المشتهر إعلاميّاً بـ”داعش”، منع استخدام أجهزة استقبال بث القنوات الفضائية، باعتبارها “خطرا على المسلمين وحفظاً للإسلام من الإفساد”.

وتنتظر العقوبة كل مخالف لتلك الأحكام الجديدة، وفق هيئة “ديوان الحسبة” التابع لـ”داعش”، التي قالت، في بلاغ لها تناقلته المواقع الرقمية الموالية للتنظيم، إنه يُمنع استخدام تلك الأجهزة في المنازل ومقرات العمل، وأعطت مهلة لأرباب محلات “بيع وصيانة أجهزة استقبال البث للتوقف عن العمل والتخلص من الأجهزة الموجودة لديهم”، وأبلغتهم بضرورة الامتثال لتلك الأوامر.

البيان الذي حمل توقيع “الدولة الإسلامية – ديوان الحسبة”، لم يتوقف عند منع أجهزة البث الفضائي، بل تعداه إلى القنوات الدينية، حيث أورد: “إن ما يسمى بالقنوات الإسلامية فيها من إفساد العقائد وحرب المجاهدين ما لا يخفى على ذي بصيرة”، ووقف عند القنوات الفضائية الإخبارية التي يرى “فيها من الكفر والإرجاف والكذب والافتراء ما لا يحصيه إلا الله”.

وكالة “أعماق” الإعلامية، التابعة رسميا لـ”داعش”، نقلت تصريحا صحافيا لمسؤول بالتنظيم شدد فيه على أن قرار المنع “شامل” و”يجري العمل عليه”، وأن تنفيذه يأتي بعد حملات مكثفة تنظم في المساجد والمحاضرات والمنشورات الورقية، إلى جانب حملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفا أنه يشمل “منع تداول أو بيع أو ترويج أو استعمال أو إصلاح أجهزة الاستقبال الفضائي”.

في مقابل ذلك، خصص الإعلام الموالي لـ”داعش” حملة مسعورة ضد السعودية وحكامها وعلمائها، على إثر إعلانها عن تشكيل “التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب” واتخاذ العاصمة الرياض مقرا لعملياته، وهو التحالف الذي يضم المغرب إلى جانب 33 دولة إسلامية وعربية.

“داعش” هاجم السعودية معتبرا إياها دولة “ردة” و”كفر” لأنها “لا تحكِّم شريعة الإسلام” و”تحارب دولة الخلافة من أرضها في العراق وسوريا”، و”لا تحارب أمريكا” و”تحمي الروافض (الشيعة) في بلاد الحرمين”، وطالب مقاتلي التنظيم الموالين له في السعودية بـ”تنفيذ عمليات” إرهابية داخل عدد من مناطق الدولة الخليجية.

ونال العلماء والدعاة نصيبهم من الهجوم الذي كاله “داعش” إعلاميا، والمحرض ضدهم بالقتل والتنكيل “بالعبوات والكواتم والأحزمة”، وفق ما ورد في أشرطته المرئية، واصفا إياهم بـ”سفهاء المسلمين”، و”علماء الشيطان”، و”أحبار السوء”، وبأنهم “يضلون الناس حفاظا على مصالحهم الدنيئة”، و”وقعوا في نواقض الإسلام المخرجة من الملة”.

وعمدت المصادر ذاتها إلى إدراج صور ومقاطع فيديو لعدد من الدعاء السعوديين المعروفين، في مقدمتهم الداعية محمد العريفي، فيما وجهت خطابات تهديدية، من قبيل “تحركاتكم مرصودة وبيوتكم معروفة والحرب قادمة”، مع عبارة “الدولة الإسلامية لديها معامل كثيرة من صناعة اللباس البرتقالي”، في إشارة إلى زيّ الإعدام الذي ألف مقاتلو “داعش” تقديم رهائنهم به أمام عدسات كاميراتهم قبل تنفيذ الإعدام في حقهم بطرق وحشية