رئيس جمعية التضامن المغربي الاوروبي يستعرض معنا ارتساماته عن زيارته لدار المغرب بباريس

في لقاء تواصلي يوم الأربعاء فاتح فبراير   بالعاصمة باريس كانت لي زيار لمؤسسة دار المغرب المعلمة التاريخية التي تخرج منها دكاترة مغاربة من مستوى عالي. كما لعبت مؤسسة دار المغرب  دورا كبيرا في تكوين وتأطير الشباب الواردين من المغرب الحبيب. وقد اغتنمت هذه الفرصة للحديت مع المدير المسؤول عن هذه المؤسسة السيد محمد أبو الصلاح الذي  وجدت فيه الإنسان الساهر بحزم وجدية ونشاط على تسييرها أحسن تسير. و قبل لقائي بالاستاذ صلاح  قمت بزيارة خفيفة داخل المؤسسة الشئ الذي أتار إعجابي هو النظافة والنظام داخل المؤسسة. كما استضفت المسؤول عن النشاطات الثقافية الأخ محمد بديش الذي اطلعني  من خلال الحديت معه على أشياء كثيرة في مايخص النشاط الثقافي والبرامج داخل المؤسسة طوال السنة. ولا ننسى أن دار المغرب تستضيف كل المغاربة الناشطين والمتقفين في ندوات وتأطير مغاربة العالم. كما أشار السيد المدير في كلمته لي خلال الحديث أنه من أجل الحفاظ على هذه المعلمة في المستوى المطلوب لأنها تمثل وجه المغرب  لا بد من الصرامة.ومتابعة جميع البرامج ،ومن أجل تعريفكم بدار المغرب أكتر اترككم مع هذا الموجز :

لدى الحديث عن دار المغرب، الواقعة بالحي الجامعي بالمقاطعة الرابعة عشرة بباريس، علينا أن «نرد لسيزار ما لسيزار» والاعتراف بأن هذا الفضاء الذي تلاحقت عليه ثلاثة أجيال منذ تدشينه عام 1953 هو منتوج كولونيالي قبل أن يصبح معلمة مغربية. فقد صمم البناية وأشرف عليها الفرنسي ألبير لابراد (1883- 1978). عمل هذا الأخير ما بين 1915-1919 ملحقا بالإقامة الفرنسية العامة حيث كان مساعدا لهنري بروست، المهندس المعماري للجنرال ليوطي. كما أنه من أشرف على هندسة الإقامة العامة بالرباط والمنارة البحرية للعنق الدارالبيضاء. ومن بين إنجازاته العديدة في فرنسا دار المغرب التي اشتغل على تصميمها وبنائها لمدة 4 سنوات (1949-1953). وتعود فكرة تأسيسها عام 1949 للجنرال ألفونس جوان ودشنت عام 1953 بمدة قليلة قبل نفي السلطان محمد بن يوسف. وقد مر تسييرها بعدة مراحل: مرحلة التسيير الذاتي ما بين 1968 و1970 ثم مراحل الإضرابات عن الطعام، الاستيلاء على غرف الدار ثم مرحلة الإصلاحات.
   يكاد أغلب القاطنين الذين مروا بالدار أو الذين يسكنونها حاليا يجهلون بعضا من هذه المعطيات التاريخية. كما قد يجهلون بأن الحسن الثاني كان من وراء ترميم وإصلاح فضاء كان بؤرة فائرة لليسار بمختلف أطيافه السياسية. وقد كانت الدار شاهدا على مرور ثلاثة أجيال متباينة من المقيمين، فيهم الوطني، الماركسي، العروبي، التقدمي، الإسلامي والتكنوقراطي. شكلت هذه التشكيلة القسم الأهم من النخبة السياسية والثقافية المغربية التي صنعت مغرب القسم الثاني من القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين.

بوشعيب حركاتي مراسل جريدة النهضة الدولية بباريس.

بعض من الصور خلال الزيارة :