راي مقترح لتدريس الفلسفة بعد جريمة شمهروش

ضرورة تدريس الفلسفة في المساجد المغربية بعد حادث شمهروش.

بقلم محمد الحرشي

الفلسفة لسيت فكرا معاديا للدين ولا وصية عليه ولا محرضة ضده، بل هي فكر الأفكار وعلم العلوم وأسلوب ومنهج في إدراك الواقع المادي والغيبي.
والتطرف ما هو إلا نتيجة إبعاد الفلسفة عن فكرنا منذ الصغر،اذ يعمل الكبار والفقهاء المجالس العلمية على نشر ثقافة النصوص والأقوال الجاهزة التي لا تترك مجالا للتحليل والاستنباط والتساؤل والشك.
ويغيب الفكر النقدي/الفلسفي عن مؤسساتتا التعليمية والابتدائية والإعدادية والمدارس العتيقة ودور القرآن مما يربي اجيالا لا تحلل ولا تدقق في صغائر الأمور ولا تومن بالنسبية في الحكم على العقائد والسلوكات.
وحتى في الثانويات التأهيلية في تعلمينا المضطرب ضربنا الفلسفة في الصميم وضيقنا عليها إلى أقصى حد واستبدلناها بالنص المقدس الذي لا يأتيه ،حسب ادعائهم ،الباطل من أمامه ولا من خلفه .
و هذا الانفصام بين المؤسسة التعليمية والمؤسسات الدينية خلق اجيالا لا تعتقد ألا بما يقال في المساجد وتنظر إلى الفلسفة على انها بدعة واقوال الكفار.
وحادث قتل السائحتين مؤخرا بالطريقة الوحشية والمروعة ما هي إلا نتيجة المحتوى الثقافي الذي يوجد في رؤوس المنفدين.
ودون البحث في سجلهم الخاص يمكن ان نجزم دون تحفظ أن فكرهم لا يراوح مضمون النصوص العتيقة والسلوكات المرتبطة به.:فالأنثى عورة ومن يتكلم غير لغتهم كافر والمرأة لوحدها شاة يمكن دبحها.
ولهذا على السلطات المغربية من حكومة وبرلمان وهيئات حقوقية وسياسية التعجيل بتدريس الفلسفة في المدارس العتيقة وجعل خطب الجمعة تتضمن قسطا وافرا من أفكار الفلاسفة على مر العصور سواء منهم العرب او الغربيين مع التركيز على الفكر النقدي والشك في كل شيء ولو كان من المقدسات.
فمحاربة التطرف تبدأ اولا واخيرا بالتفلسف في المساجد وأداء الفرائض بنظرة تقوم على عبادة الخالق واحترام حقوق عباده في الحياة وليس الحشو والمغالاة في التقديس إلى الحد الذي تقتل فيه النفوس ويهدد فيه استقرار البلاد.