رحل الشيخ الجليل

*رحل الشيخ الجليل*

*1 – مقتطفات ومنقولات من حياة الشيخ عبدالمجيد الزنداني رحمه الله..*

يقول الشيخ عامر الخميسي سألتُ الشيخ عبدالمجيد الزنداني- رحمه الله – ذاتَ مرة وأنا معه كيف صرت عبدالمجيد الزنداني وما الشيء الذي غيّر حياتك وجعلك إنسانًا ناجحًا طموحًا مؤثرًا في الحياة؟
فأجابني بعد إلحاحٍ عليه: كنتُ بالفطرة من أول ما عرفت الحياة محبًا لله ورسوله لكن قرّرتُ أن أفعل شيئًا في هذه الحياة نُصرة لديني والله يعلم عجزي.. فقلتُ أفتح المصحف وأول آية هي خطاب من الله لي، وكان هذا دون الثامنة عشر تقريبا، ففتحتُ المصحف وكًلي تحفّز ورغبة ورهبة لأول آية، فإذا أول آية تُشرق أمام عيني (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)، فقرأتُها مرات ومرات وكُلي تأثر بها، ثم توجهت إلى الله رافعًا يديّ إلى السماء أدعو: يا رب عليّ النصف وعليك الباقي، أي عليّ مجاهدة نفسي وعليك أن تهديني سبيلك الأقوم، وما رأيت الشيخ يكثر من ذكر آية كما رأيته يكررها وكأنه يجاهد نفسه ويتذكر العهد الذي بينه وبين الله.

كان مجاهدًا من نعومة أظفاره في نشر الدعوة والدين وتربية الأجيال ومحاربة الأفكار العلمانية، وأسس هيئة الإعجاز العلمي العالمية، وجامعة الإيمان، وطلابه ينشرون العلم والدين في اسقاع المعمورة عربًا وعجمًا، ما من بلد إلا وقد فيه طالبًا أو عالمًا..
رحل الشيخ عبدالمجيد الزنداني رحمة الله تغشاه رحل آخر عظماء اليمن، رحل سلطان العلماء، رحل بقية العمالقة، رحل من أحيا عقيدة التوحيد وعلم الناس عرضها بأسلوب جديد، رحل أستاذ الجيل، ورائد الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ومؤسس جامعة الإيمان، رحل علم من أعلام الأمة، رحل أستاذ الدعاة ومعلم العلماء، رحل رجل عظيم وشيخ جليل ولمثله فلتبك البواكي.

رحل الشيخ، وليس يُسمى في اليمن شيخٌ إلا يشار إليه، كان هو المثير في تصريحاته، ومواقفه، شئنا معه، أو خُضنا عليه، بارزناه خلال بروزنا الإعلامي متحصنين بمواقف عدائية تنال منه سياسيًا، وظل صامتًا يرنو من شرفة منزله نحو الهواجس باعتبارها فعل اعلامي مكتوب..
يموت اليوم، مخلفًا وراءه إرثًا من الأعمال العظيمة، والمواقف التاريخية التي يختلف الناس حولها، ويتفقون، غير أن حكمة الموت تدفعنا لتذكر سنوات الوئام التي كانت بوجوده ورجاحته ومكانته وتصريحاته مليئة بالحياة، والاستقرار، والجدل والتغيير.

وأخيرًا ترجل الفارس بعد أن ملأ بالخير كل مكان استقر فيه، وكل قلب جالسه وعاشره، ورحيل هذا العلم الذي ترك إرثًا وآثارًا في مختلف المجالات العلمية والدعوية والسياسية والإجتماعية،
ونقدم خالص العزاء والمواساة لأهله وقرابته وعشيرته وطلابه ومحبيه وللشعب اليمني والأمة..
موت الكبار والمؤثرين يترك ثغرة لا تكاد تُسد، والشيخ عبدالمجيد الزنداني غني عن التعريف فقد ترك أثرًا ومآثر، وله بصمة محلية واقليمية ودولية، لا تكاد تخفى على أحد من ذوي الشأن والاختصاص، فيما يعلمه ويجيده.

*ترويقة:*
رحيلُك لا يشابهُهُ رحيلُ
وهذا الخطبُ ليس له مثيلُ
فُجعْنا بالكثيرِ وفاجَأتْنا
أمورٌ قد تغيبُ لها العقولُ
ولكنّ الأشدَّ أسىً وحزنًا
رحيلُك أيّها الشيخُ الجليلُ

*ومضة:*
رحمه الله الشيخ عبدالمجيد الزنداني رحمة واسعة وغفر له وأسكنه فسيح جناته وتقبله في الصالحين ورفع درجته في المهديين وأحسن عزاء الأمة الإسلامية بوفاته وأخلف على الأمة بخير.

*رابط:*

  • *كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*