زوجة مكلومة تبحث عن زوجها تحت الأنقاض

PAR///NEZHA SAFI//////ANAHDA
قصة إنسانية

ما زال البحث قائما عن المفقودين جراء الزلزال المدمر و الرهيب
فاطمة (49 عاما) لم تمل و لم تكل بل أصرت بنفسها على البحث عن زوجها المفقود تحت الأنقاض.
فمنذ سقوط المباني ببلدة أمزميز في ضواحي مدينة مراكش، بفعل زلزال مساء الجمعة، انخرطت فاطمة منذ يومين في رحلة لا تهدأ، بحثا عن زوجها المفقود تحت ركام الأنقاض، ووسط مشاركة واسعة من شباب البلدة الذين يمدون يد المساعدة لإنقاذ أهاليهم العالقين تحت المباني المدمرة.

وبلغت قوة زلزال المغرب في 8 سبتمبر/ أيلول الجاري، 7 درجات على مقياس ريختر، ضاربا عدة مدن شمالية ووسطية منها العاصمة الرباط والدار البيضاء (كبرى مدن المملكة) ومكناس وفاس ومراكش وأكادير وتارودانت، بحسب المعهد الوطني للجيوفيزياء، الذي وصف الزلزال بأنه “الأعنف منذ قرن”

فمنذ يومين و فاطمة في بحث مستمر تحت الأنقاض بحثا عن زوجها بمساعدة من أبناء المنطقة الذين يشاركون في عملية البحث التي لم تنقطع منذ وقوع الزلزال مساء الجمعة.
و هي تعرف بكل تأكيد أين يوجد زوجها وترشد الشباب إلى الغرفة المنهارة، لكن بحثها بمشاركة أبناء البلدة لم ينجح حتى الآن في العثور عليه.

ومنذ صباح الأحد، جاءت جرافة من أجل المساعدة وإنقاذ الضحايا لينخرط الجميع في عملية البحث بهمة أكثر، فبينما الجرافة تحمل الأحجار الكبيرة، تشارك فاطمة في إبعاد الأحجار الصغيرة وهي مشغولة البال.
وغير بعيد عن مسكن فاطمة وزوجها المفقود، انخرطت بقية الأسر في البحث عن ذويهم تحت الأنقاض، في سباق مع زمن تقل فيه فرص الحياة ساعة بعد أخرى.

معاناة أمزميز

كثيرة هي الخسائر ببلدة أمزميز جراء الزلزال، حيث انقلبت المباني في البلدة رأسا على عقب، مما خلف حسرة ومعاناة كبيرة لدى السكان.

لم تجلس فاطمة منذ تباشير الصباح الأولى، كغيرها مثل أهالي البلدة الذين يفترشون العراء، لا سيما أن جزء كبيرا من المباني سقطت، وأخرى تشققت، وسط خوف من حدوث ارتدادات للزلزال قد توقع مزيدا من الخسائر.

قصة فاطمة تتكرر في أكثر من منطقة، خاصة أن الزلزال ضرب العديد من القرى والبلدات في أقاليم مختلفة، مما يصعب عملية الإنقاذ والبحث وتوزيع المساعدات العاجلة
التي انطلقت في مجموعة من المناطق ، في حين غابت عن أخرى، نظرا لصعوبة التضاريس و المسالك المؤدية للمناطق المتضررة.
و ما زالت الأسر تبحث عن مساعدات وأخرى عن خيم تأوي إليها، ولكن الأصعب هو البحث المستمر عن مفقود تحت الأنقاض مثل فاطمة التي نسيت كل شيء وانصب كل اهتمامها على إنقاذ زوجها، كسبا لوقت لا يقدر بثمن.

المصدر:وكالة الأناضول للأنباء.
ANAHDA INTERNATIONAL PAR////NEZHA SAFI