سجن العدير بالجديدة يحتفل بمناسبة 11 يناير

مؤسسة السجن الفلاحي العدير تنظم ندوة علمية لفائدة السجناء بشراكة مع النيابة الاقليمية للمقاومة وجيش التحرير بالجديدة بمناسبة حلول ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال

بواسطة:خاليد بنشعيرة
النهضة الدولية

شهد السجن الفلاحي العدير بالجديدة يوم الخميس 09يناير2020، احتفالا لفائدة نزلاء هذه المؤسسة بمناسبة ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال. حضره مدير المؤسسة السجنية “العدير” السيد “طاريق أخرازي”ونائبه السيد “خالد الحريشي”ونائب و رئيس الفيديرالية لجمعيات وأبناء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وممثلي النيابة الاقليمية للمقاومة وجيش التحرير بالجديدة.

حيث أقيمت ندوة علمية داخل أسوار السجن الفلاحي بالعدير،حول “الكفاح الوطني وتلاحم العرش العلوي والشعب الذي أدى إلى استقلال المغرب”وذلك من أجل ترسيخ أثرها الإيجابي، وإذكاء الحس الوطني وقيم المواطنة لدى النزلاء.

وذلك بمشاركة السادة الأساتذة ممثلي الفيديرالية لجمعيات أبناء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والنيابة الاقليمية للمقاومة وجيش التحرير بالجديدة في شخص السيد”علي صبير” السيد “خاليد بنشعيرة”والسيد “عبدالإله الجامعي”.

افتتحت أشغال الندوة بكلمة ترحيبية من المشرف الإجتماعي بالمؤسسة نائب المدير السيد “خالد لحريشي” لمؤسسة السجن الفلاحي بالعدير قدم من خلالها جزيلا الشكر والامتنان للحاضرين ونزلاء المؤسسة،، بعده تناول الكلمة مدير المعقل حيث اعتبر مداخلته تدخل في إطار التذكر والتذكير بهذه المناسبة المجيدة ، تذكر حدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال ، والتذكير به للأجيال الحاضرة التي لم تعش الحدث ، ولم تعرفه عن قرب . وبالتذكر والتذكير تتشكل ذاكرة وهوية الأمة ، إذ لا أمة بلا ذاكرة وبلا هوية ففي ذاكرة الشعوب تواريخ تفيض بالدلالات وتنضج بالعبر ، وفي الوقوف عند الذكريات التي يحملها يوم معلوم من السنة استمداد من زاد معنوي طبيعي وضروري بالفعل ، وإذكاء للوعي الجماعي بالانتماء إلى الوطن والأمة معا بعد هذه الكلمات المعبرة والرقيقة في حق هذا الوطن العزيز علينا نحن المغاربة.
و ختم السيد “خالد لحريشي”، ومرر الكلمة, للأستاذ “خاليد بنشعيرة”ممثل الفيديرالية لجمعيات أبناء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالمغرب والنيابة الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالجديدة ، الذي ألقى في مداخلته كلمة بمناسبة هذا الحدث التاريخي جاء فيها:

الذكرى 76 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال صفحة مشرقة في سجل الكفاح الوطني.

بسم الله الرحمان الرحیم والسلام على أشرف الأنبیاء والمرسلین.

السادة مدیر ورئیس المعقل السید نائب مدیر المعقل بالجدیدة السادة رؤساء مصالح الإدارة و المساعدین
الاجتماعین و أعوان إدارة السجون.

الحضور الكریم:

یخلد الشعب المغربي، الذكرى ال76 لتقدیم وثیقة المطالبة بالاستقلال (11 ینایر 1944) وھي محطة تؤرخ منعطفا حاسما ومحطة مشرقة في مسلسل الكفاح الوطني، الذي خاضه الشعب المغربي بقیادة العرش العلوي المجید من أجل الحریة والاستقلال.

وقد دشن ھذا الحدث، الذي تم ترسیخه بماء من ذھب في تاریخ المغرب، عھدا جدیدا من خلال إبرام اتفاق تاریخي بین بطل التحریر، الملك الراحل المغفور له محمد الخامس، وقادة الحركة الوطنیة، في تعبیر عن الإرادة المشتركة للعرش والشعب لإنھاء الحمایة والشروع في بناء مغرب حر ومستقل.

ویحتفي المغاربة، بھذا الیوم، بكل مظاھر الاعتزاز والإكبار، و في أجواء التعبئة الوطنیة العامة تحت القیادة الحكیمة للملك محمد السادس،نصره الله.

ففي مثل ھذا الیوم من سنة 1944 قدمت وثیقة المطالبة بالاستقلال لبطل التحریر الملك الراحل محمد الخامس طیب الله ثراه ، وسلمت نسخة منھا للإقامة العامة ولممثلي الولایات المتحدة و بریطانیا بالرباط، كما أرسلت نسخة منھا إلى ممثل الاتحاد السوفیاتي.

ومنذ صدور ” الظھیر البربري” سنة 1930 ،الذي أعقبته سلسلة من المواجھات والمعارك ضد التدخل

الاستعماري، خاض الشعب المغربي سلسلة مواجھات للحصول على استقلاله، فتم تأسیس كتلة العمل
الوطني.

تقدمت الحركة الوطنیة المغربیة بمطالب في ھذا المجال سنتي 1934 و 1936 في الوقت الذي استمر فیھا النضال بالمدن والبوادي من أجل تعمیق الشعور الوطني وتعبئة المواطنین في أفق الكفاح من أجل الحریة والاستقلال.

و في خضم ھذا الإجماع على مواجھة الاستعمار وحمله على الاعتراف باستقلال البلاد، شھد المغرب عدة مظاھرات.

وكان مؤتمر أنفا في شھر ینایر 1943 مناسبة التقى خلالھا بطل التحریر الملك الراحل محمد الخامس مع رئیس الولایات المتحدة الأمریكیة ، فرنكلین روزفیلت، ورئیس وزراء بریطانیا ، وینستون تشرشل، حیث طرح طیب الله ثراه خلال ھذا المؤتمر قضیة استقلال المغرب تماشیا مع مبادئ میثاق الأطلسي.

و ما إن حلت السنة الموالیة لانعقاد مؤتمر أنفا حتى ھیأت نخبة من الوطنیین وثیقة ضمنوھا المطالب الأساسیة المتمثلة في استقلال البلاد، وذلك بتشجیع و تزكیة من جلالة المغفور له محمد الخامس الذي كان یشیر علیھم بما یقتضیه نظره من إضافات و تعدیلات و انتقاء الشخصیات التي ستكلف بتقدیمھا مع مراعاة الشرائح الاجتماعیة و تمثیل جمیع المناطق في بلورة ھذا الحدث المتمیز في تاریخ البلاد.

تضمنت الوثیقة على الخصوص مطالب ھمت استقلال المغرب تحت ظل ملك البلاد سیدي محمد بن یوسف ، والسعي لدى الدول التي یھمھا الأمر لضمان ھذا الاستقلال، وانضمام المغرب للدول الموافقة على وثیقة الأطلنطي والمشاركة في مؤتمر الصلح، والرعایة الملكیة لحركة الإصلاح و إحداث نظام سیاسي شوري شبيه بنظام الحكم في البلاد العربیة والإسلامیة بالشرق، تحفظ فیه حقوق و واجبات جمیع عناصر الشعب المغربي.

وكان لتقدیم وثیقة المطالبة بالاستقلال الأثر العمیق في مختلف جھات المملكة، إذ تلتھا صیاغة عرائض التأیید، كما نزلت جماھیر غفیرة إلى الشوارع في مظاھرات تأیید أشھرھا مظاھرة 29 ینایر 1944 ،التي سقط فیھاعدة شھداء برصاص قوات الاحتلال.

و بدلا من رضوخ الاستعمار لإرادة الحق والمشروعیة، التي عبر عنھا العرش والشعب، تمادى في محاولة الضغط على جلالة المغفور لهىمحمد الخامس سعیا إلى إدماج المغرب في الاتحاد الفرنسي وفصل قائد الأمة عن الحركة الوطنیة، و واجه بطل التحریر كل مخططات الحمایة بكل جرأة ورباطة جأش، و من ذلك زیارته التاریخیة لمدینة طنجة في 9 أبریل 1947 ،التي ألقى منھا خطابه السامي والذي أكد على أن المطالبة بالاستقلال اتخذت صبغة رسمیة وأنه لا تراجع عنھا، وقاد وقوف سلطان البلاد إلى جانب المقاومة وانخراطه

فیھا، إلى نفيه إذ عزلته سلطات الحمایة الفرنسیة، في 20 غشت 1953 ،عن العرش، و نفته مع أسرته الشریفةإلى جزیرة مدغشقر.

و تلا ذلك اندلاع (ثورة الملك والشعب) التي عمت المدن المغربیة وعجلت بالاستقلال. و أمام تصاعد حدة المقاومة، اضطرت فرنسا إلى إرجاع السلطان الشرعي إلى بلده وشعبه وعرشه، في 18 نونبر 1955 ،لیعلن عن “نھایة عھد الحجر والحمایة“، وبدایة استقلال المغرب عن فرنسا، الذي أعلن بشكل رسمي في 2 مارس 1956 ،و في غشت 1956 ،اكتمل استقلال القسم الأكبر من البلاد، بنھایة الحمایة الإسبانیة على المناطق الشمالية.

وشكلت وثیقة المطالبة بالاستقلال، ارتباطا بسیاقھا التاریخي والظرفیة التي صدرت فیھا، ثورة وطنیة حقیقیة جسدت وعي المغاربة و تمسكھم بالكرامة والسیادة وأعطت دلیلا قاطعا على قدرتھم وإرادتھم الراسخة في الدفاع عن حقوقھم المشروعة و تقریر مصیرھم وتدبیر شؤونھم بأنفسھم خارج أي وصایة مھما كانت، وانخراطھم الكلي في مسیرة النضال التي تواصلت فصولھا بعزم وإصرار في مواجھة النفوذ الأجنبي حتى تحقیق النصر بفضل ملحمة العرش والشعب المجیدة.

كما أننا نغتنم ھذه الفرصة ونتقدم إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس أدام الله ملكه، ونجدد فیھا الألفة ونوحد الألسن داعین و متمنین لكم دوام نعمة الصحة و العافیة و السلامة و العمر المدید، و بما أن ھذه المناسبة تنسج فیھا أواصر المحبة و التضامن و الإخاء و تطمئن القلوب المحبة للتسامح و التعایش،فإننا نبارك ھذه المناسبة ذات الرمزیة الوطنیة العظیمة لإخواننا الوطنیین المخلصین الساھرین لیل نھار بجانب جلالتكم لخدمة الصالح العام و الدفاع عن المصالح العلیا للمملكة المغربیة الشریفة، و نخص بالذكر الطیب:

السادة “فؤاد عالي الھمة”و “محمد رشدي الشرایبي” و “محمد منیر الماجیدي”و “محمد معتصم” و” عبد اللطیف الحموشي” و “محمد یاسین المنصوري” و “عبد الحق الخیام” و “محمد عبد النباوي رئیس النیابة العامة” و الجنرال “عبد الفتاح الوراق” و الجنرال “محمد حرمو قائد الدرك الملكي” و كافة الإخوة الكرام مستشارو جلالة الملك و مدیرو و أعضاء الدواوین الملكیة مدنیین و عسكریین، والسید المندوب السامي لإدارة السجون وإعادة إدماج السجناء “محمد صالح التامك” وكافة مدراء السجون ورؤساء المعاقل .كما نبارك ھذه المناسبة العظیمة لكافة المواطنین المغاربة داخل و خارج أرض الوطن .

كما نغتنم یا مولاي ھذه الفرصة لنرفع إلى مقامكم العالي بالله آیات الولاء و التبریك و الإخلاص ، مع الدعاء لكم یامولاي بدوام الصحة و السعادة، لتحققوا للمغرب كل ما یصبو إليه من تقدم و رقي و ازدھار.

و إننا یا مولاي لجد سعداء لما حققه المغرب من تقدم و رقي في ظل عرشكم المجید، مما جعلنا نشعر بالفخر و الاعتزاز بإشعاع سیاستكم الرشیدة و جھود جلالتكم الحمیدة، و التي تسعون من خلالھا إلى تحقیق سعادة شعبكم و رقیه و ازدھاره في كافة المجالات الاقتصادیة و الاجتماعیة و الثقافیة…

مولاي صاحب الجلالة، إننا إذ نغتنم ھذه المناسبة السعیدة، لنرفع أكف الضراعة إلى العلي القدیر لیبقیكم ذخرا و ملاذا للمغرب و المغاربة قاطبة، فإننا نرجو من الله جل وعلا أن یحفظكم بما حفظ به الذكر الحكیم و السبع المثاني، و أن یبقیكم ضامنا لأمن الوطن و وحدته و استقراره، و أن یقر عینكم بولي عھدكم صاحب السمو الملكي الأمیر الجلیل مولاي الحسن و أن ینبته الله النبات الحسن، و أن یحفظ الله صاحبة السمو الملكي الأمیرة الجلیلة للاخدیجة، و أن یشد أزركم بصنوكم صاحب السمو الملكي الأمیر الجلیل مولاي رشید و سائر أفراد الأسرة الملكیة الشریفة إنه سبحانه و تعالى قریب سمیع مجیب الدعاء.

و السلام على المقام العالي بالله و رحمته تعالى و بركاته.

ألقیت الكلمة من طرف المحاضر:السید خالید بنشعیرة.

وأعطيت الكلمة للحاضرين في إطار المناقشة والاستفسار ، وقد كانت في مجملها مفيدة وهادفة أغنت محاور هذه الدراسة.

وفي الختام تمت قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء الوطن الطاهرة والدعاء إلى الباري عز وجل أن يتغمدهم برحمته الواسعة ويسكنهم فسيح جناته.