سطات:الدورة11للمهرجان الوطني للوتار ايقاعات المغرب:تثمين  لثقافة الهامش وانفتاح على الإيقاعات الإفريقية وتكريم الشيخ اللوز عبد الكبير

 

مدير المهرجان الاستاذ عبدالله الشخص

على إيقاع ونغمات “سمفونيات”  “مزاب أولاد حريز” و”الشرفاء لبهالة  العلوة ” و”الحصبة” لمجموعة من الأشياخ من أشهر عازفي  آلة لوتار بالمغرب، أسدل الستار الأحد 24 دجنبر2023، على فعاليات الدورة الحادية عشرة  للمهرجان الوطني للوتار إيقاعات المغرب ، المنظم بمدينة سطات  من طرف جمعية المغرب العميق لحماية التراث بدعم من وزارة الثقافة والشباب والاتصال _قطاع الثقافة_ وبتعاون مع المديرية الإقليمية للثقافة بسطات.

على مدى ثلاثة أيام عرف المهرجان الوطني للوتار إيقاعات المغرب في دورته الحادية عشرة ، استمتع جمهور  هذا  المهرجان المنظم  خلال هذه الدورة  تحت شعار :” الانفتاح على الإيقاعات الإفريقية”  وذلك من خلال مشاركة مجموعة موسيقية مغربية مالية في توليفة موسيقية مغربية افريقية مع المجموعة المالية المغربية “بلفون ساوند كيتا” (Balafond Sound Kieta) وروايس الموسيقى الامازيغية كما عرفت فعاليات المهرجان  الذي يشكل متنفسا كبيرا للجمهور العاشق لموسيقى لوتار، تكريم احد أشياخ لوتار بمنطقة الشاوية الذي أعطى الكثير للموسيقى الشعبية محليا وجهويا  وهو الشيخ عبدا لكبير اللوز  .

وبنفس المناسبة أيضا كان للجمهور موعد مع الإيقاع الحساني بنغمات آلة “تدنيت” من أداء مجموعة ازوان -أسا  للطرب الأصيل  و استطاع المهرجان  أن يجلب ومنذ انطلاقته  عددا كبيرا من المتفرجين والمهتمين   لحضور حفلات فنية وموسيقية من أداء مجموعات موسيقية  تنحدر من مختلف مناطق المغرب .

وتضمن برنامج الدورة الحادية عشرة للمهرجان الوطني للوتار  تنظيم  حفلا ت موسيقية لفائدة نزيلات  ونزلاء المؤسسات السجنية بإقليمي سطات وبرشيد  و ذلك  بتعاون مع المديرية الإقليمية للثقافة وبتنسيق مع إدارات هذه السجون  .وهي فرصة لتعزيز التواصل وإشراك هذه  الشريحة من نزلاء ونزيلات هذه المؤسسات في الأنشطة الثقافية للمهرجان  وذلك إيمانا من الجمعية  والشركاء بأهمية اتاحة الفرصة لتواصل هؤلاء  النزلاء مع العالم الخارجي.و عرفت  هذه الدورة  من المهرجان أيضا تنظيم ندوة علمية حول “دور وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة-  والمجتمع المدني  في تثمين التراث اللامادي والمحافظة عليه ونقله  للأجيال”  وذلك من تنشيط ثلة من الباحثين والخبراء  المهتمين في المجال.

وعن خصوصيات هذا المهرجان ذكر عبد الله الشخص، مدير المهرجان ورئيس جمعية المغرب العميق لحماية التراث
في كلمة له بالمناسبة إن هذه التظاهرة هي فرصة ثمينة سواء للممارسين وللباحثين وللمعجبين  وعشاق هذا الفن التراثي  للتلاقي والتداول وإرواء الروح بهدف تجديد  اللقاء واستكشاف هذا الموروث  ،فهناك الكثير مما يمكن  فعله وتطويره  علما بان هذا النوع الفني المغربي  ليس حكرا على منطقة الشاوية ،فلكل منطقة أشياخها  في آلة لوتار ،ولهذا السبب فان المهرجان  هو  موعد لكل الممارسين  من جميع الجهات .

مؤكدا على أن المهرجان الوطني للوتار يعد حدثا ثقافيا وفنيا متميزا بمدينة سطات، خصوصا بعد النجاح الذي عرفه على امتداد الدورات العشر  السابقة خصوصا من حيث المشاركة والإبداع ، إذ استطاع في مختلف دوراته السابقة أن يجمع ويكرم أشياخ آلة لوتار وصانعيها، عبر فتح قنوات لمد جسور حوار الثقافات المغربية المتنوعة، بالإضافة الى التعريف بالموروث الثقافي اللامادي بهدف  المحافظة عليه وتثمينه، معتبرا أن المهرجان هو بمثابة ردّ الاعتبار  لهذه الآلة التي رافقت أجيالا من رواد الأغنية الشعبية بمختلف أشكالها وأنواعها.

وأضاف رئيس جمعية المغرب العميق “أن المهرجان يهدف منذ دورته الأولى إلى تكريم رواد آلة لوتار وتحسيس الأجيال الصاعدة بأهمية الحفاظ على هذا التراث والانخراط في تثمينه ، لكي لا يندثر ، وهو ما جعل الجمعية  تعمل  من اجل تأسيس  هذا المهرجان، موجها النداء إلى كل الجهات الوصية  عن الثقافة بالاهتمام بالة لوتار وبموسيقاها  وبرواده وتكريمهم ومنحهم المكانة التي يستحقونها داخل المجتمع و داخل الحقل الفني بالمغرب ونقل هذا التراث للأجيال.