صحافيون عالميون يودعون العام بدعوة للتصدي لخطاب الكراهية

لندن ـ «القدس العربي»: ودع صحافيون دوليون العام 2022 بإطلاق دعوة مفتوحة دعوا فيها إلى التصدي لخطاب الكراهية الذي أصبح يهدد العمل الإعلامي ويُغرق الإنترنت ودعوا السلطات الحكومية لاتخاذ إجراءات رادعة وأخذ التهديدات التي يتم إطلاقها عبر الإنترنت على محمل الجد.
وكشف صحافيون في كندا عن زيادة كبيرة في خطاب الكراهية، بما في ذلك التهديدات بالقتل والاغتصاب، وطالبوا بالتصدي لهذه الظاهرة والتعامل معها بحزم من أجل الحفاظ على الحريات الصحافية.
وحذر الصحافيون من أن إساءة معاملة الصحافيين عبر الإنترنت، باتت ظاهرة عالمية، بلغت ذروتها في كندا، إذ يرى الصحافيون أنهم في مرمى سيل من هجمات الكراهية، بدءاً من الهتافات التي تقطع البث المباشر، إلى التهديدات والرسائل الفاحشة على الإنترنت.
وقالت الصحافية الكندية ومراسلة «غلوبال نيوز» رايتشل غيلمور، في منشور على الإنترنت، إن «الصحافة الحرة تتعرض للهجوم. هذا يكفي… لن يتم إسكاتنا. لكننا نريدكم أن تقفوا إلى جانبنا».
من جهتها، قالت إيريكا إيفيل، الكاتبة في صحيفة «هيل تايمز» في أوتاوا: «إنها حملة لا هوادة فيها.. تتراوح بين التهديدات بالقتل والتهديدات بالاغتصاب إلى إخبارنا بأننا تحت المراقبة».
وأضافت: «أفكر أنه ربما يجدر بي أن أترك الصحافة».
ونتيجة تصاعد حملات الكراهية ضد الصحافيين في كندا، بات بعض الصحافيين يخشون مغادرة منازلهم، واضطروا إلى اتخاذ احتياطات أمنية استثنائية.
ودعمت الرابطة الكندية للصحافيين دعوة الصحافيين للتحرك ضد خطاب الكراهية، بينما نشرت في وقت سابق من هذا الشهر 52 صحيفة ومحطة بث ومؤسسة إعلامية رسالة مفتوحة تحذر من «التأثير المروع» وحثت القادة السياسيين على التنديد «بأي محاولات لتقويض» مهنة الإعلام.
وأفادت الرابطة الكندية بأن «المضايقات عبر الإنترنت آفة على ديموقراطيتنا، ويجب أن تتوقف» مشيرة إلى أن مثل هذه «الإساءات الدنيئة» غالبًا ما تكون موجهة نحو الصحافيات أو الصحافيين من مجتمع الميم أو ذوي البشرة الملونة.
وقالت صبا اعتزاز من صحيفة «تورنتو ستار» اليومية إن الأمر ازداد سوءًا، بعدما صارت تصلها عشرات الرسائل العدائية يومياً، لدرجة اضطرت معها إلى أخذ إجازة طبية من العمل.
وأضافت: «هذا بالتأكيد أسوأ بكثير وأخبث بكثير من مجرد التعبير عن خيبة أمل عامة من وسائل الإعلام».
وأشارت إلى أن تصاعد الإساءات بدأ في أواخر عام 2021 عندما حث سياسي كندي يميني متطرف مؤيديه على التعامل «بقذارة مع الصحافيين». ثم ازداد حدة خلال تظاهرة استمرت أسابيع قادها سائقو الشاحنات، وأدت إلى إغلاق العاصمة وطرق التجارة في شباط/فبراير.
وأوضحت اعتزاز، وهي باكستانية الأصل، أنها فرت إلى كندا بعدما استُهدفت من قبل «حملة خبيثة مماثلة على الإنترنت» بسبب تقاريرها عن حقوق الإنسان.
وقالت: «جئت إلى كندا بحثًا عن الأمان، ولذا أشعر بأن توجيه تهديدات بالقتل لي يتناقض مع قيم هذا البلد».
وعزا عدة صحافيين تصاعد الكراهية إلى عدة عوامل؛ منها الاستقطاب السياسي وانعدام الأمن الاقتصادي إلى الجائحة التي أجبرت الناس على العزلة و«الجلوس في المنزل أمام أجهزة الكمبيوتر خائفين وغاضبين».
وكتب وزير السلامة العامة الكندي ماركو مينديسينو على تويتر: «الإساءة التي تعرضت لها رايتشل وغيرها من الصحافيين -لا سيما النساء والملونين- شائنة وغير مقبولة». وقال مكتبه إنه بحث القضية مع رؤساء الشرطة في جميع أنحاء كندا.
وأعرب العديد من الصحافيين الذين تحدثوا إلى وكالة «فرانس برس» عن أسفهم لإحجام الشرطة عن توجيه الاتهام إلى الجناة. وقالت إيفيل: «إنهم لا يرون في هؤلاء الأشخاص تهديداً».

ANAHDA INTERNATIONAL TV