ضرورة الفضاءات التجارية للقرب بالصويرة

ضرورة الفضاءات التجارية للقرب بالصويرة

بقلم محمد الحرشي

لا يعقل بتاتا أن تبقى مدينة الصويرة مدينة المهرجانات المتنوعة والديانات المختلفة والندوات الفكرية العابرة للقارات بدون أسواق نموذجية شكلا ومضمونا تجد فيها كل مقومات الجودة والنظافة والنقاء.
فلحد الان لم تشفع لها مهرجاناتها الكبرى (كناوة- الأندلسيات- السماع والمديح-الحضارات- الجاز.. وغيرها )والتي فاقت العشرة في ان تكون سباقة الى إنشاء فضاءات تجارية قريبة من الاحياء والتجزئات السكنية.
ولم ينفعها تصنيفها كمعلمة عالمية تراثية لدى منظمة اليونسكو في ان تكون الأولى إلى خلق اكشاك منظمة لبيع الخضر والفواكه والاسماك وكل مستلزمات التغذية.
ولم ينفعها لقب مدينة التسامح وحوار الديانات في منع تراكم الازبال وفوضى الباعة الجائلين في كل من شوارع الاستقلال ومحمد الزرقطوني والمسيرة الخضراء وكذلك انتشار ظاهرة التبول على الجدران واقتلاع الرخام ورمي بقايا الطعام والمشروبات فوق النباتات والأعشاب.
واكثر ما يثير اسمئزاز السكان والزائرين هو مناظر عفونة الأسماك على أرض الميناء وسوق الجديد في تحد واضح للقوانين والأعراف ونصائح الطب والمساجد.
وجولة واحدة في تجزئات خارج المدينة العتيقة بدءا بالتجزئة الخامسة إلى تجزئي تافوكت والسقالة الجديدة تجعلك تقف على حجم الفوضى والتسيب وغياب القانون في بيع الخضر والفواكه والاسماك .
ويتساؤل الكل لماذا السلطات المعنية لا تهتم بانشاء فضاءات تجارية للقرب خاصة بالحياة اليومية للسكان وتولي كامل اهتماماتها لتأهيل وتثمين المدنية العتيقة.
ان التأهيل الحقيقي لمدينة الصويرة يبدأ اولا بتأهيل العقول منذ الصغر في البيوت والمؤسسات التعليمية والشبابية والدينية والسياسية ثم المرور الى انشاء فضاءات تجارية للقرب خاصة بحياة السكان اليومية يجيدون فيها ما لذ وطاب من طعام وأكل يسر الناظرين وبشروط صحية تراعي المعايير الدولية في الحفاظ على صحة الإنسان .
والحل يكمن كذلك في اقتطاع ربع الميزانية الصخمة التي رصدت مؤخرا (300مليار ) لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة وذلك بانشاء أسواق نموذجية صغيرة حسب إرادة السكان وسيولة التنقل، تحترم البنيان والجدران وعراقة المكان.د وأبعاده الثقافية المختلفة.
ان مدينة الرياح والنورس فرضت نفسها عبر التاريخ بأسواقها التقليدية داخل المدينة حيث كانت أسواقا نموذجية نظيفة تفرد لكل سلعة مكانها الخاص بها يجعل الزبون لا يتيه كما هو واقع الآن . وهذا ما مكنها من صدارة المدن التراثية العالمية سابقا كمدينة نموذجية في النظافة والتسامح والعيش المشترك بين كل الطوائف والأجناس .