طاطا: المدرسة العمومية بمركز أقاإيغان في ظل مشاورات تجويدها

تحقيق: سعيد ايت علي.

يتابع متمدرسات ومتمدرسو سلكي الثانوي الاعدادي والثانوي التاهيلي بمركز اقاايغان دراستهم في ظروف جد قاسية طوال السنة الدراسية. فعندما يتعلق الأمر بالمنحدرين من الدواوير البعيدة عن المؤسستين والمستعملين للنقل المدرسي فالوضعية اقل ما يمكن القول عنها أنها مزرية وغير مساعدة على تحسين التحصيل الدراسي بشكل عام.

وفي حديث مع بعضهم بمحيط المؤسستين، وبغض الطرف عن ظروف التنقل عبر النقل المدرسي بحيث إجبارهم على الاستيقاض على الساعة الخامسة صباحا والعودة إلى منازلهم في ساعات متأخرة وما يرتبط بذلك من الاكتضاض و عدم اخذ ما يكفي من القسط من الراحة والنوم، وعدم التمكن من انجاز الواجبات الدراسية المنزلية ناهيك عن المطالعة الحرة والترفيه، فإن ظروف انتظار الدخول الى الفصول الدراسية صباحا والعودة اليها بعد الفترات البينية، فإن الوضعية تدعو الى الشفقة. فخارج اسوار المؤسسة تراهم موزعين على مجموعة من المواقع والفضاءات غير اللائقة بين اسوار البنايات غير المكتملة البناء وغير المقطونة، و تحت الاقواس القليلة المتوفر . ويترجون من هذه الأماكن وقايتهم من الظروف المناخية القاسية التي تمتاز بها المنطقة بحيث قساوة البرد شتاء وارتفاع درجة الحرارة لتصل الى ما يربو عن 50 درجة خلال الصيف. وفي هذه الملاجيء، كما وصفها احد المستجوبين، لا يجد المحظوظ منهم الا قارورات معلبات السردين والخبز لسد رمق الجوع، وأخرى من المشروبات الغازية أو أخرى من أصل الحليب أو ما يسمى الاعاصير وغالبا ما يفضلون المثلجة منها لسد العطش. وغالبا ما يكون تاريخ صلاحيتها على وشك الانتهاء اذا لم يكن قد انتهى مما يهدد سلامتهم الصحية. وتعتبر هذه المواد بمثابة وجبات الغذاء بالنسبة لغير الممنوحين منهم. وخلال هذه الفترات كذلك تتعرض الفتيات منهم، حسب قول أحدهن، الى مضايقات وتحرشات من قبل عناصر غريبة، كما تتعرضن لخطر الكلاب الضالة الموجودة بكثرة رغم المجهودات القليلة للقضاء عليها. مما جعل عددا كبيرا منهن ينقطعن عن الدراسة مكرهات بقرار شخصي، وجعل أخريات غير ملتحقات بفصول الدراسة بعد نيل شهادة نهاية السلك الابتدائي بقرار من ذويهن دون اغفال وضعية هؤلاء المادية التي تحول دون القدرة على تحمل المصاريف الإضافية لتوفير واجبات النقل المدرسي والاكل. وحسب بعضهم، فإن ذات النقل المدرسي قد بين على عدم نجاعته على كافة المستويات والاصعدة.

وعند طرح السؤال حول وقع مجموع البرامج المستهدفة الى تحسين المستوى الدراسي واخرها المشاورات المنطلقة على الصعيد الوطني من أجل تجويد المدرسة العمومية، أقر البعض بعدم العلم بها اطلاقا، فيما رأى القليل منهم عدم لمس هذه البرامج للجواهر. واكدوا استغرابهم لتعرضهم للاقصاء في هذه المشاورات، مما يضرب في العمق المقاربة التشاركية في التشخيص واقتراح الحلول.
وللتخفيف من هذه المعانات، اقترح المتستجوبون ما يلي:
– توفير المنح الدراسية لجميع المنحدرات والمنحدرين من الدواوير البعيدة عن المؤسسة. وفي حالة تعذر ذلك حاليا، توفير وجبات الغذاء وفضاءات استقبالهم اثناء الفترات البينية المذكورة لحمايتهم من المخاطر المتنوعة.

– توفير قاعة متعددة التخصصات بخارجية الثانوية الإعدادية على أن تكون مجهزة ومحتوية على مرافق صحية، وماء بارد كعناصر ضمن أخرى تضمن استقبالهم وحمايتهم.

– انشاء خزانات لائقة وذات مواصفات عصرية بالمؤسسة عوض المعتمدة حاليا بالثانوية الإعدادية بحيث ضيق مجالها علما انها محتضنة من قبل أحد المكاتب الإدارية فقط. ولا تبلغ المساحة الاجمالية لهذا الاخير الا زهاء 9 امتار مربعة.

– إشراكهم في جميع المشاورات المتعلقة بتأهيل المؤسسة عبر تحسيسهم بانطلاقها، واحداث خلية وفضاء لاستقبال مقترحاتهم الكتابية في تحديد الأنشطة المرتبطة بذات التأهيل.
– توفير فضاء خاص لحماية دراجات التلاميذ غير المستعمرين للنقل المدرسي من السرقات والاتلاف وذلك داخل اسوار المؤسسة.