هل سيجمع  الحجرالمتناثر  للكونفدرالية الإسلامية الايطالية

من أجل اعادة البناء على أسس سليمة

بقلم : نجيم عبد الإله السباعي

 

مخاض الفيدراليات وولادة الكونفدرالية

لقد واكبت البناء الأول  للفدراليات  بصفتي صحافيا مغربيا بايطاليا ، وكذلك رجلا جمعويا راكم تجربة زهاء نصف قرن من الزمن طول  مسيرته الحياتية عبر المغرب وعدة دول عربية وأوروبية  و أمريكية  ….

وخلال المخاضات العسيرة التي  عرفتها ولادة الفيدراليات تم الكونفدرالية ، كانت هناك ايجابيات وسلبيات ، وكان الاعوجاج وكانت الاستقامة ، وكان التقدم والتاخر، كما كانت الوحدة والتفرقة ، وخلال كل هدا أبحت عن الإنسان الملاك وعن الإنسان الشيطان ، وابحث عن الأخلاق وعن الفسق بل ابحث عن الإيمان وعن النفاق …وستجد العجب العجاب …

خلال كل هدا وأنا ألان بعيدا عن روما وعن بولونيا وعن فبرانس ، وما جوارها وعن ترينتوا وملاكاها  بضم الميم ، وانا منزوي بمكتب متواضع بحي السباتة بالدار البيضاء وبعيدا عن أي ضغوطات … وصلتني عدة إشارات من أجل أن أكتب مقالا في الموضوع ، هناك من أرشدني لكتابة  نقدا من أجل النقد الهادف ، وهناك من أومأ لي أن أكتب مقالا من أجل النقد الهادم ، لكنني لم أسجل على نفسي مطلقا طيلة مسيرتي الصحفية ، أن كتبت مقالا من أجل الهدم ، وإنني افتخر بكلمة دالة قالها السفير المغربي حسن أبوايوب في حقي وأنا جالس خلال اجتماع بمقر الكونفدرالية ببولونيا ضمن أعضاء المكتب ، لقد قال إن الحاج نجيم ” دقة قديمة” أعطوه ثقتكم ، وانأ أقول نعم أنا من “الدقة القديم ” أي الجيل المغربي الذي رضع حب الملك وحب الوطن حليبا من صدور أمهاتنا ، ولله الحمد على ذلك ،  ومنذ ذلك اليوم وانأ في مستوى هذه الثقة باستثناء احد الأيام  خلال ندوة التسامح بترينتوا أنبرى احد من ذكرتهم في اعلي مقالي ، ابحث عن الإنسان الملاك وعن الإنسان الشيطان ، حيث جعل احد خلايا ووزر الغضب ينفجر لكن مرت سليمة ولله الحمد .بعدما أسمعته ما لم يقدر أي احد أن يسمعه إياه ….

اتحاد المراكز الاسلامية  جنى ما بناه المغاربة

كانت هذه مقدمة لابد منها قبل أن أدخل إلى صلب الموضوع ، وأتكلم بكل صراحة لأن غير ذلك سنكون قد زرعنا الفتنة وأدينا وطننا عبر قضاياه الوطنية والدينية والوحدوية .

سأوجز باختصار مسيرة المساجد تم أعرج على الفيدراليات ،وارصوا على سفينة الكونفدرالية  ، والى أين تتجه وهي  تتمايل فوق أمواج متلاطمة ..

إن الكثافة السكانية للمهاجرين المغاربة ، لم تكن بالمستوى الذي وصلته ، ألان بخلاف سنوات الستينات والسبعينات بل حتى الثمانينات ، لقد كان الرقم ضعيفا ، وبموازاة معه كان عدد المساجد جد قليل يحسب على رؤوس الأصابع ، واقصد المساجد التي يسيرها المغاربة ، وعكس ذلك كان الطلبة العرب من فلسطينيين وسوريين ومصريين ، منذ الستينات يؤسسون المساجد وينظمون الجاليات الإسلامية تحت الفكر ألإخواني ، وأحيانا الوهابي ، إلا أن تم تأسيس  اتحاد الجمعيات الإسلامية  أو ما يطلق عليه” لوكاي ”

مرنصف قرن على هذا التأسيس وتقوى الاتحاد وأصبحت له الكلمة المسموعة ولعب مغاربة  التمانيانات والتسعينات دورا كبيرا في تقوية هذا الاتحاد بسبب إخلاصهم وفطريتهم ، التي قد تصل لحد السذاجة ، فتجد  المغاربة يشتغلون وينظفون ويجمعون الأموال لكن تحت تسيير وقيادة سوري أو فلسطيني أومصري ، لكن بعد هجمت 11 شتنبر تبدلت الأمور وبدأت  الأجهزة الأمنية الايطالية تراقب بعين يقظة  خاصة بعد ظهور عدة تيارات إسلامية من المغاربة أو غيرهم ، مثل العدليين والوهابيين والاخوانيين  والتبليغيين ، والسلفيين بأنواعهم ، فاختلطت الأمور أمام اكتر من 400 مسجد يسيره المغاربة ، اكتر من نصفه تم شراءه و أصبح ملكا شرعيا تحت مسمى المركز الثقافي الإسلامي تمارس فيه الشعائر الإسلامية ، أي الصلاة لكن دون اعتراف السلطات الايطالية بشرعيته كمسجد ..

فكان من الواجب أن يفكر المغاربة في  تكتل أو اتحاد اوكنفدرالية  تجمع هدا الشتات وتنظمه خوفا من عدة احتمالات قد تضر الجالية  المغربية والإسلامية بصفة عامة .

مسيرة الفيدراليات وميلاد الكونفدرالية

وبدأ تشكيل الفيدراليات عبر الجهات الايطالية إلا أن فاقت اكتر من 16 فيدرالية إسلامية وكل فدرالية يتبعها عدة مراكز ثقافية إسلامية تبتدئ من العشرة وتنتهي لتلانين مسجدا أو اكتر  …لا داعي للخوض في ما صاحب تشكيل هذه الفيدراليات لأن المجال لن يسعنا هنا …

بعد اكتر من سنة  استكملت الفيدراليات وتم دعوة بعض رؤساء المراكز ورؤساء الفيدراليات  إلى روما لانتخاب الكونفدرالية قارب العدد إلى ما يربو عن 400 مشارك ،  بحضور  سفير المغرب السيد حسن أبو أيوب وبحضور مستشار صاحب الجلالة أندري ازولاي، وممثلين عن وزارة الأوقاف الإسلامية ووزارة الجالية والسيد مدير مسجد روما الكبير عبد الله رضوان ،وغيرهم من المسئولين …

وتم انتخاب السيد وحيد الفهري كرئيس للكونفدرالية ، كما تم ضخ حوالي  نصف مليار سنتيم في خزينة الكونفدرالية ، كما تم تأجير مقر لائق وفي مستوى التطلعات ببولونيا وسط ايطاليا وهو مكان قريب  لكل الجهات …

الهدف الأساسي من الكونفدرالية كما جاء في ديباجة  النهج الأساسي لها هو :

جمع وتوحيد المساجد المغربية على المذهب السني الأشعري الوسطي ، وتاطير الأئمة و العمل على جعل الحكومة الإيطالية تعترف بالدين الإسلامي والمساجد

بالنسبة للرئيس الأول قام بما هو عليه من واجب  كما كان يتمتع بالنزاهة  والأخلاق  ، وكبداية لتأسيس الكونفدرالية كانت هناك أخطاء لأنه من الأخطاء  يتعلم الإنسان .

تم إقالة الرئيس الأول  لأسباب وظروف يطول الحديث عليها ،ممكن معالجتها  في مقال آخر..

عبد اللطيف الحجراوي ما له وما عليه

لكن علينا ألان  بالرئيس الجديد ما له وما عليه ،فعبد اللطيف الحجراوي

له تجربة في  مجال المراكز الثقافية والإسلامية بايطاليا لا باس بها ،وسمعته وأخلاقه لا شبهة عليها يشهد له الجميع  بالنزاهة  ومخافة الله ، ومقبول من السلطات الايطالية ،و ممكن للحجراوي أن يعيد ما تناثرت من حجار ة للكونفدرالية  ، من أجل إعادة البناء وأقول إعادة البناء لان القاعدة الأساسية موجودة والبناء الأول  قد اعتراه بعد الهدم ، لا ننكر أن الكونفدرالية قد توقفت لفترة وعاشت في فراغ مهولا ، وعلى الجميع ألان تدارك الوضع من أجل إعادة ترتيب الأوراق،  لكن على أسس ديمقراطية  بعيدة عن الإقصاء أو التهميش ، ويجب إشراك الجميع ،وعدم إحناء الرأس للضغوطات وللوبيات التي قد تتشكل من اجل فرد رأيها وتوجهاتها ، كما على السيد الحجراوي أن يتشدد في مسالة واحدة وهي الأخلاق تم الأخلاق تم الأخلاق  ، لأنه يقود كونفدرالية إسلامية  تسير بيوت الله ومراكز ثقافية وإسلامية ، وعليها عيون منظمات ومؤسسات  وجمعيات إسلامية أخرى ، فيجب تفادي إقحام  نساء سافرات وغير ملتزمات دينيا في تسير الشأن الديني ، وهدا ينطبق كذلك على  أعضاء الكونفدرالية أو العاملين فيها  ، ككتاب او مسيرين ، فلا يصح مطلقا مطلقا أن نضع شخص لا أخلاق له ، أو يعاقر الخمر والنساء علانية ، لان على الشأن الديني أن يضل نظيفا بعيدا على أي ملوثات .

وإنا اجزم  أن السيد الحجراوي وأعضاءه ، الكرام يعلمون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، لان الشأن الديني أصبح شانا حساسا ومرتبطا مع متغيرات دولية وسياسية كبرى

كما أتمنى على الأخ الحجراوي أن يبادر من ألان استعدادا للموسم القادم في اقتراح أئمة يتدربون في معهد تكوين الأئمة بالرباط ،لأنه كما تم اختيار ائمة من فرنسا يجب أن لا نقصي تكوين الأئمة بايطاليا ، لأنها تعتبر الدولة الغربية الثانية بعد فرنسا التي تحوز على الاكترية العددية .

وعلى أعضاء الكونفدرالية أن يستوعبوا أن العمل الجمعوي والعمل ألمنظماتي  أصبح عملا محترفا يؤسس على مبادئ العلم والمعرفة والتجربة ، فلابأس أن نستعين بدوي الخبرات من فقهاء وعلماء جامعيين ويعيشون بيننا بإيطاليا علينا عدم إقصائهم والاستماع والإستأناس بخبراتهم وتجاربهم .

مملا شك فيه أن السيد عبد اللطيف الحجراوي  سيكون في مستوى هذه المسؤولية الكبيرة ، للإبحار بهذه السفينة تجاه شاطئ الأمان ، لان ايطاليا حبلى بالمنظمات والجمعيات والتيارات المتعددة التي تستمد فكرها إما من العدل والإحسان أو الإخوان المسلمين أو الوهابيين أو السلفية الجهادية وغيرها ، وهدا يحتم بل إن لم نقل يجبر  الكونفدرالية على أن لا تقع في الأخطاء مرة أخرى لكي لا يستغل  ناشرو التعصب والتطرف والفكر المتشدد هذه السقطات ويتقدمون علينا ، لان المضمار طويل ولا حدود له وكل المتسابقين على الحلبة يستغلون أي عتره أو سقطة ، من اجل أن يقطعوا مسافات بعيدة عنا  نحن المغاربة أصحاب المذهب السني الأشعري والوسطي ، الذي يدعوا للتسامح والوسطية والاعتدال بعيدا عن الإرهاب والتكفير والتشدد وما اكتره ..

وأخيرا وليس بآخر ، تنبري بين الفينة والأخرى بعد المواقع الإعلامية  المبتوتة من ايطاليا والمسيرة من أناس  لا يفقهون في الشأن الصحفي سوى القشور ، ويتمادون في الطعن والنقد الهدام  ، وهم لا يعلمون أنهم يقدمون خدمة كبيرة لأعداء الدين والإسلام ، وبدل أن يسدون النصائح والتوجيهات السليمة ، فإنهم يضخمون العناوين ويفبركون الأخبار المغلوطة ، من اجل اتارة الانتباه وتلميع أسمائهم في المجال الإعلامي ،  لكن أقول لهم ليس بهذه الطريقة وليس بالضرب في مقومات الوطن المغربي ومؤسساته، لان الكونفدرالية الايطالية الإسلامية هي رغبة أكيدة للسلطات العليا للبلاد من أجل حماية الجالية المغربية وصون الدين الإسلامي من كل شوائب وللموضوع بقية