عبد الله ولد عجنى ولد ازريبيع .. أسطورة قهرت الاحتلال

عبد الله ولد عجنى ولد ازريبيع .. أسطورة قهرت الاحتلال

“ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر” صدق الله العظيم

الأسئلة ذاتها تبارح مكانها ردحا من الزمن تبحث عن أريحية مفقودة بين تجاعيد العطاء والتضحية .. جيلا بعد جيل تسابق الهمسات وتخفي أساريرها الموغلة في الشيخوخة درءا للأحاسيس المهاجرة إلى ما وراء الشمس، تذكرنا العبرات بهويته الشامخة الممزوجة برائحة شجر الطلح وتتحسر فينا الآهات وهو المعطاء والمدرار لا يخشى غدر الحاقدين سلاحه ابتسامة وإيمان محفور بسريرته فلا التثاقل ديدنه ولا التقاعس ناموسه، ولد بضفاف واد الساقية الحمراء سنة 1922 لله دره، له من الأسماء ما عُبد بعد الله وتفاصيل كثيرة تسقط، ف”عبد الله ولد عجنى” المعروف سلفا لدى الرعيل المؤسس لدستور الحياة بهذا الربع من الصحراء الممتد بين الساقية والوادي، ابن الأشراف امتشق زينته المجلجلة سنة 1956 في صفوف جيش التحرير دون أن يهيب أو يتحلحل وخاض أساليب الوغى وصنوف الإغارة بمعارك جمة “أم لعشار” كنههم و”مركالة” صيتهم و”واد الصفا” و”ارغيوة” لا تسألهم .. وقد نتيه في جرد لتاريخ الاشاوس وذاكرة حبلى بالحكايات غير أن السرد والوسم قد يعفينا من ظلمات التفصيل والإطناب .. صارع المستعمر وآلته الفتاكة بشراسة وصمود وكان محط إعجاب العدو قبل الحليف، أثار حفيظتهم وهو القائل بسجن العدو سنة 1969 في ما مفاده ” لن نترك البندقية حتى ترحل أو نفنى” فطوبى لك من رجل ماء مضمضته يقاس عند الأكارم بالنفائس والدمقس الآسر .. ولا نغالي إذا ما الشمس أرخت ظلالها على أشبال السيد الأغر نحتسبه صائنا لحوزة البلد رغم ما به و بنا من كمد، وقد أسر لرفاق الدرب يوما وأجهر لنا بحشرجة وهو يفترش سلهامه ذات مساء أن معدن الرجال الأصيل شرف لا يضاهيه إلا حب الوطن.

فلا تسأل الإقدام والشجاعة والكرم عن شمائله واسأل ما تبقى من رعيله عن أشياء فقدناها وافتقدناها وما عادت .. أفلا يستحق منا بعض الثناء وبعض التقدير؟؟؟