علاقة أحداث السعيدية و محاكمة الجنرال خالد نزار بسويسرا.

علاقة أحداث السعيدية و محاكمة الجنرال خالد نزار بسويسرا.

مولاي عبدالله الفيلالي

عرف شاطيء السعيدية في الأيام القليلة الماضية احداث خطيرة، شبيهة بالتي أدت إلى إشعال فتيل حرب الرمال سنوات الستينات بين المغرب و الجزائر.

قام خفر السواحل الجزائري بإطلاق النار على مسطافين من جنسية مغربية فرنسية تقول المصادر تجاوزوا الخط البحري الفاصل بين الدولتين، للمعلومة فقط الكل يعلم صعوبة تفادي السقوط في هذا السهو خصوصا إذا علمنا أن الحد البحري الفاصل غير مجسم مما يعني أن أي طيار بحري ممكن الذهاب بالسابح لتجاوز خط غير مرءي. لكن يبقى السؤال من أين كان مصدر إطلاق النار؟ إذا كان من البحر فهذا يعتبر فعل إجرامي بامتياز أما إذا كان من البر فهذا يعتبر تهاون في العمل، وكيفما كان الحال يبقى البروتوكول المعمول به خصوصا في مثل هذه الأوضاع معروفا و طبيعي خصوصا إذا علمنا أن المنطقة منذ مآة السنين تعرف هذا التجمع الاصطيافي سواء من هاته الجهة أو من الجهة الأخرى وغالبا ما يغض الطرف على هاته التجاوزات خصوصا مع ظهور الدراجات الماءية دجيت سكي في أصعب الأحوال تقوم إحدى السلطات بتحذير المستعملين و تنبيههم بالتجاوزات.
ماذا تغير هذه المرة حتى تتصرف الجزائر بهاته الطريقة الوحشية؟
السؤال يحيلنا على اجراء تحاليل الاحداث،.

عرفت الجزائر انتكاسات دبلوماسية متتالية في الآونة الأخيرة، ألفنا كل مرة أن الدولة الجارة الشرقية كلما اشتد الحصار على جنيرالاتها إلتجؤوا إلى تعليق الشماعة على الآخر، في الثمانينات وأدت شعبا عازلا بأكمله تحت ذريعة محاربة الإرهاب هو ذاك الجرم الذي لازال شبحه يتابع الجنيرال خالد نزار المتابع حاليا في سويسرا.

بالطبع في كل مرة تخرج لنا الجزائر بروتوكول خبيث آخرها ولضحض الحراك افتعلت ما يسمى سياسة قطع العلاقات والتي انتهت بحظر الأجواء من طرف واحد بدعوى التطبيع مع إسرائيل.

وفي سياق التحليل كذلك لازم الإشارة إلى الانتكاسة الكبرى التي تلقاها جنيرالات الجزائر بعدم قبول عضويتها بالبريكس، ثم الاخبار التي صارت تروج حول جر كل من شنقريحة وعطاف في ملف خالد نزار وزير الدفاع السابق فيما يعرف ارتكاب جرائم ضد الانسانية
باعتبارهما شريكين أساسيين أواخر التسعينيات. بالطبع أمام موضوع كبير كهذا من الممكن أن يجر سعيد شنقريحة الرجل الأول بالجزائر إلى غيابات المحاكمة كان لازم خلق سيناريو يليق بالحدث، والعودة هنا لازم تعيدنا إلى خرجات شنقريحة الأخيرة التي كانت تشير إلى افتعال حرب مع المغرب شهر شتنبر كأقصى حد، ولأن مرارة الانهزام في الحروب غالبا ما تعيد حلم المنهزم إلى العودة لنقطة الصفر ثم البدء من جديد. وهو ما كان بالضبط حسب المحللين السياسيين العودة كانت لشنقريحة ونقطة الانطلاقة كذلك تشبه سيناريو حرب الرمال، لكن الطرف الآخر كانت له من الفطنة ما يكفي لعدم الرد وآثر الرجوع للشرعية والقانون الدولي.

فطن المغرب للعبة الجزائر مرة أخرى والوضع شبيه بين المجتهد و الكسول الأخير ليلة الامتحان افتعل فتنة عله يجر معه المجتهد حتى يغيبا على الامتحان، تجاهل المجتهد الكسول ومر الامتحان وبعد النجاح ربما قد يصفع المجتهد الكسول مرة أخرى.