علاقة الدول بمؤسسة البنك الدولي بمناسبة لقاء مراكش

بقلم سعيد ايت علي

الموضوع جد متشعب. لمناقشته، يجب المرور على مجموعة من النقط الاساسية أهمها العلاقات الدولية وانعكاساتها على الحياة العامة بدولة معينة.وقبل الخوض في الموضوع لنعلم جميعا ان الرأسمال الاساسي لصندوق النقد الدولي يتشكل من أموال الدول العربية النفطية أساسا. وترك امر تدبير هذه المؤسسة الى اطراف اخرى قد تكون غير مساهمة اطلاقا. وهنا مكمن الخلل العربي. ولا جدال في كون الدول الممولة قد ساهمت بشكل كبير في راهنيتها او في الوضع الذي تعيشه دول العالم الثالث المسماة الدول النامية او في طريق النمو حاليا.
وبخصوص علاقة هذه الدول بمؤسسة البنك الدولي، فإن ذلك يدخل حتما في باب محاولات استجابة هذه الدول لمتطلبات العيش لشعوبها علما بكون هذه الأخيرة تخضع لتحولات سوسيو اقتصادية مستمرة طمعا في مسايرة التطور الذي تسجله الشعوب المجاورة من جهة، وشعوب الدول الاخرى من جهة ثانية. فمن المنظور الاقتصادي، فلا مفر من ربط العلاقات الدولية لعقد الشراكات. قد يقول البعض ان اغلب الدول العربية تتوفر على ثروات طبيعية جد مهمة قد تغنيها عن اللجوء الى الاقتراض. ولكن يجب ان نسلم ان مجال تسويقها يتموقع بنفوذ الدول المتحكمة في المالية العالمية. ومن هنا لا يمكن لدولة مهما توفرت لذيها الثروات الاستغناء عن السوق العالمية التي تتحكم في خيوطها نفس الدول التي تدبر الشأن المالي العالمي لترغم جميع الدول على ربط العلاقات معها بشروط قد تفرضها. وينعكس كل ذلك حتما على جميع مظاهر الحياة العامة كالشأن الثقافي.
وبخصوص علاقة اسرائيل بالبنك الدولي ورفض البعض لذلك، فيجب ان نسلم ان ذلك لن يتم معالجته بالفكر القومي لان اسرائيل اصبحت واقعا لا مناص من التعامل معه.( ….وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا…). إضافة إلى ذلك، فلم يعد واجبا ان نكون فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين. فهؤلاء تربطهم علاقات اقتصادية كبيرة مع اسرائيل، والفلسطينيون انفسهم هم الذين يشتغلون باوراش بناء “المستوطنات”. وتراهم كذلك يتبادلون الزيارات والمعاملات التجارية بينهم في تنامي. ودبلوماسيا، ترى عباس يجالس اسرائيل ويقبل بحل الدولتين بمقر الأمم المتحدة. وفي علاقة المملكة المغربية باليهود والاسرائليين، فكيف يمكن رفض التعايش معهم و اغلبهم مغاربة؟ كيف يمكن رفض تعاونهم وهم يحترمون ثقافة المغاربة ويحترمون معتقداتهم؟ ولماذا لا نعامل الدولة الفرنسية بنفس المنطق وهي التي استعمرتنا ونهبت ثرواتنا، واثرت بشكل كبير في ثقافتنا وقسمت المغاربة وخلقت بينهم صراعات بفعل سياسة ” فرق تسد” عن طريق ما يسمى بالظهير البربري.
هذا رأيي المتواضع.