على بعد يومين من نقاش البرلمان نزاع الصحراء..

نشرت جريدة الباييس تقارير للاستخبارات الإسبانية تشير إلى وقوف المغرب وراء التخطيط لعملية اقتحام آلاف المغاربة لمدينة سبتة المحتلة خلال أيار/ مايو من السنة الماضية، لإجبار حكومة مدريد على تغيير موقفها من نزاع الصحراء الغربية. وتضع التقارير رئيس حكومة مدريد بيدرو سانتيش في موقف حرج لتزامن النشر على بعد يومين فقط من مناقشة البرلمان لملف الصحراء.

وجاء في التقرير الأول (المقدّم لرئيس الحكومة خلال أيار/ مايو 2021)، والمنشور مضمونه هذا الإثنين، أن المغرب، وعلى مستوى القصر ومستشاريه وهيئات الاستخبارات والدبلوماسية، وضعَ مخططاً للضغط على إسبانيا ليجبرها على تغيير موقفها من نزاع الصحراء. وتؤكد الاستخبارات الإسبانية، المعروفة بحروفها اللاتينية CNI، في تقرير ثان (محرّر خلال يونيو الماضي) على هذه الفرضية. وتفيد الباييس، اعتماداً على التقريرين، كيف بدأ المغرب استراتيجية تشويه صورة إسبانيا بسبب استقبالها لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي للعلاج من فيروس كورونا خلال أبريل/نيسان من السنة الماضية، ثم الانتقال إلى الضغط للحصول على تنازلات من طرف إسبانيا في نزاع الصحراء، ولهذا جاءت عملية ترخيص لآلاف المغاربة اقتحام سبتة منتصف أيار/ مايو من السنة الماضية، وفق التقرير.

بدأ المغرب استراتيجية تشويه صورة إسبانيا بسبب استقبالها لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي للعلاج من فيروس كورونا.

وينسب التقريران غضب المغرب إلى مواقف إسبانيا المناهضة لمغربية الصحراء، لاسيما بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سيادة المغرب على المنطقة. وتذهب الاستخبارات الإسبانية الى تفسير غضب المغرب كذلك بسبب سياسة مدريد وبرلين للحيلولة دون الحصول على تأييد لمغربية الصحراء وسط الاتحاد الأوروبي. وعموماً، تفسّر الاستخبارات فرضية الضغط المغربي على رئيس الحكومة بيدرو سانتيش في إطار تحقيق مكسب، وهو تأييد مقترح الحكم الذاتي. وتشير الجريدة إلى حصول المغرب على هذا الهدف بعدما وجه سانتيش رسالة إلى الملك محمد السادس خلال مارس/ آذار الماضي، يعتبر فيها الحكم الذاتي قاعدة للبحث عن حل للنزاع في إطار الأمم المتحدة.

ويشكل نشر جريدة الباييس، وهي الجريدة المقرّبة من الحزب الاشتراكي الحاكم، لهذه التقارير قنبلة سياسة وإعلامية بحكم تزامن النشر على بعد يومين فقط من المثول المرتقب لرئيس الحكومة شانتيش أمام البرلمان، أي الأربعاء المقبل، لتقديم تفسير حول موقف إسبانيا وتطوراته من هذا الملف. ويبدو، وفق تفسير لمصادر مقربة من الحكومة، أن تسريب التقريرين في هذا الوقت بالذات قد يحاول إعطاء فكرة بأن سانتيش قد خضع للضغط القادم من المغرب، وليس بالضرورة اتخاذ موقف يخدم مصالح إسبانيا. وتضيف: هذا يوحي بفرضية “الانتقام” من سياسة سانتيش، بسبب إقالته مديرة المخابرات باث إيستيبان منذ ثلاثة أسابيع، على خلفية التجسس بواسطة برنامج بيغاسوس على أعضاء الحكومة وارتباط ذلك بالصحراء.

وزير الداخلية غراندي مارلاسكا يرفض الربط بين عملية التجسس بواسطة بيغاسوس وترحيب مدريد بالحكم الذاتي حلاً لنزاع الصحراء.

وتصرّ أحزاب سياسية، ومنها الحزب الشعبي المحافظ، على خضوع رئيس الحكومة لضغط من المغرب، وطالبت بمعرفة نوعية المعطيات التي جرى التجسس عليها في هاتف سانتيش خلال الصيف الماضي، وهل لها علاقة بتغيير موقفه من الصحراء. وكانت الاستخبارات قد أكدت تعرض هاتف سانتيش ووزيرة الدفاع ووزير الداخلية، وكذلك وزيرة الخارجية السابقة للتجسس من أطراف خارجية بواسطة بيغاسوس. وفتحت المحكمة الوطنية في مدريد تحقيقا في هذا الشأن.

ورفضت وزيرة الدفاع مارغاريتا روبلس، المسؤولة عن الاستخبارات، التعليق هذا الإثنين على عملية تسريب التقريرين، واكتفت بالقول إن تقارير الاستخبارت سرية ولا يمكن التعليق عليها. وعند سؤالها حول المغرب وبيغاسوس، قالت للقناة الخامسة “تيلي سينكو” إن العلاقات مع الرباط جيدة وشددت على ضرورة الحفاظ على علاقات ممتازة مع دول الجوار مثل المغرب والبرتغال وفرنسا والجزائر. وبدوره، أدلى وزير الداخلية غراندي مارلاسكا بتصريحات هذا الإثنين يرفض فيها الربط بين عملية التجسس بواسطة بيغاسوس وترحيب مدريد بالحكم الذاتي حلا لنزاع الصحراء.
ANAHDA INTERNATIONAL TV//PAR//OMAR