عملية السلام اصبحت العوبة بيد اسرائيل وامريكا

بواسطة :الوزاني الحسني حكيم

مخطط الولايات الصهيونية الامريكية المتحدة تهويد القدس و جعلها عاصمة اسرائيل الوهمية:
بينما حذرت أوساط فلسطينية من مخطط إسرائيلي لتغيير المعالم العربية للقدس المحتلة جذرياً، وابتداع معالم جديدة وصفتها هذه الأوساط بالأخطر على الإطلاق، كشفت مصادر إعلامية عن أن العمل يجري حالياً على قدم وساق في 350 وحدة استيطانية في عدد من المستوطنات في الضفة الغربية وسينجز العمل فيها خلال عشرة أيام فقط.
في غضون ذلك طالب مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية السلطة الفلسطينية برفض العودة للمفاوضات مع الاحتلال ما لم يوقف الاستيطان وأن يتم تحديد مرجعية واضحة لعملية السلام لكونها أصبحت ألعوبة بيد إسرائيل التي تمارس سياسة قطّاع طرق. ‏
فقد كشف تقرير نشرته صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية عن أن العمل يجري لبناء 56 وحدة استيطانية في مستوطنة كيدوميم، أما في مستوطنة أرئيل بنابلس فيجري إعداد الأرضية لبناء 54 وحدة كما بدئ ببناء 56 وحدة أخرى في مستوطنة كرمي تسور شمال الخليل و24 وحدة استيطانية في مستوطنة ماطيه بنيامين و34 وحدة أخرى في مستوطنة كريات أربع شمال شرق مدينة الخليل كما يجري العمل في مستوطنات أخرى. ‏
وأوضحت الصحيفة أنه يجري بناء وحدة استيطانية منفردة في عدة مستوطنات مثل أورانيت وشعاري تكفا ورفافاه وياكير وكوخاف هشاحار وبركان وكفار أدوميم وتكوع ودوليف. ‏
إلى ذلك حذرت شخصيات ومؤسسات فلسطينية من أن المخطط الذي تعتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذه في القدس المحتلة هو الأخطر على الاطلاق لأنه مخطط يستهدف قيام الدولة الفلسطينية المستقلة من خلال السطو على عاصمتها وهي القدس الشريف. ‏
وقال خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق: إن المخطط يستهدف ثلاثة عناصر رئيسية من الفكر الفلسطيني أولها: التاريخي من خلال دمج منطقة سلوان وما تسميه إسرائيل (مدينة داوود)، في العنصر الثاني أي الديني وهو حائط البراق الذي يعتبر وقفاً إسلامياً، ومن ثم دمج هذين العنصرين في العنصر الثالث السياسي الذي يهدف إلى جعل القدس عاصمة لإسرائيل. ‏
ونبه التفكجي من أن الاحتلال هدف من خلال هذا المخطط إلى رفع وتيرة هجمته الشرسة على المدينة التي حافظت على طابعها العربي الإسلامي منذ آلاف السنين وذلك بتغيير معالمها جذرياً وابتداع معالم جديدة إسرائيلية. ‏
وحذر التفكجي من أن إسرائيل ضربت عرض الحائط بكل القوانين الدولية باعتبار أن اليونسكو تعتبر القدس منطقة تراث حضاري يجب المحافظة عليها لكن إسرائيل تريد النظر إلى القدس حسب رؤيتها لها عام 2020 أي (عاصمة لها حصرا من خلال سياسة فرض الأمر الواقع). ‏
وطالب التفكجي بتحرك عربي في المحافل الدولية لمنع التهويد الإسرائيلي لأن القدس ليست مجرد مدينة تاريخية ومقدسة فقط بل هي رمز لكل شيء لدى العرب والفلسطينيين ولا يمكن قيام الدولة الفلسطينية دونها. ‏
بدوره قال يوسف النتشة مدير السياحة والآثار في دائرة الأوقاف الفلسطينية في القدس المحتلة: إن المخطط يمثل اجتثاثا للمشهد المعماري التراثي التاريخي الذي تطورت عليه هذه المنطقة في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى وإحلال تصميم جديد مغاير لا يتناسب مع هذه المنطقة، لافتاً إلى أن الإعلان عن المخطط في ظل المفاوضات يحمل رسالة سياسية تقول فيها حكومة الاحتلال (إن القدس لا تقبل القسمة على اثنين وستبقى موحدة تحت سيادتها وإنها خارج أي تسوية). ‏
وفي بيان لوزارة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية قالت الوزارة: إن مخططات الاحتلال في القدس المحتلة هي عملية سطو على التاريخ وعمل ينم عن عقلية الاحتلال العنصرية المغرقة بالكراهية وفرض لسياسة الأمر الواقع لتهويد المدينة محذراً من خطورة مخططات الاحتلال في عملها لتجديد حائط البراق والتجمع اليهودي في المدينة. ‏
وناشدت الوزارة في بيانها الهيئات الدولية التدخل العاجل وحماية أسوار مدينة القدس المحتلة وتاريخها ومنع الاحتلال من طمس شواهد الوجود العربي الإسلامي والمسيحي فيها. ‏
في السياق ذاته طالب مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية السلطة الفلسطينية برفض العودة إلى المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي ما لم توقف إسرائيل الاستيطان وتكون هناك مرجعية واضحة لعملية السلام. ‏
وأضاف: إن عملية السلام أصبحت ألعوبة بيد إسرائيل وهي لا تريد السلام ولا تريد نتائج لما يجري من تفاوض مشيراً إلى أن منح الضمانات هو بمنزلة منح جائزة للإسرائيليين الذين يمارسون سياسة قطّاع الطرق ويسرقون الأراضي الفلسطينية. ‏
وأوضح البرغوثي أنه حتى لو أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تجميد الاستيطان فهو غير كاف وهو بمنزلة ذر الرماد في العيون وهو تجميد ليس حقيقياً، مطالباً السلطة الفلسطينية بالخروج من النفق المظلم واستعادة الوحدة الوطنية لأنها البديل لاستعادة وحدة الصف الفلسطيني. ‏
وقد اعتدت قوات الاحتلال على تظاهرة فلسطينية في قرية بيت فجار بالضفة الغربية. ‏
كما منعت تنظيم تظاهرة لمتضامنين أجانب استنكاراً لحرق مسجد القرية، بينما اعتقلت هذه القوات أربعة فلسطينيين في القدس المحتلة ومناطق متفرقة من الضفة. ‏
وفي إطار اعتداءاتهم المستمرة، أتلف مستوطنون عشرات أشجار الزيتون بعدما نهبوا ثمارها في قريتي حوارة ويانون بمدينة نابلس بالضفة. ‏
في هذه الاثناء يصرح مسؤولون بالإدارة الأمريكية إن الولايات المتحدة ستعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وستبدأ في عملية نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
وقال مسؤولون بارزون بالإدارة الأمريكية إن ترامب سيعلن عن ذلك الساعة الواحدة مساء (1800 بتوقيت جرينتش).
وكان ترامب قد أبلغ قادة دول شرق أوسطية الثلاثاء باعتزامه نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وسط تحذيرات من جانب الفلسطينيين وقادة عرب من أن ذلك القرار قد يؤدي إلى إثارة أعمال عنف وعدم استقرار في أنحاء المنطقة.