غوتيريس يطوي صفحة الماضي ويعين رئيساً جديدا لبعثة “المينورسو”

عين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الدبلوماسي الكندي كولين ستيوارت رئيسا جديدا لبعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء (المينورسو)، خلفا لكيم بالدوك التي أعفيت من منصبها الشهر الماضي.

وقالت الأمم المتحدة، في بيان على موقعها الرسمي، إن ستيوارت سيخلف في هذا المنصب مواطنته كيم بالدوك التي أنهت مهامها في 22 نونبر الماضي، وأشارت إلى أن “الأمين العام ممتن للسيدة بالدوك لقيادتها القوية ومثابرتها خلال توليها لمهامها”.

ويتمتع رئيس “المينورسو” الجديد بخبرة تفوق 25 عاماً في مجال السلام والأمن والشؤون الدولية، وشغل منصب نائب رئيس مكتب الأركان في الأمم المتحدة لدى الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا ورئيس أركانه، كما شغل مناصب عدة في بعثات الأمم المتحدة الميدانية، بما في ذلك بعثة رئيس الدولة بالنيابة، ورئيس الشؤون السياسية لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة في تيمور الشرقية (2007-2009).

وفي الفترة ما بين 1999 و2004 عمل كولين مع إدارة الأمم المتحدة لتقديم الدعم في تيمور الشرقية، كما مثل مركز كارتر في الضفة الغربية وغزة وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

ويأتي تعيين المسؤول الجديد على رأس بعثة “المينورسو” بعد العلاقات المتوترة بين المسؤولة السابقة والرباط، والتي بلغت حدتها عندما أقدم المغرب على طرد 84 موظفا مدنيا في البعثة عقب إطلاق الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، تصريحات مسيئة اعتبر فيها الصحراء “أرضا محتلة” خلال زيارته المنطقة العازلة التي تسهر فيها “المينورسو” على وقف إطلاق النار.

وعن التحديات الجديدة لرئيس المينورسو، قال إدريس الكريني، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاضي عياض ومدير مختبر الدراسات الدولية حول تدبير الأزمات، في تصريح لجريدة هسبريس، إن “التعيين الجديد يحيل على طي صفحة قاتمة خيمت بين المغرب وهذه البعثة، خصوصا بعد الخطأ الفادح الذي ارتكبه الأمين العام السابق للأمم المتحدة”.

وأوضح الأستاذ الجامعي أن مرحلة الرئيسة السابقة “عرفت انحرافات على مستوى التقارير التي تم تقديمها إلى المنتظم الدولي؛ ولكن يبدو أننا اليوم أمام نخب أممية جديدة بكل تأكيد سوف تعطي دينامية للتعاطي مع قضية الصحراء بقدر من الموضوعية”.

التغيير الجديد يتزامن حسب الكريني مع ما تحققه الدبلوماسية المغربية من مكتسبات في الآونة الأخيرة بعد العودة إلى الاتحاد الإفريقي؛ “الأمر الذي مكن البلاد من مد جسور التواصل مع مجموعة من القوى الإفريقية والسعي إلى تطوير علاقات جديدة ستدعم الانضباط إلى قرارات مجلس الأمن على مستوى قضية الصحراء”.