فنانون مغاربة يحتجون على نتائج لجنة الدعم السينمائي

الرباط – «القدس العربي»: بين مخرج وسيناريست يطالب بعدالة سينمائية حقيقية، وفنان يؤكد أن رئيسة لجنة الدعم السينمائي لا علاقة لها بالتدبير السينمائي وتحط من قيمة السينما، توزعت انتقادات فنانين مغاربة للجنة الدعم السينمائي ورئيستها غيثة الخياط، بعد أن كشفت اللجنة التابعة للمركز السينمائي المغربي عن نتائج مداولاتها بخصوص منح تسبيقات لمشاريع أفلام قدمت لها.
البداية مع تدوينة مقتضبة للفنان محمد الشوبي، والتي عممها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، واكد فيها أن «هذه السيدة» في إشارة إلى رئيسة لجنة دعم السينما «لا علاقة لها بالتدبير السينمائي، تكره السينمائيين المغاربة وتحط من قيمة السينما». وختم تدوينته الموجزة بالقول «إنه التطرف الفرانكوفوني بعينه والتعالم في مضمار يتطلب السهولة الممتنعة».
لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، او عند إشارات التفاعل بالعجاب أو غيرها مما هو متاح في هذه المنصة، بل تجاوزها إلى تعليقات بعضها كان رافضا لمضمون تدوينة الفنان الشوبي.
وهو قاله أحد المعقبين، حين خاطب الشوبي قائلا «تدوينتك جانبت الصواب… السيدة غيثة الخياط مثقفة من الطراز الرفيع كاتبة وأخصائية نفسية وسبق ترشيحها لجائزة نوبل للسلام.. كلمة تكره فيها مبالغة وحكم قيمة».
الفنان صاحب التدوينة لم يترك التعقيب على تدوينته يمر مرور الكرام، بل أعطاه حقه من التأمل والرد بهدوء وبمزيد من الانتقاد لرئيسة اللجنة المذكورة، قائلا: «للأسف لو سمعت مداخلاتها في بعض المحافل وتحاملها على كل صناع السينما يا صديقي لساندت تدوينتي».
وأضاف الشوبي بخصوص ترشيحها لجائزة نوبل، انه «لا يعني شيئا لأنه مثل ترشيح فيلم مغربي كل سنة لجائزة الأوسكار».
وحسب الفنان فإن رئيسة لجنة الدعم السينمائي، «هي مثقفة مصابة بتخمة الفرانكوفونية التي تمقت كل منتج ثقافي أو فني مغربي لا يمجد النظرة الدونية لفرنسا لمثقفينا وفنانينا».
وطالب السيناريست والمخرج حكيم القبابي، في تدوينة مماثلة نشرها على صفحته بالفيسبوك، بالعدالة السينمائية، واختار لما كتب عنوانا في هذا السياق، كما جمع كل لجان الدعم السابقة.
وعاد في تدوينة إلى عشر سنوات مضت، مؤكدا أنه طيلة هذه المدة «وأنا أضع مشاريع أفلام مختلفة المواضيع والأساليب بهدف الحصول على دعم لجنة الأفلام السينمائية التابعة للمركز السينمائي المغربي، رؤساء وأعضاء لجن مختلفة مروا ولا أحد أنصف كل هذه المجهودات بأسباب جد واهية وغريبة».
وفي ما يتعلق بالمرحلة الحالية، قال المخرج القبابي في التدوينة نفسها، «أستغرب كيف لرئيسة اللجنة فرنكفونية الثقافة، أن تقرأ سيناريو مكتوب باللغة العربية وتحكم على جودته من ضعفه».
وبالنسبة له فإن أسئلة أعضاء لجنة الدعم «تنم عن ضعف شديد في قراءة السيناريو وفك رموزه»، كما أنهم يضيف صاحب التدوينة «يستدعون فقط المخرج دون السيناريست والمنتج، ويطرحون أسئلة فارغة ويتناوبون على جلد الجالس أمامهم دون معرفة أعماله السابقة أو مساره الإبداعي»، وتساءل هنا «كيف للمخرج أن ينوب عن السيناريست في الدفاع عن قيمة السيناريو وكيف للمخرج أن ينوب عن المنتج وهي مهنة أخرى لا علاقة لها بالإخراج السينمائي. لا فرق لديهم بين هذا وذاك».
وبعد أن استعرض بعض تفاصيل الاجتماع الأخير في مدينة الدار البيضاء، مشيرا إلى أن فندقا فخما احتضنه، وطرح العديد من التساؤلات وبسط بعض المشاهد من الجلسة، تساءل «كيف لهذه اللجنة ان تقرأ وتحلل وتناقش 82 مشروعا بين الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية في مدة قياسية لا تتعدى بضعة أشهر وكلهم لهم مهن أخرى بعيدة عن السينما وارتباطات خارج مهامهم كأعضاء اللجنة. كيف يجدون الوقت لكل هذا؟ غريب هذه القدرة التي لديهم».
ومضى صاحب التدوينة في الكشف عن مضمون أعماله السينمائية التي رفضت، ومواضيعها وتصوره للإخراج وتنوع طرحه، إلا أنه «في كل مرة يرفض مشروعي أقوم بتصحيحه حسب ملاحظاتهم وآرائهم وأدفعه مجددا ويتم رفضه بدون سبب وجيه. كل مرة أحاول تغيير أسلوب كتابتي وتصوراتي الفنية من أجل فك طلاسم الأفلام التي تفضلها اللجنة، ولا حياة لمن تنادي».
وبعد أن سأل «ماذا يريدون بالضبط؟» وجوابه على ذلك بـ «لا أعرف»، قال القبابي «نريد عدالة سينمائية من خلال تعيين أسماء سينمائية محترمة يشهد لها الجميع بالمصداقية والمهنية والاحترافية، نريد الحفاظ على مكتسبات السينما المغربية، نريد تبريرات علمية حقيقية عن سبب رفض مشاريعنا عوض الاكتفاء بكلمات جوفاء مثل، شخصيات مهلهلة، ضعف الحبكة وغيرها من الأجوبة المضحكة».
والجدير بالذكر أن لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية كانت قد كشفت في وقت سابق، عن قائمة مشاريع الأفلام التي استفادت من تسبيقات على المداخيل برسم الدورة الثانية لسنة 2022 التي انعقدت ما بين 25 و28 تموز/ يوليو 2022، برئاسة غيثة الخياط، وعضوية نزهة الحضرمي، لبنى الطاهيري، صوفيا حبيبة بلقاسم، فاطمة الزهراء بنشرقي، سيدي محمد فاضل الجماني، حميد اتباتو ومراد لطيفي.
وأفاد المركز السينمائي المغربي في بلاغ له بهذا الخصوص، أن اللجنة تدارست مشاريع مرشحة للاستفادة من تسبيقات على المداخيل بعد الإنتاج لأربعة أفلام طويلة، ووثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، ووثائقي آخر وفيلمين قصيرين.
كما درست اللجنة مشاريع مرشحة للاستفادة من تسبيقات على المداخيل قبل الإنتاج وتتعلق بـ 27 مشروع فيلم طويل، وثلاثة مشاريع أفلام قصيرة، ومشروعي فيلمين وثائقيين، ومشروعي (2) مساهمة في كتابة السيناريو، إلى جانب 39 مشروعا ضمن فئة الأفلام الوثائقية حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني.
ANAHDA INTERNATIONAL TV