قصة مؤلمة وحقيقية مت حوادث السير ببلادنا ..

لم تكن السيدة فاطمة تعلم يوم رزقت بابنها الوحيد عبد الرحيم الذي طلقت من والده كيف ستسير الأقدار ..فقد كرست كل حياتها لأجل راحة ابنها الوحيد وحاولت أن توفر له الجو المناسب كي يتلقى التعليم المناسب الذي تلقاه جل أبناء الشعب على قدر ما استطاعت وسط عائلتها وإخوتها حيث كانت تقطن بالبادية ، التي لم يكن ضمن أحلامها أن يعيش بها ابنها عبد الرحيم وان ترعرع في أحضانها…البادية جميلة لكن العيش بها صعب عموما والتعليم هو المنقذ …وقد كبر عبد الرحيم ورأت فيه ما تتمنى وأصبح محاميا مرموقا بمدينة القنيطرة حيث استقر وتزوج منذ أربعة أشهر …لم يشأ عبد الرحيم أن يغتنم فرصة زواجه للخلوة بنفسه وزوجه بل كانت فرصته لإكرام أمه والاعتراف لها بالجميل بعد أن ملأ بيته بامرأة تؤنسه، أخذ معه أمه بعد الزفاف مباشرة في زيارة مطولة ، ولم يستجب لرغبة الأم للعودة لبيت الجدة بل كان يتجاهلها، وفي الأسبوع الأخير قرر الجميع زيارة الجدة والعائلة ببادية منطقة الغرب …
لم يكن عبد الرحيم يسوق السيارة أبدا رغم حصوله على الرخصة لهذا كان ينتدب أحد أفراد العائلة ليقوم عنه بهذه المهمة، كانت الأم الطيبة المكافحة سعيدة بابنها الذي رأت فيه ما تتمناه له …لكن لم يخطر ببالها أنها ستحضر حيث يوارى جسده التراب بعد هذه الرحلة التي لم تتم حيث أجهزت شاحنة بالطريق المؤدية إلى القنيطرة على حياته حيث تحكي الأم أن آخر ما فعله وهو يصارع الموت أن قبل يدها …الأم التي تعرضت لكسر على مستوى الكتف والتي استقدمت من المستشفى لتحضر جنازة ابنها فكان الألم ألمين وحضر الأصهار أيضا وقد تركوا ابنتهم زوجة عبد الرحيم في المستشفى بحالة حرجة أيضا لم ينج إلا السائق …هذا ما حصل… حين تحقق حلم الأم فقدته وكأنه سراب …رحم الله عبد الرحيم وأسكنه فسيح جنانه ورزق ذويه الصبر على فقدانه …
هذه واحدة من قصص حوادث السير ببلادنا لكن مع تقريب الصورة وغيرها كثير ، ونحن في هرج ومرج نتلقى كل يوم أخبارا من هذا القبيل عن وفيات بحياد تام أحيانا من فرط التعود …ألا تستحق هذه الحوادث الوقوف عندها سيما مع هذه النسب الكارثية ببلادنا ، ألا نجد من يقف وقوفا صارما لتجاوز هذا الوضع الذي لا يناسبنا كدولة لها تاريخ عريق …الأخطاء البشرية هي المسؤول الأول عن حوادث السير سلوكيات السائقين …لدينا أرامل ويتامى و معاقين ونساء ثكالى وسط صمت رهيب وكأن الأمر عادي لنركب على القدر ، هذا قدر من صنع أيدينا سنحاسب عليه …
متابعة لطيفة لجوي